مصادر سورية: خلافات عميقة بين أبناء الأسد.. ونقل ماهر إلى الأركان تمهيدًا لعزله

  • 3/22/2016
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

تتواتر الأنباء هذه الأيام عن وجود خلافات عميقة بين بشار الأسد وشقيقه ماهر وهو ما أكدت مصادر إعلامية موالية للنظام بنقل ماهر الأسد من قيادة اللواء 42 في الفرقة الرابعة سيئة السمعة إلى الأركان العامة في الجيش تمهيدًا لعزلة. وقالت «شبكة أخبار اللاذقية» مساء يوم الجمعة الماضي في صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، «تم نقل ماهر الأسد من قيادة اللواء 42 في الفرقة الرابعة إلى الأركان العامة» في الجيش دون ذكر تفاصيل إضافية. وتأتي هذه الأنباء بعد أن أحكمت الفرقة الرابعة قبضتها على كافة مفاصل اقتصاد الحرب في مناطق سيطرة النظام لا سيما قطاع الاستيراد وكافة طرق إدخال البضائع من الخارج بطرقه الشرعية وغير الشرعية، وذلك عبر إدارة الجمارك العامة التي تم تعيين رئيس لها في الأشهر الأخيرة وهو أحد المقربين من ماهر الأسد، وبحسب مصادر من تجار دمشق فإن الفرقة الرابعة باتت تتحكم بالجمارك العامة، وتضيق الخناق على التجار والمستوردين والمهربين وتفرض غرامات وإتاوات باهظة، ما أدى إلى شلل في حركة السوق وأسهم في تدهور قيمة الليرة السوري على نحو سريع خلال الأسبوع الأخير، إضافة إلى عوامل أخرى كثيرة، حيث وصلت قيمة الليرة مقابل الدولار الواحد إلى أكثر من 480 ليرة. ويقول تاجر دمشقي إن هناك أكثر من 4000 حاوية بضائع مستوردة محتجزة في ميناء طرطوس يدفع أصحابها رسوم توقفها في الميناء، ولا يسمح النظام السوري بإدخالها، رغم مساعي التجار لحل المسألة ولكن دون جدوى، ويشير التاجر إلى أن تلك البضاعة أصبحت خاسرة بسبب تكلفة احتجازها. كما يلفت إلى أن المهربين الذين كانوا يتقاسمون أرباح تجارتهم غير الشرعية مع حواجز النظام في محافظات الساحل السوري، تراجع عملهم بعد سيطرة الفرقة الرابعة على طرق وحواجز التهريب، إذا لم تعد الصيغ المتعارف عليها أو المعمول بها سابقا تنفع مع الفرقة الرابعة التي لم تعد تبقي للمهربين سوى جزء بسيط من الأرباح كما لا تسمح لها بتهريب ما يشاءون بل ما تسمح به الفرقة الرابعة فقط. أحد السورين والذي اكتفى باسمه (ناثر، ح) من منطقة قريبة من الحدود مع لبنان، تمكن من جمع ثروة متوسطة من التهريب والتعامل مع النظام إلا أنه في الفترة الأخيرة انكفأ في منزله من دون عمل بعد أن صودرت بضاعته من قبل الفرقة الرابعة واعتقل لأكثر من شهر. ويقول ناثر: «هناك مجال كبير للعمل وجني أرباح طائلة فالأسواق في البلد شبه فارغة وتتطلب كثيرا من البضائع بكل أنواعها وجودتها، وكل شيء مطلوب، لكن لا مكان للعمل أو تهريب أي بضاعة بسبب التضييق، وكل الأساليب القديمة في التفاهم باتت صعبة ومعقدة». وكانت غرفة التجارة في دمشق قد عقدت اجتماعا الأسبوع الماضي حضره التجار ومعاون مدير عام الجمارك علي الحايك لمناقشة وضع أزمة الاستيراد والتضييق على من تبقى من تجار، الأمر الذي يدفعهم للتفكير بالخروج من البلاد كما فعل آلاف التجار والصناعيين منذ اندلاع الأحداث الدامية، وطالب التجار بوضع «معايير محددة وواضحة للإجراءات والبيانات الجمركية وإجراءات الجمارك على المستوردات الموجودة في السوق المحلية». وفي تصريح إعلامي قال رئيس الغرفة غسان القلاع إن التجار «يعانون من سلسلة من المشكلات خلال عملية الاستيراد تبدأ من الحصول على إجازة الاستيراد وتمويلها من المصارف العامة أو الخاصة، ثم تخليص البضاعة حتى وضعها بالاستهلاك المحلي» لافتا إلى ظهور مشكلات أخرى تمثلت بلجوء بعض التجار إلى «شركات شحن أوهمت المستوردين أنها قادرة على تجاوز كل معوقات الاستيراد ما أدى وقوع المستوردين بمطبات كثيرة». من جهته، برر معاون مدير عام الجمارك علي الحايك الممارسات والضغوط التي تمارسها الجمارك بـ«دخول سلع ومنتجات مهربة إلى السوق المحلية وغير مطابقة للبيانات الجمركية». وكان النظام السوري قد لمح في وقت سابق أن نحو عشرين تاجرا في البلاد هم الذين يقومون بالاستيراد، فيما أكدت مصادر تجارية أن عدد التجار المسموح لهم بالاستيراد أقل من ذلك بكثير، ويقصد بالمسموح لهم أي لا يتعرضون للمصادرة ولا لدفع غرامات وإتاوات عالية، وقد استفحل ذلك بعد إحكام ماهر الأسد قبضته على الموانئ والمعابر الحدودية وإدارة الجمارك. وبينما عزى التجار أنباء نقل ماهر الأسد من قيادة الفرقة الرابعة إلى أسباب اقتصادية وخلافات على تقاسم الموارد غير الشرعية، فيما رأى آخرون أن عملية النقل ليست سوى عملية عزل لماهر المعروف بإجرامه، ومحاولة انقلاب فاشلة لم توافق عليها طهران. إلا أن موالي ماهر الأسد من المؤيدين المتطرفين اعتبروا النقل إلى قيادة الأركان العامة ترقية لماهر الأسد، وتسلمه إدارة المعلومات في «هيئة الأركان». وعلى الرغم من عدم صدور أي تعليق من النظام بالطبع، فإنه من المعروف أن ماهر الأسد مقل جدًا في الظهور، ولم يسجل له ظهور يذكر بعد إشاعة إصابته في عملية «خلية الأزمة»، التفجير الذي استهدف مبنى الأمن القومي في وسط دمشق في 18 يوليو (تموز) 2012 وقتل فيه صهره آصف شوكت. إلا أن وسائل إعلام محلية غير رسمية كانت قد نشرت في الأشهر الأخيرة صورا وأنباء عن أولاد ماهر وعائلته، وقالت إن ابنته الطفلة شام كانت مرشحة للمشاركة في مسابقات للخيل في بلجيكا إلا أنها لم تذهب بسبب الامتحانات المدرسية.

مشاركة :