تتزايد الاتصالات الدبلوماسية للإعلان عن هدنة إنسانية في قطاع غزة بعد أكثر من شهر من الحرب، للإفراج عن رهائن لدى حركة المقاومة الإسلامية (حماس). يأتي ذلك رغم اشتداد حدة القتال الميداني واستمرار سلاح الجو الإسرائيلي والقوات البرية في العمليات العسكرية على مناطق متفرقة من قطاع غزة مخلفة المزيد من القتلى والجرحى، فيما أعلن الجيش الإسرائيلي صباح (الأربعاء) مقتل أحد جنوده خلال معارك في شمال قطاع غزة، وإصابة اثنين آخرين بجروح خطيرة في القتال الذي دار خلال الليل. وأعلنت إسرائيل في السابع من أكتوبر الماضي حالة الحرب لأول مرة منذ خمسين عاما، ردا على هجوم غير مسبوق شنته حماس على بلدات إسرائيلية متاخمة لقطاع غزة قتل فيه 1400 إسرائيلي، بحسب مصادر إسرائيلية. ــ نشاط دبلوماسي وأكد مصدر فلسطيني مطلع لوكالة أنباء ((شينخوا)) أن فرص التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق نار مؤقت يسمح بعملية الإفراج عن رهائن في غزة تتزايد مع تكثيف الاتصالات بوساطة قطر ومصر وتدخلات أمريكية. وأوضح المصدر أن ما يجرى نقاشه "هدنة إنسانية" قد يتم إعلانها خلال الساعات القادمة لتمتد بين يوم إلى ثلاثة أيام على أن يتم في مقابلها الإفراج عن رهائن من غزة. وأعلنت حماس استعدادها لإطلاق سراح 12 شخصا من مزدوجي الجنسية من الرهائن لديها واتهمت إسرائيل بعرقلة ذلك. وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو شكك في مؤتمر صحفي أمس في نوايا حماس بشأن إطلاق الرهائن. وبحسب المصدر الفلسطيني، فإن جهود الوساطة الرامية لمعالجة ملف الرهائن لدى حماس لم تنقطع. وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية وأمريكية الليلة الماضية أن الرئيس الأمريكي جو بايدن حث رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال مكالمة هاتفية أول أمس (الاثنين) على الموافقة على وقف إطلاق نار لمدة 3 أيام في غزة. وبحسب الاقتراح المطروح، فإن حماس ستطلق سراح 10 إلى 15 شخصا وإعطاء فرصة للتحقق من هوية جميع المحتجزين الذين بين يديها وفي أيدي الأطراف الأخرى في قطاع غزة، وإرسال قائمة بأسمائهم، بحسب المصدر الفلسطيني ذاته. وقالت صحفية ((يديعوت أحرنوت)) العبرية إن زيارة مدير المخابرات المركزية الأمريكية ويليام بيرنز إلى إسرائيل وقطر قد تدفع بانفراجة مرتقبة في المحادثات. ــ هجمات إسرائيلية مكثفة وقالت مصادر أمنية فلسطينية في غزة إن مناطق سكنية في مدينة غزة مثل أحياء النصر والشيخ رضوان والشجاعية ومخيم الشاطئ للاجئين شهدت هجمات جوية ومدفعية إسرائيلية مكثفة الليلة الماضية وصباح اليوم. وبحسب المصادر، فإن الهجمات تزامنت مع اشتباكات عنيفة بين مقاتلي كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس وقوات الجيش الإسرائيلي المتوغلة في عدة محاور من مدينة غزة. وشن الطيران الإسرائيلي هجمات خلال الساعات الماضية في شرق وشمال وجنوب غزة وشمال قطاع غزة، أسفرت عن مقتل 30 شخصا على الأقل وإصابة العشرات بجروح. وكانت وزارة الصحة الفلسطينية أعلنت مقتل 10328 فلسطينيا في قطاع غزة منذ بدء حرب إسرائيل في السابع من أكتوبر الماضي بينما تم الإبلاغ عن 2300 مفقود تحت أنقاض المباني المدمرة. ومع دخول الحرب على غزة شهرها الثاني، يواصل الجيش الإسرائيلي بتعزيزات عسكرية واسعة، الاشتباك الميداني مع مقاتلي حماس وفصائل أخرى في عدة محاور في مدينة غزة وشمالها. وذكرت صحيفة ((هآرتس)) العبرية أن "كل المعلومات التي كانت لدى الاستخبارات الإسرائيلية عن أنفاق حماس في غزة لا تقترب من حجم وتعقيد الواقع"، مشيرة إلى أن صورة الحرب الدائرة "أكثر تعقيدا مما هو معلن". ــ مخاطر العمل الإنساني وفي تطور جديد، أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر تعرض قافلة إنسانية تابعة لها لإطلاق نار في مدينة غزة أمس (الثلاثاء). وقالت اللجنة في بيان إنها تشعر بقلق شديد إزاء هذا الحادث، داعية إلى احترام العاملين في المجال الإنساني وحمايتهم في جميع الأوقات بموجب القانون الدولي الإنساني. وذكرت اللجنة أن القافلة التي تعرضت لإطلاق النار كانت مؤلفة من خمس شاحنات ومركبتين تابعتين للجنة الدولية، وكانت تحمل إمدادات طبية منقذة للحياة إلى مرافق صحية، من ضمنها مستشفى القدس التابع لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني. وبحسب البيان، فقد لحقت أضرار بشاحنتين، وأُصيب سائق بجروح طفيفة. وأوضحت أن القافلة اضطرت لتغيير مسارها ووصلت إلى مجمع الشفاء الطبي حيث قامت بإيصال الإمدادات الطبية، وبعد ذلك رافقت قافلة اللجنة الدولية ست سيارات إسعاف تقل مرضى مصابين بجروح خطيرة إلى معبر رفح. من جهتها، أعلنت وكالة الأمم المتحدة لغوث اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) مقتل أحد موظفيها في غارات إسرائيلية في غزة خلال الساعات الماضية ليصل إجمالي عدد القتلى التابعين لها إلى 89 عاملاً منذ السابع من أكتوبر الماضي. وذكرت الأونروا في بيان مقتضب أن "هذا هو أكبر عدد من عمال الإغاثة التابعين للأمم المتحدة الذين قتلوا في صراع في تاريخ الأمم المتحدة". فيما حذر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية (أوتشا) في بيان من أن وضع مئات الآلاف من الفلسطينيين في مدينة غزة ومناطق أخرى شمال وادي غزة يزداد سوءا. وأشار البيان إلى أنه بينما تستمر الاشتباكات المسلحة والقصف المكثف يكافح السكان لتأمين الحد الأدنى من المياه والغذاء للبقاء على قيد الحياة في وقت توقف عمل جميع المخابز في شمال القطاع بسبب نقص الوقود والمياه والدقيق فضلا عن الأضرار التي لحقت بالكثير منها. ولفت البيان إلى استمرار الهجمات على مقربة من المستشفيات في الشمال التي تؤوي عشرات الآلاف من النازحين داخلياً، الذين لا يحصلون إلا على الخدمات الأساسية فقط. وبحسب منظمة الصحة العالمية، تجري مستشفيات الشمال عمليات جراحية معقدة، بما في ذلك عمليات بتر الأطراف، دون تخدير، بسبب نقص الإمدادات الطبية.
مشاركة :