يوم انتخابي أفريقي طويل وسط دعوات للمقاطعة ومخاوف من المتطرفين

  • 3/21/2016
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

تعيش ست دول في القارة الأفريقية اليوم (الأحد) يوماً انتخابياً طويلاً لاختيار رؤساء واقتراعاً لإجراء تعديلات دستورية. وشهدت الانتخابات الأفريقية أعمال عنف ودعوات مقاطعة واتهامات بالتزوير والتلاعب وظروف أمنية متدهورة، في ظل حضور سجلته تنظيمات متطرفة بينها «القاعدة» و«بوكو حرام» في بعض الدول. أما الحاضر الآخر، فكان المستعمر القديم فرنسا. ففي أرخبيل زنجبار الذي يتمتع بحكم شبه ذاتي في تنزانيا، بدأ التصويت اليوم في انتخابات إعادة يقاطعها حزب المعارضة الرئيس، وسط إجراءات أمنية مشددة. وألغت لجنة الانتخابات في زنجبار نتائج الانتخابات السابقة التي أجريت في 25 تشرين الأول (أكتوبر) الماضي بداعي التزوير. وقالت «الجبهة المدنية المتحدة» (معارضة) أنها فازت في هذه الانتخابات وحذرت من أعمال عنف إذا مضت الانتخابات قدماً. ودعت الجبهة أنصارها إلى مقاطعة الانتخابات الرئاسية والبرلمانية وانتخابات المحليات، في خطوة من المرجّح أن تعني فوزاً مؤكداً للحزب الحاكم. وتشارك أحزاب معارضة أصغر في الانتخابات، لكن المنافسة عادة ما تكون قاصرة على الحزبين الرئيسين. وشُددت إجراءات الأمن حول مراكز الاقتراع في زنجبار التي شهدت انتخابات سابقة تخلّلتها أعمال عنف. وفي السنغال، يُدلي 5.5 مليون ناخب بأصواتهم في استفتاء حول إصلاحات دستورية بينها خفض الولاية الرئاسية من سبع سنوات إلى خمس سنوات، في مشاورة اتخذت طابع التصويت مع الرئيس ماكي سال أو ضده. وشهدت الحملة التي سبقت الاستفتاء اتهامات بالفساد واستغلال السلطة والتضليل الإعلامي، وحتى بعض أعمال العنف، في بلد عُرف باستقراره، ويقدم على أنه «نموذج للديموقراطية في أفريقيا». وفي النيجر، صوّت الناخبون اليوم في جولة الإعادة لانتخابات الرئاسة التي من المرجح أن يفوز فيها الرئيس محمد إيسوفو، بعدما نُقل منافسه المعتقل إلى خارج البلاد، لتلقي العلاج ووسط دعوات المعارضة لمقاطعة التصويت. وتجرى الانتخابات تحت تهديد من يوصفون بـ«الجهاديين»، ووسط مخاوف من اضطرابات سياسية، في ظل غياب مرشح المعارضة الذي دعا معسكره إلى مقاطعة الاقتراع. وفاز إيسوفو، وهو حليف للغرب في المعركة ضد «التشدد الإسلامي» غرب أفريقيا، في الجولة الأولى بفارق مريح، إذ حصل على 48 في المئة من الأصوات، لكنه لم يحقق الغالبية المطلوبة لحسم النتيجة من دون اللجوء إلى جولة إعادة. ولدى اللجنة الانتخابية مهلة خمسة أيام لإعلان النتائج في هذا البلد، الذي يبلغ عدد سكانه 18 مليون نسمة، لكن من المفترض أن تنشر اللجنة هذه الأرقام الإثنين أو الثلثاء المقبلين. وعادة تنتهي الأزمات السياسية في النيجر بانقلاب أو محاولات انقلابية، لكن هذا البلد واجه الخميس الماضي خطراً من نوع آخر تمثل بهجومين أدى أحدهما إلى مقتل ثلاثة من الدرك غرب البلاد ونُسب إلى تنظيم «القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي»، والثاني شرقاً، حيث قتل خمسة انتحاريين ضابطاً كبيراً في الجيش ونُسب إلى جماعة «بوكو حرام». وقال وزير الداخلية حسيمي مسعودو أن تنظيم «القاعدة» أراد إعطاء إشارة قبل الانتخابات»، مؤكداً ان «كل الإجراءات اللازمة اتُّخذت لضمان الأمن، كما في الدورة الأولى». ولم يسجل أي هجوم في الدورة الأولى التي شهدت حال من الفوضى في بلدان عدة، بسبب مشاكل «لوجستية». وفي بنين، دُعي الناخبون إلى التصويت اليوم لاختيار رئيس جديد للدولة بين أحد مرشحين هم رئيس الوزراء المنتهية ولايته ليونيل زينسو ورجل الأعمال باتريس تالون، خلفاً للرئيس توماس بوني يايي، الذي ينسحب بعد ولايتين رئاسيتين بموجب الدستور. ودُعي نحو 4.7 مليون ناخب إلى التصويت في الدورة الثانية من الاقتراع. وفتحت مراكز الاقتراع وعددها 7908 أبوابها. وتصدر النتائج الأولى في الأيام الثلاثة التي تلي التصويت. وفي الكونغو، شهدت البلاد اليوم انتخابات رئاسية يتنافس فيها الرئيس دينيس ساسو نغيسو مع ثمانية مرشحين في أجواء من التوتر بعد الإعلان عن قطع الاتصالات بشكل كامل لمدة 48 ساعة رسمياً لمنع المعارضة من نشر نتائج «غير قانونية». وعشية الاقتراع، قررت الحكومة قطع الاتصالات يومي الأحد والإثنين. وقال مصدر حكومي أن «كل الاتصالات ستكون مقطوعة لتجنب نشر النتائج بشكل غير قانوني». وفي رسالة إلى شركات الاتصالات، تحدث وزير الداخلية ريمون مبولو عن «أسباب أمنية ومرتبطة بالسلامة الوطنية» ليطلب قطع كل الاتصالات بما فيها الرسائل النصية. ورأى خمسة مرشحين للمعارضة ان الشروط لم تتحقق لإجراء انتخابات «نزيهة وشفافة وتتمتع بالمصداقية»، وشكلوا تحالفاً ضد ساسو نغيسو الذي يحكم منذ 32 سنة.

مشاركة :