الهجن تركض في رأس الخيمة.. حفاظاً على التراث

  • 3/22/2016
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

في مثل هذه الأوقات من كل عام يتوجه أبناء القبائل، بصحبة جمهور غفير من المواطنين والمقيمين، والوفود السياحية الأوروبية، إلى ميدان السوان في إمارة رأس الخيمة، لمشاهدة سباقات الهجن العربية الأصيلة، وممارسة أنشطة تراثية ومجتمعية، والاستمتاع بقضاء وقت ممتع في بيئة طبيعية خلابة. وتُعد سباقات الهجن، إلى جانب كونها رياضة تنافسية مشوقة، وترصد لها عشرات السيارات الفخمة كجوائز لأصحاب الهجن الفائزة، جمهرة مجتمعية تعكس التراث الثقافي الإماراتي، وتسهم في تعزيز عرى التعارف والمحبة بين أبناء المجتمع، علاوة على أنها تجلب المال وتضع ثروة الجِمال في دائرة الاهتمام والرعاية. قبل بدء موسم السباقات، تخضع الإبل لفترة التدريب التي تسمى التضمير، وهي إعداد الهجن للسباقات ببرامج تخسيس تساعدها على التخلص من أوزانها الزائدة ببرنامج غذائي خاص. رياضة.. محبة.. وجوائز إلى جانب كونها رياضة تنافسية مشوقة، وتُرصد لها الجوائز المجزية، تُعد سباقات الهجن جمهرة مجتمعية تعكس التراث الثقافي الإماراتي، وتسهم في تعزيز عُرى التعارف والمحبة بين أبناء الديرة. ويقول أحد مربي الإبل، وهو سعيد محمد الكيبالي: بالنسبة لنا ننظر إلى مهرجان سباقات الهجن كتظاهرة تراثية تشيع البهجة في النفوس، وتعود بالكثير من المنافع على مربي الإبل، كالفوز بالسيارات الثمينة، وأيضاً تتيح لعشاق الإبل الحصول على أجود السلالات، وفي المقابل يكسب مربو الإبل عوائد مادية كبيرة في حال بيعهم من السلالات الجيدة، فمثلاً الأبكار، وهي زينة (الركاب)، تباع بمليون ونصف المليون درهم. ويتابع الكيبالي قبل بدء موسم السباقات، تخضع الإبل لفترة التدريب التي تسمى (التضمير)، وهي إعداد الهجن للسباقات ببرامج تخسيس تساعدها على التخلص من أوزانها الزائدة نتيجة الشحوم، ويكون ذلك من خلال إطعامها وجبات غذائية بمواصفات خاصة، علاوة على برامج الركض في الميدان نفسه الذي يشهد السباقات. واللافت أن المنطقة، التي يوجد فيها مركاض السوان، بيئة تمتاز بمزايا طبيعية رملية جاذبة وتنمو فيها الأشجار بكثافة، وحلبة السباقات تمتد على شكل دائري لمسافة 10 كيلومترات، بينما المركاض مجهز بأرضية تضمن سلامة الهجن عند الركض، كما يحيط به سياج لمنع الهجن من الخروج من المضمار أثناء الركض. وكما جرت العادة، فإن الجمهور الذي يتشكل من أصحاب الهجن، ثم جمهور المتفرجين، يتوجه في الصباح الباكر إلى حيث السوان، لكن في السنوات الأخيرة بات مركاض السوان سوقاً تجارية رائجة، حيث نصب في ناحية منه 60 خيمة منسوجة من شعر الجِمال، لتمكين الأشخاص الراغبين في عرض منتجاتهم، مثل التمر والعسل والسمن والمأكولات الشعبية، وبعضها لعرض الأزياء الشعبية، أما في ناحية أخرى فيمكن مشاهدة المطاعم والبقالات وخدمات البيطرة، والورش التي تصنع جهاز الركبي الآلي. ويقول علي المهبوبي، وهو أحد المتفرجين مما لا شك فيه أن مهرجانات سباق الهجن عرس تراثي يعكس اهتمام دولتنا وقيادتها الرشيدة بالإبل والتراث، وبالنسبة للجمهور، الذي يأتيه من كل صوب، فيقضي وقتاً ممتعاً ليس مع منافسات الهجن فحسب، وإنما أيضاً بمشاهدة الفعاليات المصاحبة، خصوصاً التراثية، لافتاً إلى أن كل شيء هنا، أي في مركاض السوان، يكتسب أهمية من كونه يوفر للأجيال فرصة الاطلاع على ثقافة تربية الإبل وتعميق أواصر المحبة بين أبناء المجتمع الإماراتي. وبالنسبة لزائر آخر، هو أحمد المهبوبي، فيرى أن سباقات الهجن تدل على مكانة الإبل في نفوس أهل الديرة، واعتزازهم بها كثروة تركها الآباء والأجداد في أعناقنا.

مشاركة :