قلة منهم استكشفوا حقيقة مفاهيمهباحث تاريخي: فنانو السبعينيات تأثروا بالموروث المحلي

  • 11/7/2023
  • 01:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

أفاد‭ ‬الباحث‭ ‬التاريخي‭ ‬والفنان‭ ‬البحريني‭ ‬محمود‭ ‬بقلاوة‭ ‬أن‭ ‬قلة‭ ‬من‭ ‬فناني‭ ‬الرعيل‭ ‬الأول‭ ‬استكشفوا‭ ‬حقيقة‭ ‬مفاهيم‭ ‬الموروث‭ ‬البحريني،‭ ‬مبينا‭ ‬أن‭ ‬بداية‭ ‬ظهور‭ ‬المتأثرين‭ ‬بهذا‭ ‬الموروث‭ ‬كان‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬سبعينات‭ ‬القرن‭ ‬الماضي‭.‬ وذكر‭ ‬بقلاوة‭ ‬خلال‭ ‬محاضرة‭ ‬أقيمت‭ ‬ضمن‭ ‬برنامج‭ ‬للطلبة‭ ‬المعماريين‭ ‬الزائرين‭ ‬لموقع‭ ‬قلعة‭ ‬البحرين‭ ‬الأثرية‭ ‬‮«‬في‭ ‬نهاية‭ ‬السبعينات‭ ‬ظهر‭ ‬تيار‭ ‬من‭ ‬فناني‭ ‬الرعيل‭ ‬الأول‭ ‬في‭ ‬البحرين،‭ ‬ممتلئون‭ ‬بالأفكار‭ ‬المتأثرة‭ ‬بالموروث‭ ‬التراثي‭ ‬والشعبي‭ ‬القديم‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬هذه‭ ‬المنطقة،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬تأثيرات‭ ‬المدارس‭ ‬والأساليب‭ ‬الفنية‭ ‬الحديثة،‭ ‬وبحُرية‭ ‬التعبير‭ ‬والاختيار‭ ‬والتصرف،‭ ‬نحو‭ ‬تجارب‭ ‬ذاتية،‭ ‬ومن‭ ‬هذا‭ ‬المخاض‭ ‬الواسع‭ ‬المتغير،‭ ‬استطاع‭ ‬عدد‭ ‬قليل‭ ‬من‭ ‬الرعيل‭ ‬الأول‭ ‬الدخول‭ ‬إلى‭ ‬حقيقة‭ ‬المفاهيم‭ ‬والتصاوير‭ ‬للموروث‭ ‬الأثري‭ ‬القديم‭ ‬والشعبي‭ ‬والمحلي‭ ‬المُعاصر‮»‬‭.‬ وأضاف‭ ‬‮«‬الرعيل‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬الفنانين‭ ‬على‭ ‬قلتهم‭ ‬كانوا‭ ‬يمتلكون‭ ‬احساسًا‭ ‬جماليًا،‭ ‬ورؤية‭ ‬متجددة‭ ‬للقيم‭ ‬الثقافية‭ ‬والفنية،‭ ‬ونخصُّ‭ ‬بالذكر‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الفنون‭ ‬التشكيلية‭ ‬الدلمونية‭ ‬والتراثية،‭ ‬فبرز‭ ‬هذا‭ ‬الفن‭ ‬الدلموني‭ ‬المتجدد‭ ‬والمتأصل‭ ‬عبر‭ ‬هؤلاء‭ ‬الرواد‭ ‬بروزًا‭ ‬يستحق‭ ‬الإشادة‭ ‬والتقدير،‭ ‬فالفنَّان‭ ‬راشد‭ ‬العريفي‭ - ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ - ‬تألَّق‭ ‬في‭ ‬إظهار‭ ‬فن‭ ‬حداثوي‭ ‬قائم‭ ‬على‭ ‬القديم‭ ‬الحضاري‭ ‬الثقافي‭ ‬الدلموني؛‭ ‬فأسس‭ ‬‮«‬مدرسة‭ ‬دلمون‭ ‬الفنية‮»‬‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬أنموذجًا‭ ‬مُعاصرًا‭ ‬زاخرًا‭ ‬بذاك‭ ‬النوع‭ ‬من‭ ‬الثراء‭ ‬الفني،‭ ‬وأسسَ‭ ‬ثم‭ ‬افتتح‭ ‬متحفه‭ ‬الخاص‭ ‬الدلموني‭ ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬المحرق‮»‬‭.