أبرز عدد من المتخصصين في مجال التسويق وتطبيقاته أهمية الدور الذي يلعبه التسويق في إنجاح المنشآت والشركات التجارية والخدمية، وقالوا إن مفهوم التسويق لم يعد مجرد وسيلة مبسطة للترويج للسلعة أو الخدمة، إنما أصبح علماً وتجارب وخبرات تراكمية تقوم على أسس علمية وتطبيقية حديثة اتخذت شكلاً جديداً خصوصاً بعد شيوع وطغيان وسائل التواصل الاجتماعي وانتشار الهواتف الجوالة على حساب وسائل الاتصال التقليدية. وأوضح الأكاديمي والخبير في مجال التخطيط والتسويق التطبيقي ورئيس لجنة التسويق بغرفة الرياض د. محمد العوض في الورشة التدريبية التي نظمتها اللجنة بالغرفة الاثنين الماضي وحضرها عدد كبير من الرجال والنساء أن مفهوم التسويق يعني كل جوانب التعريف بالجهة والتواصل مع الجمهور وإبراز مفهوم هويتها وتحسين صورتها الذهنية لدى المستهلك والحصول على ثقته وولائه، مبينا أن التسويق لم يعد قسماً من أقسام الشركة أو المنشأة بل ينتظم فلسفة ومفهوم الإدارة ككل. من جانبه ركز المتخصص في مجال التسويق ونائب رئيس اللجنة سلطان المالك محاضرته على إدارة السمعة في المنشآت وتعني الصورة الذهنية والعلامة التجارية والهوية المؤسسية السائدة لدى جمهور المستهلكين عن المنشأة، وقال إن السمعة تمثل ثروة لا تقدر بمال بالنسبة للشركة، واستشهد بمقولة لرجل الأعمال الشهير وعالم الإدارة وارن بافيت "إن الشركة التي تبني سمعتها في 20 عاماً، يمكن أن تضيعها في دقائق"، وقال إن الشركة يمكن أن تخسر أي شيء إلا سمعتها، فخسارتها معناه اختفاؤها من السوق. أما المتخصص وعضو اللجنة منذر الأنصاري فقد ركز حديثه حول دور وأهمية البيانات الضخمة في عالم التسويق والاتصال في ظل شيوع وسائل التواصل الاجتماعي، وقال إن مستقبلاً مشرقاً ينتظر بحوث التسويق المعتمد على البيانات الضخمة، حيث تقدر قيمة إيرادات بحوث التسويق عالمياً ب43 مليار دولار استحوذت على معظمها السوق الأميركية وجنت وحدها 40 ملياراً. وتحدث المتخصص وعضو اللجنة م. عبدالمحسن الماضي فركز على تعريف دور وأهمية الاتصال التسويقي، وقال إنه يلعب دور صانع الإطار وتوصيل المعلومة عن الأشخاص والمنتجات والخدمات والأفكار إلى الجمهور المستهدف، ومن ثم فإن الجمهور يحكم على الصورة التي حددها الإطار الذي رسمه التسويق. ومن جانبه ركز المتخصص وعضو اللجنة محمد بن راشد أبا الخيل على التفريق بين الهوية والسمعة، وعمل على تأصيل هذه المفاهيم من منظور الإسلام وشرح كيف عالجها القرآن الكريم، فقال إن الإسلام كان سابقاً بتحديد مفاهيم التسويق التي نراها في عصورنا الحديثة.
مشاركة :