تبرز صورة التكافل الاجتماعي في المجتمع السعودي مع احتفاء المملكة دولياً باليوم العالمي للاحتضان المصادف للتاسع من نوفمبر، في واقع يعكس قيم مجتمعنا التي دعا إليها ديننا الحنيف في رعاية الأيتام، ولا أدل من ذلك الإقبال الملحوظ الذي تشهده بوابة الاحتضان الإلكترونية في جمعية الوداد الخيرية لرعاية الأيتام. وأكد في هذا السياق الرئيس التنفيذي بجمعية الوداد الخيرية لرعاية الأيتام الدكتور ضيف الله بن أحمد النعمي، أهمية رعاية اليتيم والإحسان إليه، وتشجيع الأسر السعودية المناسبة المحبة على احتضان الأبناء المتخلى عنهم، الأمر الذي يُدخل الفرحة على قلب اليتيم ويقدم له الرعاية التي يحتاجها لدى أسرته المحتضنة. وأوضح في تصريح لوكالة الأنباء السعودية "واس" أن الجمعية تقدم خدماتها في 13 منطقة إدارية، حيث تولّى بموجب عقد إسناد خدمات مع وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية مسؤولية الأطفال الأيتام من فاقدي الرعاية الوالدية دون عمر السنتين بالمملكة من حيث استلامهم وتوفير الرعاية المؤقتة لهم وإسناد احتضانهم إلى أسر سعودية مؤهلة وفق الشروط المعتمدة. وأضاف الدكتور النعمي أن الجمعية -التي حصلت على 3 جوائز وطنية وعالمية- تعمل على تشجيع "الاحتضان" بشرط الإرضاع وبأسلوب يحقق الهدف المنشود بتربية الطفل اليتيم في بيئة صالحة، وذلك كي يرتبط الطفل بالأسرة ارتباط عاطفي وأسري دائم ويحقق المحرمية الشرعية عند البلوغ، إضافة إلى حسن اختيار الأسرة المحتضنة والمتابعة بالتنسيق مع وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية خلال فترة تواجده بدار الإيواء المؤقت، ويتم اختيار الأسر التي تستوفي الشروط والمتطلبات، الأمر الذي يضمن اختيار أكثر الأسر المتقدمة ملاءمة لتلبية احتياجات كل طفل يتيم. وأشار الرئيس التنفيذي للجمعية إلى أنه تم تسليم أكثر من 1200 طفل يتيم دون السنتين إلى أسر محتضنة ومؤهلة وفق معايير وشروط الاحتضان المعتمدة في الجمعية منذ عام 1429هـ حتى الآن، منوهًا إلى أن رؤية المملكة 2030 تسعى لتمكين القطاع غير الربحي لتحقيق أثر أعمق في خدمة المجتمع، ومنهم الأيتام الذين يحظون في المملكة بدعم واهتمام ورعاية الحكومة الرشيدة من خلال برامج الدعم والرعاية والتمكين. وتتولى جمعية الوداد مسؤولية برنامج "الاحتضان" لإسناد احتضان الأطفال الأيتام الرُضع من فاقدي الرعاية الوالدية إلى أسر سعودية مؤهلة، حيث يأتي البرنامج في إطار مشروع إسناد الخدمات الاجتماعية من وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية إلى القطاع غير الربحي في إطار برنامج "التحول الوطني". ويهدف برنامج الاحتضان إلى توفير بيئة آمنة وسليمة للأطفال الأيتام من خلال دمجهم في أسر مناسبة ومؤهلة تحتضنهم وهم في سن الرضاعة ليعيشوا معها بقية عمرهم، خاصة أن الدراسات أثبتت أن البيئة المثالية لنشأة أي طفل بشكلٍ سليم لا تتكوّن إلا في أسرة طبيعية توفّر له الدفء الأسري والاستقرار النفسي والترابط الاجتماعي. يُذكر أن عدد الأسر المحتضنة في المملكة بلغ أكثر من 10 آلاف أسرة في مختلف المناطق والمحافظات، ضمن جهود كافة القطاعات الحكومية التي تتظافر لتقديم الدعم والتسهيلات للأسر المحتضنة بما يحقق جودة حياة أفضل للأيتام.
مشاركة :