كشفت دراسة حديثة نشرتها دورية علمية عالمية عن ارتفاع الإصابة بمرض سرطان الثدي لدى النساء في دول الخليج، بمعدل ثلاثة أضعاف خلال الـ20 عاماً الماضية، خصوصاً بين الشابات دون سن الـ 40 عاماً. ورصدت الدراسة التي أجراها أكثر من 20 طبيباً متخصصاً تزايد حالات الإصابة بسرطان الثدي في الخليج، خصوصاً لدى الشابات تحت سن الـ40، كما أن معدلات التشافي في دول الخليج مشابهة لمثيلاتها في الولايات المتحدة وكندا، وخلصت الدراسة لتوصيات أهمها ضرورة تكثيف الدراسات المتعلقة بالجينات المسببة لسرطان الثدي في المرضى الخليجيين. وأوضح رئيس جمعية الإمارات للأورام بروفيسور الأورام في جامعة الشارقة، أحد المشرفين على تنفيذ الدراسة الدكتور حميد الشامسي، أن الدراسة نشرت في دورية الأورام السويسرية، مشيراً إلى أن سرطان الثدي يُعد الأكثر تشخيصاً في جميع دول مجلس التعاون الخليجي. ولفت إلى أن البحث ركّز على فهم عدد مرات الإصابة بسرطان الثدي وكيفية تطور هذا النمط داخل دول مجلس التعاون الخليجي، بهدف تسليط الضوء على التحديات المتعلقة بالمشهد المتغير لسرطان الثدي وزيادة الوعي بين قادة الرعاية الصحية والأفراد العاملين في هذه المناطق المتضررة حول المجالات التي تحتاج إلى تحسين. وأضاف «في الماضي، كانت هناك صعوبات في تتبع حالات سرطان الثدي بدقة، ولكن مع التقدم الذي حدث أخيراً في إعداد تقارير أكثر تفصيلاً في سجلات السرطان الوطنية، لايزال هناك نقص في المعلومات، خصوصاً في ما يتعلق بانتشار سرطان الثدي، وطرق العلاج، ونتائج المرضى». وأشار إلى أن معظم البيانات المتاحة المحدودة قديمة وقد لا تعكس بدقة الوضع الحالي لسرطان الثدي في دول مجلس التعاون الخليجي، وذلك لأن الأساليب الطبية لعلاج سرطان الثدي ونتائج المرضى تتطوّر باستمرار مع إدخال علاجات جديدة. وذكر الشامسي أن سرطان الثدي يعتبر الورم الخبيث السائد، لذا سلطت الدراسة الضوء على معدل الإصابة بسرطان الثدي واتجاهه في دول مجلس التعاون الخليجي، كما أفادت معظم الدراسات عن زيادة ثابتة في حالات الإصابة بسرطان الثدي على مدى العقود الماضية، والتي تُعزى بشكل خاص إلى اعتماد نمط حياة غربي في المنطقة والآثار المترتبة على عوامل الخطر الناشئة وغيرها من العوامل البيئية والمجتمعية، وزيادة الإقبال على الفحص، إضافة إلى تحسين جمع البيانات وإعداد التقارير في دول مجلس التعاون الخليجي. وقال: «على الرغم من تزايد الدراسات حول سرطان الثدي في دول مجلس التعاون الخليجي، إلا أن البيانات المتعلقة بمعدلات البقاء على قيد الحياة ضئيلة، وتقتصر التقارير المتعلقة بمعدلات البقاء على قيد الحياة لسرطان الثدي الصادرة من منطقة دول مجلس التعاون الخليجي إلى حد كبير على المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة. وفي دولة الإمارات، تكشف النماذج التنبئية عن معدلات البقاء على قيد الحياة لمدة عامين وخمس سنوات تبلغ 97% و89% على التوالي للفترة نفسها الخاضعة للتدقيق. وهذه المعدلات، عند مقارنتها بنظيراتها الغربية مثل أستراليا (89.5%) وكندا (88.2%)، تقع ضمن النطاق المتوقع، فيما سجلت المملكة العربية السعودية انخفاضاً ملحوظاً في معدل البقاء على قيد الحياة لمدة خمس سنوات، حيث بلغ 72%، ويؤكد هذا التفاوت في معدلات البقاء على قيد الحياة الحاجة إلى مزيد من البحوث الموجهة نحو توضيح عوامل الخطر والحواجز التي تعيق الكشف المبكر والفحص». تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news Share فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
مشاركة :