اتجهت السعودية نحو إنشاء مركز إقليمي لتطوير خفض الانبعاثات الذي يعد خطوة لتعزيز الأداء البيئي بالسعودية، وسيكون مرجعاً مهماً يعكس ريادة السعودية فيما يخص الحفاظ على البيئة واستدامتها وفق مستهدفات رؤية المملكة 2030 ، وتم تدشين المركز بالتعاون مع جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية (كاوست) سيسهم في دعم متخذي القرار والسياسات فيما يتعلق بالتغيرات المناخية والمساهمة في تطوير المعلومات المناخية، ودعم الخطط والبرامج على المستوى الإقليمي والدولي بما يسهم في بناء قدرات بشرية قادرة على فهم المناخ الحالي والتنبؤات بتغيراته المستقبلية. يعد المركز حجر الزاوية في جهود السعودية للتكيف مع الآثار الحتمية لتغير المناخ في المنطقة، باعتبار أن المنطقة بحاجة إلى تنبؤات مناخية إقليمية دقيقة تأخذ في الاعتبار الأنماط المناخية في المنطقة وكتل العواصف الرملية المستقبلية من أجل حماية بلادنا ومدننا، وتكييف بنيتها التحتية وجعلها متوائمة مع هذه التغيرات المناخية الجديدة التي هي أولوية وطنية للتخفيف من الآثار السلبية لتغير المناخ من خلال تقديم تحذيرات من العواصف في الوقت المناسب لكل دول مجلس التعاون الخليجي. حيث تستهدف السعودية أن تصل إلى صافي صفر انبعاثات كربونية بحلول عام 2060 وقد يكون قبل ذلك، حيث تمكنت السعودية تخفيض انبعاثات كربونية بنحو 21 مليون طن خلال عام 2021 بحسب تصريحات وزير الطاقة الأمير عبد العزيز بن سلمان في قمة المناخ كوب 27 في مدينة شرم الشيخ المصرية. وفي أكتوبر من عام 2020 أعلنت شركة أرامكو مبادرة شركات النفط والغاز بشأن المناخ والتي أظهرت أن كثافة انبعاثات غاز الميثان وغاز ثاني أكسيد الكربون الناتجة عن جميع أعمال التنقيب والإنتاج في جميع الشركات الأعضاء تبلغ 0.23 % و21.1 كجم من مكافئ ثاني أكسيد الكربون / برميل مكافئ نفط على الترتيب، ويعد هذا انخفاضاً كبيراً في كثافة كلا المقياسين مقارنة بعام 2018 . وبعد هذا النجاح في تحديد نسبة أقل حددتها المبادرة لانبعاثات غاز الميثان الناتجة عن أعمال التنقيب والإنتاج لجميع الشركات الأعضاء بنسبة 0.25 % تستهدف المبادرة خفض كثافة الميثان إلى 0.20 % بحلول عام 2025، وتضمن هذا التقدم تقليل الانبعاثات الكربونية بمقدار 21 مليون طن من مكافئ ثاني أكسيد الكربون، ما يعادل القضاء على الانبعاثات الناتجة عن استخدام الطاقة في 2.4 مليون منزل في الولايات المتحدة أي خفض الانبعاثات بواقع 13 في المائة مقارنة بعام 2017 . لن تتوقف السعودية عند خفض انبعاثات الميثان، بل اتجهت إحدى شركات أرامكو المتكاملة والرائدة عالمياً في مجال الطاقة والكيميائيات وشركة إينووا شركة الطاقة والمياه التابعة لنيوم لإبرام اتفاقية تطوير مشترك لإنشاء وتأسيس أول مصنع تجريبي للوقود الاصطناعي (الوقود الكهربائي) من خلال إنتاج 35 برميلاً يومياً من البنزين الاصطناعي منخفض الكربون من الهيدروجين المتجدد وثاني أكسيد الكربون المستخلص المبنية على نهج الاقتصاد الدائري للكربون بالقدرة على خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بنسبة تزيد على 70 في المائة مقارنة بالوقود التقليدي، وبمجرد اكتمالها ستعمل المنشأة على توليد 12 طناً من الميثانول الاصطناعي يومياً من الهيدروجين الأخضر وثاني أكسيد الكربون سيقلّل ما يصل إلى 400 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون في أوروبا خلال الفترة من 2025 إلى 2050 إذا تم استخدامه في نحو 28 مليون مركبة من إنتاجها بالتعاون مع شركة ستيلانتس وهي شركة تصنيع سيارات متعددة الجنسيات في أن تكون سياراتها التي أنتجت منذ عام 2014 نحو 28 مليون سيارة جاهزة لاستخدام الوقود الاصطناعي المتطور دون تعديل في تقنية نقل الحركة. كما تهدف المبادرة الخضراء باستثمارات تزيد عن 700 مليار ريال بالوصول إلى صفر انبعاثات بحلول 2060 وأن ترفع هدفها السنوي لخفض انبعاثات الكربون بأكثر من مثليه إلى قرابة 280 مليون طن سنوياً ارتفاعاً من هدف سابق بخفضها 130 مليون طن من خلال نهج الاقتصاد الدائري للكربون، وبما يتوافق مع خطط السعودية التنموية الذي يحفظ دور السعودية الريادي في تعزيز أمن واستقرار أسواق الطاقة العالمية. إنجازات السعودية في قضية التغير المناخي تجعلها عملاقاً أخضر جديداً ذا دور مؤثّر وواضح في مواجهة هذه المعركة العالمية في الوقت الذي ترى أن العمل المناخي يجب أن يشمل شرائح المجتمع والعمل الأكاديمي من خلال توظيف الحلول المبتكرة يمكن تحقيق أهدافنا التنموية ومواجهة تحديات التغير المناخي في آن واحد، لأنه من الضروري إيجاد التوازن بين التطور الاقتصادي وأمن الطاقة العالمي، وهناك فريق علمي جغرافي مكون من باحثات من جامعة أم القرى حصل مشروعهم (التقييم والتنبؤ بانبعاثات غاز الميثان باستخدام بيانات EMIT) تأهل المشروع على مستوى العالم ضمن منافسة مع 5500 مشروع ورشح من قبل وكالة ناسا للدخول في الفرز للتصفيات النهائية.
مشاركة :