قال علماء الدين إن الأحكام الشرعية الغيبية منها والعملية لها حِكم وفوائد تعود على العبد المؤمن بصفة خاصة، وعلى المجتمع الذي يحيط به بصفة عامة. وقد لا يدرك هذه الحكم العقل البشري، ولهذا فرض علينا التسليم من دون أن نقول (لم؟ وكيف)، كما قرر هذا كثير من السلف الصالح بناء على قوله تعالى (وقالوا سمعنا وأطعنا..). وخير نموذج لما أسلفت ذكره صلاة الفجر! تلكم الصلاة التي جعلها السلف أعظم ميزة بين المنافق والمخلص، فقد قال ابن مسعود رضي الله عنه (ما كان يتخلف عنهما –أي الفجر والعشاء– إلا منافق معلوم النفاق). وأحببت أن أذكر بعض فوائد صلاة الفجر العائدة على جسم المؤمن فضلًا عن روحه، وهذا مما أدركه الطب الحديث.. أكدت دراسة حديثة أجراها علماء مصريون بالمركز القومي للبحوث أن أداء صلاة الفجر في وقتها يؤدي إلى تنشيط عمل الخلايا بجسم الإنسان، ويمنع انقسامها بصورة شاذة، والذي يترتب عليه الإصابة بالأورام السرطانية. كما أشار الدكتور سعيد شلبي -أستاذ الباطنة والكبد بالمركز- إلى أن الأبحاث أكدت أيضًا أن صلاة الفجر في وقتها تساعد على الحماية من التعرض للأزمات القلبية، وتنظم عمل الهرمونات بالجسم والدورة الدموية؛ نظرًا لأن أعضاء الجسم تكون في قمة نشاطها عند توقيت صلاة الفجر، ويزداد إفراز الهرمونات، خاصة الأدرينالين الذي ينشط جميع أعضاء الجسم، ويحميها من الأورام في الخامسة صباحًا، ويعمل على تنشيط جميع أعضاء الجسم. أضاف الدكتور شلبي أن هواء الفجر النقي يحمل كمية كبيرة من الأكسجين، والذي يؤدي إلى تنشيط القلب، ويقلل من انقباض الأوعية الدموية؛ المسبب لارتفاع الضغط، وينظم عمل الهرمومات، مما يساعد على زيادة نسبة السكر اللازم لتنشيط أداء المخ والخلايا العصبية، وما يتبع ذلك من تحسن في الذاكرة. وقال الدكتور سمير الملا -أستاذ جراحة المخ والأعصاب، بكلية الطب ـ جامعة عين شمس- إن جميع هرمونات الجسم يزداد إفرازها في وقت صلاة الفجر، خاصة هرمون (الكورتيزون)، وهو ما يسمونه (هرمون الحياة). وأضاف الدكتور سمير الملا، أن هذه الهرمونات لازمة لأداء العمل اليومي للإنسان، وتوفر الحماية لأعضاء الجسم المختلفة ضد العديد من الأمراض، ومع الاستيقاظ واستنشاق الهواء النقي في ذاك التوقيت يتعزز عمل الهرمونات. وينبه الدكتور محمد خشاب، وهو أستاذ متخصص في الجهاز الهضمي والكبد إلى أن الاستيقاظ لصلاة الفجر يعين ويحسن من الساعة البيولوجية للجسم، ويجعل الأجهزة المختلفة تعمل بشكل جيد، وتكون درجة الحرارة وقتها غالبا 36.5 درجة مئوية وتزداد خلال النهار حتى تصل إلى 37.2 درجة، ويكون الكبد في أفضل حالاته في ذلك الوقت.
مشاركة :