في المؤتمر السنوي لنقابة أطباء الأعصاب استعرض العلماء الألمان كيف نجح «ناظم دماغ» جديد في تقليل الارتجاف عند مريض يعاني من «باركنسون» منذ عشرين سنة. وقال العلماء إنهم زرعوا شريحتين إلكترونيتين رقيقتين في مناطق الدماغ المسؤولة عن الحركات اللاإرادية، وكيف نجحوا، بطريقة التحفيز الدماغي، في تقليل الارتجاف إلى أقصى حد، ومنح المريض حركة لم يكن قادرًا على أدائها منذ سنوات طويلة. وتحدث هيلموت شرورد، 67 سنة، عن إصابته بـ«باركنسون» منذ عشرين سنة، وعن عجزه قبل أشهر عن إدارة «أكرة الباب»، وكيف أعانته تقنية «ناظم الدماغ» في العودة إلى حياة شبه طبيعية. ويعود الفضل في معالجة شرودر إلى المتخصصين من عيادة «غوتنغن» لـ«الباركنسون» المعروفة على مستوى ألمانيا. وقال شرودر إنه يتحدث بشكل شبه طبيعي الآن، ويقود الدراجة الهوائية بسهولة، وإن زوجته، التي أصبحت ممرضة له أثناء المرض، أصبحت «عاطلة عن العمل» الآن بفضل ناظم الدماغ. لم تكن العملية الجراحية مريحة، بحسب شرودر، لأنه كان عليه أن يرد على أسئلة الجراحين وهم يبحثون عن الموقع المسؤول عن اللغة بالضبط. تمت زراعة القطبين في النواتين المهاديتين العليا والسفلى، وهما المنطقتان المسؤولتان في البشر عن الحركة اللاإرادية. ودامت العملية 5 ساعات، لكن النتائج تستحق التعب كما يقول شرودر. وفتح الجراحون ثقبين صغيرين في الجمجمة تم من خلالهما إرسال المسبار الذي يحمل الشريحتين الإلكترونيتين. يجري في ألمانيا زرع بين 700 و800 «ناظم دماغ» للمعانين من «باركنسون»، لكن طريقة عيادة «غوتنغن» تفوقت عليها جميعًا من ناحية النتائج. وقال البروفسور ألفونسو شنيتسلر إن العملية تكلف بين 28 و30 ألف يورو، لكن شركات التأمين الصحي تتحمل التكلفة في ألمانيا. ويعاني في ألمانيا أكثر من 280 ألف إنسان من مرض «باركنسون». وبعد أن كانت طرق زراعة «ناظم الدماغ» التقليدية تشترط مرور ما بين 12 و14 سنة من المعاناة مع «باركنسون» قبل نجاح تأثيرها، يضمن شنيتسلر الآن نجاحا بعد سبع سنوات فقط من بدء المعاناة مع المرض.
مشاركة :