من اليمن الذى كان سعيدًا، فى جنوب البحر الأحمر، إلى السودان الممزق، وشرقًا إلى ليبيا الحبيبة، لا يختلف الأمر كثيرًا عن الشمال فى سيناء المشتعلة حدودها على خط المواجهة مع الاحتلال الاسرائيلى.. حقا إنه وطن يصارع من أجل النجاة. ليس خفيًا على أحد أن مصر هي الجائزة الكبرى، بعد تفكيك العراق، وتخريب سوريا، هكذا تحدثت كوندليزا رايس وزير الخارجية الأمريكية السابقة، عن مسلسل الفوضى الخلاقة والشرق الأوسط الجديد، الذى كان من المخطط أن يفرزه الربيع العربى، لولا عناية الله، وتصدرى المجلس الأعلى للقوات المسلحة لهذه المؤامرة لتنجو مصر، وتنطلق نحو تصحيح المسار بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي بعد 30 يونيو2013 على مدار عقد من الزمان خاضت مصر، معركة شرسة ضد الإرهاب الذى تم زرعه فى أرض سيناء لتنفيذ مخططاتهم الشيطانية، وتأمين الفوضى التى أرادوها. لم نستسلم.. ودفعت الدولة المصرية ثمنًا غاليًا من دماء شهداء القوات المسلحة والشرطة البواسل للقضاء على هذا الإرهاب الأسود لننعم بأمن وأمان. ولم تتوقف آلة الإصلاح والتنمية طوال ذلك العقد الأصعب فى تاريخ الوطن، فشرعت فى إعادة تأهيل البنية التحتية المهلكة وفتح أفق جديدة للحياة، على مختلف الأصعدة وفى كل المجالات وكادت مصر أن تحقق معدلات نمو قياسية لولا جائحة كورونا ومن بعدها الحرب الروسية الأوكرانية التى أصابتنا وأصابت جسد الاقتصاد العالمى بالركود اشتغلت الأوضاع فى السودان، فغاب الأمن، وحلت الفوضى وتحولت الحدود المصرية السودانية إلى بؤرة صراع، وقد سبقتها ليبيا إلى ذات المصير العبثى واليوم تفصح الصهيونية العالمية بكل وقاحة عن مخططها لتهجير أهل غزة إلى سيناء، زاعمة بأنه وطن بديل، لتفسح المجال لتحقيق أحلام الاحتلال اسرائيل فى الاستيلاء كامل الأراضى الفلسطينية وتصفية القضية. واليوم يقف ذلك الوطن الذى يصارع من أجل النجاة، صلبًا عزيزًا، فى وجه مخطط التهجير الصهيونى، رافضًا المساومة على أراضيه، وعلى حقوق الشعب الفلسطيني، بينما كثير من الأشقاء لا يزالون فى مقاعد المتفرجين، فليكن الله فى عون أهل غزة الصامدون وليكن في عون أهل مصر.
مشاركة :