أعلنت منظمة العمل الدولية اليوم (الاثنين) أنها أعدت خطة استجابة من ثلاثة مراحل بقيمة 20 مليون دولار لمعالجة خسارة سوق العمل الفلسطيني 390 ألف وظيفة في قطاع غزة والضفة الغربية منذ بداية الحرب الحالية بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وإسرائيل. وأفاد تقرير للمنظمة تلقت وكالة أنباء ((شينخوا)) نسخة منه، بفقدان ما لا يقل عن 61 في المائة من فرص العمل في غزة بما يعادل 182 ألف وظيفة منذ بداية الحرب الحالية، مشيرا أيضا إلى فقدان نحو 24 في المائة من فرص العمل في الضفة الغربية بما يعادل 208 آلاف وظيفة بسبب تأثير غير مباشر للوضع المأساوي في غزة. وتابع التقرير أن إجمالي فقدان الوظائف المقدر بنحو 390 ألف وظيفة في المنطقتين اللتين تشكلان الأراضي الفلسطينية المحتلة يترجم إلى خسائر يومية في دخل العمل بقيمة 16 مليون دولار. وأوضح أنه من المتوقع أن ترتفع هذه الأرقام إذا تم تكثيف العمليات العسكرية في غزة واستمرت الأزمة الإنسانية في القطاع. وقالت المديرة الإقليمية للدول العربية في منظمة العمل الدولية ربا جرادات "إن تقييمنا الأولي لتداعيات الأزمة الحالية المأساوية على سوق العمل الفلسطيني قد أسفر عن نتائج فظيعة للغاية سوف تتفاقم إذا استمر الوضع الكارثي في التدهور في قطاع غزة". وأضافت جرادات "أن الأعمال العدائية المستمرة لا تمثل فقط أزمة إنسانية هائلة (..) بل تمثل أيضا أزمة اجتماعية واقتصادية تسببت في أضرار جسيمة للوظائف والشركات، وستكون تداعياتها ملموسة لسنوات عديدة قادمة". وبحسب التقرير، فقد دمرت أحياء بأكملها في غزة وتضررت البنية التحتية بشدة، وأغلقت الشركات أبوابها، وحدث نزوح داخلي واسع النطاق، وأدى نقص المياه والغذاء والوقود إلى إصابة النشاط الاقتصادي بالشلل. ولمعالجة تأثير الأزمة على سوق العمل الفلسطيني، أعلنت المنظمة عن إعداد خطة استجابة من ثلاث مراحل، تركز فيها المرحلة الأولى التي بدأت بالفعل على تدخلات الإغاثة الطارئة وجمع البيانات الأولية. وتتضمن المرحلة الثانية المراجعة وجمع البيانات وتحليل الأثر من أجل المساعدة في التخطيط للتدخلات وتحديد الأولويات، في حين أن مرحلة التعافي الأخيرة ستركز على خلق فرص العمل من خلال أعمال إصلاح البنى التحتية المكثفة العمالة وغيرها من المبادرات، فضلا عن تدابير الحماية الاجتماعية واسترداد الوظائف وإنعاش المؤسسات، وفق التقرير. وأشار إلى أن تمويل خطة الاستجابة الثلاثية لمنظمة العمل الدولية سيتم عبر إطلاق نداء بقيمة 20 مليون دولار خلال اجتماع لشركاء التنمية على هامش دورة مجلس إدارة المنظمة الـ349 المنعقدة حاليا. وقبيل النزاع الحالي عانى سكان غزة من ارتفاع معدلات الفقر وأحد أعلى معدلات البطالة في العالم، والذي بلغ، بحسب التقرير، 46.4 في المائة في الربع الثاني من عام 2023.
مشاركة :