لم يمر جيل على الكرة السعودية مثل الجيل الحالي، لا في مرتباتهم، ولا عقودهم المليونية، ولا حتى في إخلاصهم،وحبهم لمنتخب بلادهم؛ ولذلك لم نستغرب حينما سمعنا من بعض النقاد الرياضيين حينما نزلت تشكيلة المنتخب السعودي الأخيرة أنه قال: إن بعض اللاعبين لدينا حينما نُشر اسمه ضمن القائمة المختارة كأنهم يواسون بعض بـ"أحسن الله عزاءك في اختيارك لتشكيلة المنتخب!!".   لستُ ناقدًا رياضيًّا، ولكنني محب للرياضة، ومتابع نوعًا ما لها، ومتابع حتى النخاع لمنتخب بلادي، الذي أضحى مستوى لاعبيه في السنوات الأخيرة دون المستوى!! وحبي لمنتخب بلادي هو أكثر بالنسبة لي من النادي الذي أميل إليه.   كان اللاعبون في الماضي يتحرقون شوقًا للانضمام للمنتخب،بل يعتبر كل منهم ذلك أغلى أمنية وشرف يناله، وهو بلا شك شرف حقيقي، وليس مصطنعًا كما هو الآن!! ولذلك اللاعبون اليوم صاروا أكثر ولاء لأنديتهم، ولإعلام أنديتهم، ولا يقيمون وزنًا للمنتخب، بل لا يتمنى أحدهم انضمامه للمنتخب أصلاً.. ولا نعلم ما السبب..؟!    نسمع ترديد عبارة إن الجيل الحالي من اللاعبين يتقاضون أجورًا في المنتخب أقل من أنديتهم؛ ولذلك ولاؤهم لأنديتهمأكثر!! ولكن ذلك غير صحيح أبدًا؛ والدليل أن أغلى لاعبي العالم في أوروبا، من أوروبا وأمريكا الجنوبية وإفريقيا، يتقاضون من أنديتهم أضعافًا مضاعفة، بل لا توجد مقارنة مع ما يتقاضونه مع منتخبات بلادهم، ومع ذلك نراهم يبكون بحرقة حينما يخسر منتخبهم بطولة أو مباراة مهمة، عكس لاعبينا تمامًا!!   إذًا مقولة إن المال أقل في المنتخب عن النادي مقولة غير صحيحة، بل ليست مقنعة بتاتًا؛ ولذلك أضم صوتي لما طالب به بعض الزملاء الكتّاب بضرورة إرسال بعض لاعبي المنتخب، خاصة من تهرب من حضور المعسكر، إلى الحد الجنوبي، والدفاع عن شعار بلاده رياضيًّا على الأقل؛ لعله يشعر بقيمة وطنه!! والله الموفق لكل خير سبحانه.