الملصق الفني.. همزة وصل بين الخشبة والجمهور

  • 3/23/2016
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

أقيمت مساء أمس الأول في فندق هوليداي انترناشيونال، ندوة تاريخ البوستر في المسرح العربي، ضمن فعاليات الدورة السادسة والعشرين من مهرجان أيام الشارقة المسرحية، وأدارها الرشيد أحمد عيسى من السودان، وتحدث فيها الدكتور رشيد بناني من المغرب، وعبدالكريم عوض من فلسطين، وعلي العبدان من الإمارات. استعرض بناني بعض المحطات من تاريخ الملصقات في المسرح الأوروبي، كتلك التي أنجزها بيكاسو، وفرق بين نوعين من الملصقات، هما الملصقات العامة التي تصنع لأغراض غير إبداعية، والملصقات الفنية التي تعد لأغراض فنية، وهذه الأخيرة هي التي يهتم بها المسرح، واعتبر بناني الكتابة على قبور قدماء المصريين، بمثابة أول ظهور لالملصق، وإن كان بخلاف صورته المتعارف عليها في الفنون المسرحية حالياً، قبل أن يستعرض نماذج مختارة من أعمال لملصقات من المسرح الأوروبي، كما اعتبر بناني معلقات الشعر العربي الجاهلي ملصقاً، قبل أن يقسم وظائف الملصق إلى ثلاثة أقسام، هي الإشهار، الإعلان، التوثيق، على اختلاف الخامة المستخدمة في تكوينها، سواء كانت ورقاً أو أقمشة، أو غير ذلك، وأضاف بناني أن موضوع الملصق العربي شديد التشعب، وعصي على الاستيعاب في ندوة وحيدة، وميز بين الملصق الفني، الذي لا ينجزه سوى فنان متمكن، وبين الملصق المكتوب الوظيفي أو الملصق التقني. وتحدث عبدالكريم عوض عن بعض أعماله في مجال الملصقات، التي قدمها لعروض إماراتية، والتي تتابعت على مدار 40 عاماً، لتشكل قائمة من الأعمال الثرية والمتنوعة، ورأى عوض أن الدور الرئيسي للملصق، هو اختزال العمل المسرحي، من خلال خيارات اللون والتصميم، مؤكداً أن الملصق عمل فني وتشكيلي بامتياز، لا ينهض به إلا فنان تشكيلي له علاقة حميمية بفن المسرح. وأكد عوض أن الملصق الذي يتكئ على الجانب التقني من خلال أجهزة الحاسوب، لا يحتوي على روح الفنان، ما يفقده الكثير من مقوماته الفنية. أما علي العبدان فقال إن علاقته بفن الملصق بدأت عام 1989 في وقت شهد نهضة كبيرة في مجال الفنون التشكيلية بشكل عام، وليس فقط مجال تصميم الملصق وحده، ورأى العبدان أن حالة التميز والحماس التي سادت في مرحلة الثمانينات لم تعد موجودة الآن، لدرجة أن الكثير من العروض باتت لا تنسجم مع ملصقاتها، مضيفاً أن بعض العروض تبدو أضعف بكثير من مضمون ملصقها، في حين أن بعض العروض القوية يظلمها ملصق ضعيف فنياً. وخلص العبدان إلى أنه ليس من مهمة الملصق توضيح الشكل، بقدر ما يراهن عليه فنياً على خدمة موضوع العمل، قبل أن يتوقف بشكل مسهب عند خصوصية اللونين الأصفر والأحمر في خيارات فناني الملصق.

مشاركة :