«علمانيون وإسلامويون» يوثّق تجربة علي مكي الصحفية

  • 11/11/2023
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

لقد أحسن صنعاً الكاتب والصحفي المتألق علي مكي أن قام بتوثيق حواراته خلال مشواره الصحفي الذي تجاوز ثلاثة عقود؛ أجراها مع نخبة من المفكرين والمثقفين العرب؛ فالحوارات لا تقتصر أهميتها على الأسماء الكبيرة التي تم محاورتها ومجادلتها بندّية لافتة؛ بل بما رافقها من عمق واشتباك ومنازلة متفوّقة تعكس مهارة وبراعة وحصافة الصحفي القدير. علي مكي في حواراته أبدى قدرة رائعة في إدارة اللقاءات، وقد يستغرب من يقرأ تلك الحوارات كيف ليافع في بواكير صباه أن يكون بهذا الاقتدار والتمكّن؟ لكنها القراءة والاطلاع والتسلّح بالمعرفة وقبلها الإعداد المسبق للحوارات جميعها تكفل إذابة كل الفوارق وتمنح العمل فرادة وخصوصية وابداع. الكتاب صدّره الكاتب الذائع الصيت سمير عطا الله أشاد فيه بالكاتب حيث يقول: «أتقن الزميل العزيز علي مكي إدارة المقابلة الصحافية أيّما إتقان، وأمضى الكثير من الجهد والوقتِ في دراسة أشخاصه وأعمالهم وآثارهم وسيرتهم قبل أن يذهب إليهم ومعه الأسئلة العميقة والاستجواب الإيضاحي الملي بالإضاءات، وبسبب هذه المهنية العالية ارتاح إليه محدّثوه، وائتَمَنوه على ما طلب، وأودعوه من ذكرياتهم ما لم يطلب». ويختم عطا الله بقول: «في نهاية المطاف كانت له ولنا أيضًا هذه المجموعة القيّمة من اللقاءات التي تتخذ مكانتها في تدوين الذاكرة العربية». وفي تقديم آخر للكتب كتب عبدالمحسن يوسف «في محبة سيد الجرأة والمشاكسة والهم النبيل» فيقول يوسف: «الصديق الرائع علي مكي من ضمد في منطقة جازان أصغر محرّر ثقافي عمل معي في عكاظ الأسبوعية -حين كنتُ مدير تحريرها- يتّصفُ بالجرأة والشغف بالحوارات العميقة المُدهشة، وقد ظهر كسهم في أفق العمل الصحفي الجاد، مكرّسًا جل وقته لاصطياد الأسماء الكبيرة واللامعة مثل أدونيس، كمال أبو ديب صالح علماني، محمد عابد الجابري، وإميل حبيبي والقائمة تطول... مما جعل أرشيفه الخاص ممتلئاً بأكثر من أربعين حوارًا ذات قيمة عظيمة تلمع في الزمن ولأهميتها البالغة اقترحت عليه فيما بعد -وبعد سنوات من العطاء- أن يضعها في كتاب يرى النور ويمكث في الأرض؛ كي يُنقذها من الضياع والنسيان وغبار السنين ووهن الذاكرة وكي تكون في متناول القراء، خصوصا الأجيال الجديدة الشابة التي فاتتها مواكبة هذه المنجزات الفاتنة المضيئة في صحافتنا المحلية».

مشاركة :