عصام أبو القاسم الشارقة في إطار البرنامج المصاحب للدورة السادسة والعشرين من أيام الشارقة المسرحية، نظمت ليل أمس الأول ندوة تحت عنوان «أرشفة العرض المسرحي: الوعي والتجربة»، قدمها وأدارها الناقد والمخرج الجزائري عبد الناصر خلاف، والذي أشار في بداية حديثه إلى أن الندوة تسعى إلى تسليط الضوء على ذاكرة وواقع أرشفة وتوثيق العرض المسرحي في الوطن العربي، آلياتها وإشكالياتها. وفي مداخلته ذكر الدكتور عبد الإله عبد القادر أن أهم أشكال الأرشفة المسرحية التي عرفها هي مجهودات الراحل أحمد فياض المفرجي في المؤسسة العامة للسينما والمسرح في سبعينيات القرن الماضي في العراق، ثم انتقل إلى تجربة الإمارات فقال: إن أول من بادر بإعداد أرشيف مسرحي هو الراحل فاروق أوهان في وزارة الإعلام والثقافة في بداية الثمانينيات من القرن الماضي، إلا أن أحداً لم يطلع على هذا الأرشيف (لأن أساس العمل به كان من دوافع أنانية من قبل الراحل أوهان فظل حبيس مكانه ولا علم لي بما حل به بعد ترك فاروق أوهان العمل في الوزارة وخروجه من الدولة). كما لفت عبد القادر إلى طريقة الفنان عبد الله المناعي الذي يملك أرشيفاً متكاملاً عن أعماله المسرحية بيد أنه يحتفظ بهذا الأرشيف ويعتز به ولا يسمح لأحد باستعارته وخروجه من بيته. وتكلم المحاضر أيضاً عن أرشيفات خاصة لدى علي خميس، وكذلك عبد الله صالح الذي يحتفظ بأرشيفه الخاص وأرشيف مسرح دبي الشعبي وكذلك محمد سعيد. وتابع قائلاً: «أما أرشفة مسرح الشارقة الوطني، وفي بنايته القديمة التي هدمت، وبني مكانها مسجد، فكانت إدارة المسرح تحتفظ يومياً بكل الصحف والمجلات، وقد تراكم عليها الغبار بشكل مكثف في الغرفة الخارجية التي استعملت مخزناً للديكورات القديمة». في 1984 كلف عبد الإله من طرف الشيخ أحمد بن محمد القاسمي، رئيس دائرة الثقافة والإعلام في حينها ورئيس مجلس إدارة مسرح الشارقة الوطني، بكتابة دراسة عن تاريخ المسرح في الإمارات لتقديمها في ندوة تخصصية في أيام الشارقة المسرحية، وهذه الدراسة هي بداية اهتمام عبد القادر بتوثيق تاريخ المسرح في الدولة. وحكى عبد الإله أنه لم يكن يملك أية مصادر حين بدأ مشروعه في التوثيق والأرشفة ولذلك لجأ إلى أحد عمال مسرح الشارقة الوطني الذي أعانه في الحصول على آلاف النسخ من صحف ومجلات كانت مخزونة في طرف قصي من المبنى. ومن هذه القصاصات الصحفية استطاع أن يبدأ مشوار الكتابة عن مسرح الإمارات. من جانبه، تحدث الناقد المغربي فهد كغاط، عن الطرق والأساليب المعتمدة غربياً في أرشفة العروض المسرحية، وهو استهل كلامه بتقديم مفهومي لمصطلح الأرشفة، وقال: إن أرشيف أي عرض مسرحي، متى وثقناه وحافظنا عليه، يتكون بصفة عامة من مجموعة من المواد والوثائق التي يمكن الاصطلاح عليها في أي مقاربة تكوينية بإحدى العبارات الآتية: «المواد التكوينية المشهدية»، أو «مُسَوَّدات الإخراج المسرحي»، أو «نصوص التأشير المسرحي»، أو «النصوص التأشيرية». وذكر الكاتب المغربي، أن جوزيت فيرال التي تعد من أبرز نقاد المسرح الذين ينطلقون من أرشيف العرض للاشتغال على تكوينيته، تقترح في إحدى دراساتها التكوينية اصطلاحاً معادلا في دلالته للاصطلاحات السابقة هو: «المُسَوَّدات المشهدية». وذكر الكغاط جملة من الوحدات في بناء العرض المسرحي للمرة الأولى، مشيراً إلى أن امتلاك وثائق أو مواد أرشيفية عنها، ضرورة ملحة لفهم تجربة العرض في المستقبل وتمثلها وقراءتها، ومن تلك الوحدات يوميات جلسات التدريب، ومحاضر تلك الجلسات ويوميات عمل الممثل وتصميمات السينوغرافيا والملابس والإضاءة والتخطيطات والرسومات المتعلقة بالديكور وجلسات التدريب وطريقة اختيار فريق العمل والمصلقات الإشهارية أو الإعلانية.
مشاركة :