أعلنت الحكومة السودانية اليوم (الجمعة) مقتل أكثر من أربعة آلاف مدني في هجمات شنتها قوات الدعم السريع بولاية غرب دارفور. وقالت وزارة الخارجية السودانية في بيان صحفي اليوم إن قوات الدعم السريع "قامت خلال الأيام الماضية بتصعيد عمليات التطهير العرقي بولاية غرب دارفور وقتل أكثر من أربعة آلاف من المدنيين من قبيلة المساليت". وتعتبر قبيلة المساليت من كبرى القبائل الإفريقية السودانية، وتنتشر بصورة أساسية في ولاية غرب دارفور، ولكن مجموعات منها تعيش في شرق تشاد. وتابعت الوزارة أنه "تم تهجير معظم سكان عاصمة الولاية وما حولها قسريا من مناطقهم"، متهمة قوات الدعم السريع باتباع استراتيجية مقصودة لإخلاء ولاية غرب دارفور من سكانها الأصليين وتوطين عناصرها ومقاتليها. ودعت الخارجية السودانية المجتمع الدولي إلى اتخاذ خطوات أكثر صرامة لمواجهة سياسة التطهير العرقي التي تنتهجها قوات الدعم السريع وإجبار الجهات التي تدعمها بالسلاح والمرتزقة على التوقف عن ذلك. وكانت بعثة الأمم المتحدة المتكاملة لدعم المرحلة الانتقالية في السودان (يونيتامس) قد أعلنت في وقت سابق إنها تتقصى بشأن تقارير تفيد بارتكاب مليشيات عربية متحالفة مع قوات الدعم السريع انتهاكات شملت القتل بحق قبيلة المساليت في منطقة أردمتا بولاية غرب دارفور. فيما قالت كتلة ثوار ولاية غرب دارفور، وهي تجمع مدني يضم ناشطين مدنيين ومدافعين عن حقوق الإنسان، في بيان صحفي اليوم "نؤكد استمرار الدعم السريع في استباحة أردمتا بالجنينة ومقتل وإصابة نحو 5 آلاف شخص". وأضافت أن "عدد القتلي بلغ نحو ألفي قتيل، فيما بلغ عدد المصابين نحو 3 آلاف، هناك إبادة جماعية تحدث للمدنيين في غرب دارفور". وتشهد منطقة دارفور بغربي السودان مواجهات متصاعدة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع. وأعلنت قوات الدعم السريع في وقت سابق السيطرة على أبرز قواعد الجيش السوداني، خاصة في ولايتي جنوب وغرب دارفور، وحشد قواتها حول مدينة الفاشر عاصمة شمال دارفور بهدف السيطرة علي قاعدة رئيسية للجيش السوداني. ومنذ 15 أبريل الماضي يخوض الجيش السوداني وقوات الدعم السريع اشتباكات عنيفة بالعاصمة السودانية الخرطوم ومدن أخرى أسفرت عن مقتل آلاف المدنيين وتشريد ما يزيد عن 5.8 مليون سوداني، وفق إحصاءات أممية.
مشاركة :