‬ وتحدث‭ ‬الباحث‭ ‬التاريخي‭ ‬عن‭ ‬‮«‬مُحاولات‭ ‬الأعمال‭ ‬المنتجة‭ ‬الفنية‭ ‬الدلمونية‭ ‬التي‭ ‬تتشابه‭ ‬مع‭ ‬سيمفونية‭ ‬ثقافية‭ ‬يتصورها‭ ‬المشاهد‭ ‬الذي‭ ‬يتصف‭ ‬بالثقافة‭ ‬الفنية‭ ‬الواسعة‭... ‬حيث‭ ‬تأخذنا‭ ‬في‭ ‬وقفات‭ ‬تتسع‭ ‬معها‭ ‬الرؤية‭ ‬وقراءة‭ ‬الجانب‭ ‬التجريدي‭ ‬والرمزي‭ ‬والفلسفي‭ ‬والميثويولوجي‭ ‬في‭ ‬الأعمال،‭ ‬وهذه‭ ‬الرموز‭ ‬التي‭ ‬التقينا‭ ‬بها‭ ‬تشابه‭ ‬تلك‭ ‬الرموز‭ ‬التي‭ ‬استخدمت‭ ‬عبر‭ ‬ثقافات‭ ‬حضارات‭ ‬تقاطعت‭ ‬مع‭ ‬دلمون،‭ ‬هذه‭ ‬النقوش‭ ‬والرموز‭ ‬والطلاسم‭ ‬استخدمها‭ ‬الانسان‭ ‬الدلموني‭ ‬كأثر‭ ‬يدل‭ ‬على‭ ‬الأماكن‭ ‬التي‭ ‬عاش‭ ‬فيها،‭ ‬حيث‭ ‬التصق‭ ‬الانسان‭ ‬الفنان‭ ‬في‭ ‬دلمون‭ ‬بظواهر‭ ‬التعرية‭ ‬الطبيعية‭ ‬التي‭ ‬أخذت‭ ‬أشكال‭ ‬ترمز‭ ‬إلى‭ ‬عوالم‭ ‬مختلفة‭ ‬ظهرت‭ ‬في‭ ‬أماكن‭ ‬واسعة‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬الكون‭ ‬المسكون‭ ‬عبر‭ ‬آلاف‭ ‬السنين،‭ ‬كالتماثيل‭ ‬الحجرية‭ ‬التي‭ ‬ظهرت‭ ‬في‭ ‬حقبة‭ ‬تايلوس‭ ‬الهلنستية،‭ ‬وما‭ ‬يزال‭ ‬البحث‭ ‬مُستمرًا‭ ‬في‭ ‬محاولات‭ ‬فهم‭ ‬هذه‭ ‬الظواهر‭ ‬كأشكال‭ ‬فنية‭ ‬جمالية،‭ ‬فكرية،‭ ‬حسية،‭ ‬سحرية،‭ ‬ميتافيزيقية،‭ ‬وترتكز‭ ‬هذه‭ ‬البحوث‭ ‬على‭ ‬الأساس‭ ‬الهيكلي‭ ‬للفن‭ ‬البدائي‭ ‬الدلموني‭ ‬للوصول‭ ‬إلى‭ ‬نتائج‭ ‬فهمية‭ ‬منها،‭ ‬وفلسفية‭ ‬ذات‭ ‬مساحاتٍ‭ ‬مفتوحة‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬الانسان‭ ‬والطبيعة‭ ‬والوجود‮»‬‭.‬ وأوضح‭ ‬بقلاوة‭ ‬‮«‬عندما‭ ‬نريد‭ ‬أن‭ ‬نتلمس‭ ‬وجدانية‭ ‬الأختام‭ ‬الدلمونية،‭ ‬نحسها‭ ‬في‭ ‬التشكيل‭ ‬الصوري،‭ ‬هذا‭ ‬التشكيل‭ ‬الذي‭ ‬امتلأت‭ ‬به‭ ‬المساحات‭ ‬المرئية‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬الأختام،‭ ‬كانغماس‭ ‬الخطوط‭ ‬والعناصر‭ ‬الجمالية‭ ‬والإيقاعية‭ ‬المسكونة‭ ‬بالإرث‭ ‬الثقافي‭ ‬الدلموني‭ ‬المُتغلغل‭ ‬في‭ ‬نسيجها‭ ‬الفطري،‭ ‬وفي‭ ‬تكوينها‭ ‬الجيني‭ ‬والفسيويولوجي‭ ‬لإنسان‭ ‬دلمون‭ ‬القديم‭ ‬المتوارث‭ ‬عبر‭ ‬ألوف‭ ‬السنين،‭ ‬وهو‭ ‬امتداد‭ ‬الأحفاد‭ ‬للأجداد‮»‬‭.‬ وأشار‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬‮«‬هذه‭ ‬الموروثات‭ ‬تظهر‭ ‬في‭ ‬الأعمال‭ ‬كالأختام‭ ‬والفخاريات‭ ‬بأشكال‭ ‬رمزية‭ ‬وتجريدية،‭ ‬وكأنها‭ ‬تتحدث‭ ‬عن‭ ‬أساطير‭ ‬سابقة،‭ ‬وحكايات‭ ‬لاحقة‭ ‬مستقبلية،‭ ‬تتواصل‭ ‬بسلسلة‭ ‬الابداع‭ ‬والرقي،‭ ‬لتحقق‭ ‬نسبة‭ ‬من‭ ‬الجمال‭ ‬الظاهر‭ ‬منه،‭ ‬والمخفي‭ ‬هو‭ ‬الأكثر،‭ ‬ليشكل‭ ‬توافقا‭ ‬ذهنيا‭ ‬شفافا‭ ‬بين‭ ‬العمل‭ ‬الفني‭ ‬والمتلقي‭ (‬المشاهد‭)‬،‭ ‬وعندما‭ ‬نستمر‭ ‬في‭ ‬متابعة‭ ‬الأعمال‭ ‬الفنية‭ ‬المنتجة‭ ‬لممتلكات‭ ‬الأختام‭ ‬الأثرية،‭ ‬سنكتشف‭ ‬الجديد‭ ‬من‭ ‬المواضيع،‭ ‬والدلالات،‭ ‬وما‭ ‬طرأ‭ ‬من‭ ‬متغيرات‭ ‬فنية،‭ ‬نحو‭ ‬تواصل‭ ‬الإبداع‭ ‬لإغناء‭ ‬حياة‭ ‬الانسان‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬العالم‭ ‬المُمتلئ‮»‬‭.‬

مشاركة :