13 عاماً مضت على رحيل صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود - رحمه الله - رمز العطاء والمودة، حيث امتدت أياديه البيضاء في كل بقعة من أدنى الأرض وأقاصيها، مساعدة للمحتاجين وغوثاً للمنكوبين ومناصرة للضعفاء، ما منحه مثالاً للبذل والعطاء الإنساني، وسيرته العطرة وذكراه الطيبة تشهد له بذلك، وهو الذي نال جائزة الملك فيصل لخدمة الإسلام وجائزة الشيخ راشد للشخصية الإنسانية على ما بذله من أعمال خيرية غطت دولا عربية وإسلامية وعالمية خدمت الإنسان حيثما وجد. وبعد 13 عاماً لا يزال إرث الأمير الراحل سلطان ممتداً في أبناء المجتمع السعودي، حيث زرع في نفوسنا جميعاً حب التكافل والعطاء والتكاتف، وكلها قيم نشأنا عليها وتعالت فينا، حتى أصبح وطننا مقراً عالمياً للعمل الإنساني المستدام، وذلك ليس بالغريب على وطننا الذي يحتفظ بسجل رائع ومشرف في العمل الإنساني النبيل، ومثقل بمبادراته الخيرية والإيجابية التي تغطي جميع جهات الأرض الأربع. وها نحن نحتفل هذه الأيام بمرور 21 عاماً على تدشين مدينة سلطان للخدمات الإنسانية، التي نحتفي فيها بمنجزات والدنا الأمير الراحل سلطان - رحمه الله -، ومساهماته الخيرية في التخفيف عن شعوب العالم دون النظر إلى أعراقهم ودياناتهم، إيماناً منه بأن الإنسان يشكل الثروة الحقيقية للمجتمعات، حيث لم تعد هذه المدينة خاصة بالسعوديين فقط، بل تشمل جميع الجنسيات من أصقاع المعمورة، وأصبحت صرحاً رائداً في تقديم الخدمات الإنسانية المتميزة ترسيخاً لإرث سلطان، واستمراراً للسير على منهجه في نشر العمل الإنساني الذي يركز على ثلاثة جوانب رئيسية في حياة الإنسان وهي الصحة والتعليم والتقنية، ليمثل ذلك تتويجاً لجهود وطننا ورسالته الإنسانية العميقة. لقد نجحت مدينة سلطان للخدمات الإنسانية عبر مبادراتها ومحاور عملها ومشاريعها المتعددة، ومن بينها إبرامها مؤخراً اتفاقية التعاون المشترك مع المعهد الوطني لأبحاث الصحة وكذلك مع الشركة الوطنية للشراء الموحد للأدوية والأجهزة والمستلزمات الطبية (نوبكو) في تجسيد التلاحم الصحي، والتعبير عن مشاعر العرفان لمسيرة الأمير الراحل سلطان، الذي شكَّل من العمل الإنساني إلماحة من مكنون انتمائنا الوطنية ونهجنا المجتمعي، واستطاع بفضل أعماله ومبادراته تمكين هذه الثقافة وتغييرها إلى أمر واقعي، حتى أصبح العمل الإنساني في صدارة أولويات قيادتنا الرشيدة التي لا زالت تعمل بكل اجتهاد وحرص في تحقيق التنمية المستدامة، ونشر التعليم والمعرفة، ومكافحة المرض على مستوى العالم. نجاح مدينة سلطان للخدمات الإنسانية على مدى 21 عاماً، حققت بالتأكيد حلم الأمير الراحل سلطان - رحمه الله - بمعانقة رسالتها الرائدة «مساعدة الناس ليساعدوا أنفسهم»، وخطوات هذا الصرح العظيم الذي زرع الأمل وتحققت من خلاله العديد من قصص النجاح، تستحق الفرح والاعتزاز والفخر. رحم الله الأمير سلطان الخير، وأسكنه فسيح جناته، ووهب الله النجاح والتوفيق لكل العاملين في هذا الصرح.
مشاركة :