حرب غزة تفوق سيناريوهات مسلسل 'فوضى' الإسرائيلي

  • 11/13/2023
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

القدس - شكّل قطاع غزة مسرحا لحوادث الموسم الثالث من المسلسل الإسرائيلي على نتفليكس "فوضى"، إذ يتناول الموسم المذكور عملية اختطاف رهينتين إسرائيليتين، لكنّ حجم ما يحدث فعليا على الأرض راهنا تجاوز إلى حد كبير هذا السيناريو، على ما لاحظ المؤلف المشارك للعمل الصحافي الإسرائيلي آفي يسسخاروف. وحظيَ "فوضى" (Fauda) الذي درجت منصة البث التدفقي على عرضه في السنوات الأخيرة، بإقبال كبير من المشاهدين، ليس في إسرائيل وحدها، بل أبعد منها بكثير، إذ تمحور منذ موسمه الأول على سعي وحدة من العملاء السريين الإسرائيليين الذي يتسللون بشخصيات مموهة إلى داخل الأراضي الفلسطينية إلى ملاحقة عدد من القادة العسكريين الفلسطينيين. وأعلن فريق عمل المسلسل السبت عبر حسابه على إنستغرام تطورا حقيقيا لم يلحظه أي سيناريو، وهو "مقتل أحد أفراد عائلة +فوضى+، ماتان مئير، أثناء العمليات في غزة". وذكّر آفي يسسخاروف في حديث لوكالة فرانس برس بأن "ماتان شارك في الموسمين الثاني والثالث" من المسلسل، مشيرا إلى أنه كان مسؤولاً عن تنظيم عمليات التصوير. وأفاد الجيش الإسرائيلي بأن المنتج وجندي الاحتياط ماتان مئير البالغ 38 عاما، قُتل مساء الجمعة مع أربعة جنود آخرين خلال عملية عسكرية في شمال قطاع غزة حيث تدور معارك بين القوات الإسرائيلية وحركة حماس. وأعرب أحد مخرجي المسلسل روتم شامير خلال تشييع مئير عن حزنه الشديد قائلاً "لا نرى النهاية، فنحن نعيش أسوأ الأوقات في تاريخ هذا البلد". ولم تقتصر المشاركة الفعلية لأعضاء فريق "فوضى" في الحرب على مئير وحده، إذ نشر أحد ممثلي المسلسل عيدان أميدي (يجسد دور ساغي)، مقطع فيديو في 12 أكتوبر/تشرين الأول الماضي على شبكة إكس (تويتر سابقا) يظهر فيه بالزي العسكري بعد استدعائه كاحتياطي للانضمام إلى إحدى الوحدات القتالية، ويقول "هذا ليس مشهدا من فوضى، إنها الحياة الحقيقية". وساهم الطابع الواقعي لمشاهد من الحياة اليومية للإسرائيليين والفلسطينيين إلى حد كبير في شعبية "فوضى"، من القيود والتدابير الأمنية، إلى الهجمات والعمليات العسكرية الليلية في المناطق الفلسطينية. ورغم التشابه الواضح بين السيناريو المتخيّل وحرب إسرائيل الفعلية ضد حماس، يبقى المسلسل "بعيدا من الواقع، لأن الواقع أكثر تعقيدا بكثير من أي شيء كتبناه"، وفق يسسخاروف. وتدور حوادث الموسم الثالث من "فوضى" في غزة، وتتناول اشتباكات بين الفلسطينيين والقوات الإسرائيلية التي تسللت وحدة منها إلى القطاع لتحرير رهينتين مدنيتين، وهو سيناريو اعتُبر وقت عرض الموسم أنه ينطوي على مبالغة. ويقدر الجيش الإسرائيلي أن حوالي 240 شخصا تم احتجازهم رهائن في قطاع غزة خلال العملية التي نفذتها حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وهو أمر غير مسبوق منذ قيام دولة إسرائيل عام 1948. وأضاف يسسخاروف الذي يعارض منذ مدة طويلة سياسات رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو "لسوء الحظ، لا أستطيع أن أتخيل عملية إنقاذ كتلك التي نراها في مسلسلنا لإعادة جميع الرهائن أحياء. أنا متشائم". وأشار إلى أنه عاش لحظة هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول "كإنسان فحسب"، من دون أن يفكر في القصص التي درج على كتابتها لسنوات في سيناريوهات المسلسل عن الفوضى الإسرائيلية الفلسطينية. وقال "ركضنا إلى الغرفة المضادة للصواريخ لدينا… ثم علمنا أن الأمر لم يكن مجرد بضعة صواريخ، بل كان عملية تسلل إرهابية". وروى أنه توجه في اليوم التالي مع الكاتب المشارك للمسلسل وأحد ممثليه الرئيسيين ليور راز (الذي يؤدي فيه شخصية دورون)، "إلى مدينة سديروت لإخراج سكان المدينة" من منطقة الخطر، علما أنهما خدما سابقا في وحدات القوات الخاصة التي يعمل بعضها متخفيا، وكانت مصدر إلهام لـ"فوضى". وأوقع القصف الإسرائيلي المكثّف على قطاع غزة ما لا يقل عن 11180 قتيلا، معظمهم من المدنيين، وفقا لوزارة الصحة التابعة لحركة حماس، وبينهم 4609 أطفال، بعدما كان الهجوم غير المسبوق الذي شنته حماس في السابع من أكتوبر/تشرين الأول على إسرائيل أوقع قرابة 1200 قتيل، معظمهم مدنيون قضوا في اليوم الأول للهجوم، وفق السلطات الإسرائيلية. ويتابع آفي يسسخاروف بقلق تقدم الجيش الإسرائيلي الذي يقاتل راهنا داخل مدينة غزة. وقال في هذا الصدد "عندما تقاتل في منطقة مدينية (…)، يمكن أن يأتي التهديد من نافذة، أو باب، أو نفق، أو أي مكان"، واصفا "القتال في منطقة مدينية بأنه أقصى كارثة يمكن للمرء أن يتخيلها".

مشاركة :