واصلت إسرائيل هجماتها الجوية والمدفعية على قطاع غزة اليوم (الخميس) مخلفة عشرات القتلى والجرحى في وقت تزايدت فيه وتيرة الاشتباكات الميدانية والنزوح إلى جنوب القطاع المحاصر. يأتي ذلك فيما يسود ترقب لنتائج الاتصالات والمفاوضات الجارية بوساطة قطرية مصرية لإعلان اتفاق مؤقت لوقف إطلاق النار يمكن من الإفراج عن عدد من الرهائن الأجانب وإدخال إمدادات إنسانية إلى قطاع غزة. -- زخم أكبر لاتصالات وقف إطلاق النار تكتسب الاتصالات الجارية لإعلان وقف مؤقت لإطلاق النار زخما أكبر، مما دفع مصدر فلسطيني رسمي إلى ترجيح إعلان اتفاق خلال اليومين المقبلين. وقال المصدر لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن الاتصالات بشأن الاتفاق في "مراحلها النهائية" وتكتسب زخما، متوقعا أن يدخل حيز التنفيذ يوم الجمعة أو السبت حال استمرار التقدم الحاصل. وأوضح المصدر أن الخلاف العالق حاليا يتعلق بمدة وقف إطلاق النار، إذ تطالب حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بخمسة أيام، فيما تصر إسرائيل على ساعات معدودة لا تتجاوز 24 ساعة، وعليه تحاول قطر التوصل لحل وسط. ورفض المصدر الحديث عن تفاصيل وفحوى الاتفاق إلا إنه قال إن "قطر ومصر ودول كبيرة أخرى تكثف جهودها لوقف إطلاق النار" سعيا للإفراج عن ما بين 10 إلى 15 من الرهائن مزدوجي الجنسية وإدخال إمدادات إنسانية إلى قطاع غزة بوتيرة أكبر. وأعلنت إسرائيل في السابع من شهر أكتوبر الماضي حالة الحرب لأول مرة منذ خمسين عاما، ردا على هجوم غير مسبوق شنته حماس تخلله اقتحام مقاتليها عددا من البلدات الإسرائيلية المتاخمة لقطاع غزة، ما أودى بحياة أكثر من 1400 إسرائيلي. -- تواصل غارات الجيش الإسرائيلي وتوغله داخل غزة في هذه الأثناء واصل سلاح الجو الإسرائيلي هجماته على مناطق متفرقة من قطاع غزة مستهدفا منازل سكنية ومواقع مدنية، بحسب مصادر أمنية فلسطينية. وذكرت المصادر أن سلسلة غارات تركزت على مدينة غزة وشمالها ومناطق متفرقة في جنوب قطاع غزة. وقتل 241 فلسطينيا خلال الساعات الـ24 الماضية، وفقًا لوزارة الصحة في غزة. وأوضحت أن إجمالي القتلى في غزة وصل إلى 10569 شخصا جراء هجمات إسرائيل المتواصلة على القطاع منذ السابع من أكتوبر الماضي. إلى ذلك، زاد الجيش الإسرائيلي وتيرة توغله في داخل مدينة غزة ولوحظ وجود قناصة إسرائيليين على عدد من الأبراج السكنية غرب المدينة، بحسب مصادر أمنية فلسطينية. وأعلن الجيش الإسرائيلي عن مقتل أربعة من جنوده وإصابة آخرين خلال الساعات الأخيرة لترتفع حصيلة الجنود القتلى منذ بدء الهجوم البري إلى 35 بين جندي وضابط. من جهتها، أعلنت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس عن تدمير 136 آلية عسكرية إسرائيلية بشكل كلي أو جزئي وإخراجها عن الخدمة خلال توغلها في قطاع غزة. وأكد الناطق العسكري باسم القسام المكنى أبو عبيدة في كلمة مصورة استمرار عناصر الكتائب في القتال والتصدي للقوات الإسرائيلية المتوغلة في مدينة غزة وشمال القطاع في كل المحاور. -- تصاعد وتيرة النزوح إلى الجنوب ومع اشتداد المعارك تصاعدت وتيرة نزوح سكان مدينة غزة وشمال القطاع إلى جنوب منطقة وادي غزة بعد أن حدد الجيش الإسرائيلي ممر "آمن" لمدة ثلاث ساعات يوميا ثم أعلن زيادة المهلة لساعة إضافية. وقدرت الأمم المتحدة عدد من نزحوا خلال الساعات الـ24 الماضية من شمال غزة إلى الجنوب عبر الممر الذي فتحه الجيش الإسرائيلي بحوالي 50 ألف شخص إضافي. وقال شهود عيان ان آلاف السكان نزحوا سيراً على الأقدام لمسافات طويلة أو بكراسي متحركة دون أي مستلزمات ضرورية. وأضاف الشهود أن النازحين ساروا وسط عدد كبير من الجثث والأشلاء ملقاة على الطريق، بينما تتمركز عدد من دبابات الجيش الإسرائيلي على الطريق. وقدرت مصادر رسمية فلسطينية في غزة عدد النازحين بحوالي 1.5 مليون نسمة، من بينهم ما يقرب من 725 ألف شخص يعيشون في نحو 150 منشأة تابعة للأمم المتحدة وسط شكاوى من اكتظاظ شديد. وقال المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) فيليب لازريني، في تصريح صحفي إن وقف إطلاق النار الفوري في غزة يمكن أن يحول دون وقوع كارثة. وأضاف أن المساعدات القليلة التي تصل عبر معبر رفح إلى قطاع غزة أقل بكثير مما هو مطلوب. وطالب المفوض العام للأونروا وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إلى أن يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار وإنهاء الحصار على غزة والسماح للمساعدات الإنسانية بالتدفق للقطاع دون قيود.