نجحت دولة الإمارات منذ تأسيسها في لفت أنظار العالم إليها، من خلال تجربتها الرائدة في تعزيز مفهوم التسامح محلياً وإقليمياً وعالمياً، حتى باتت جسراً للتواصل والتلاقي بين الشعوب والحضارات، ومركزاً عالمياً للتعايش والسلام. وتحتفي الإمارات اليوم بـ«اليوم الدولي للتسامح»، الذي اعتمدته الأمم المتحدة في 16 نوفمبر من كل عام كمناسبة سنوية للتشجيع على التسامح والوحدة بين البشر ونشر قيم التعايش وتقبل الآخر. وتبرز جهود الإمارات ودورها في تعزيز قيم التسامح بين البشر والأديان على المستوى الدولي من خلال مجموعة من الأنشطة والمبادرات مثل منتدى أبوظبي للسلم، الذي سيحتفل هذا العام بملتقاه الـ10 في عاصمة التسامح والاستدامة أبوظبي تحت شعار «من أجل سلام مستدام- التحديات والإمكانات»، بحضور رسمي وعلمي كبير ومشاركة إماراتية وعربية ودولية واسعة. وسيناقش المنتدى هذا العام محاور عدة من أبرزها: السلم المستدام المفاهيم والإنجازات، ومفهوم السلم المستدام وتجربة دولة الإمارات العربية المتحدة، وأزمات العالم المعاصرة والسلم المستدام، والسلم المستدام والتنمية المستدامة، والدبلوماسية الدينية والثقافية والتدابير الوقائية. وكانت الإمارات قد استضافت في فبراير الماضي، القمة العالمية للتسامح والأخوة الإنسانية التي عقدت تحت شعار «متحدون بإنسانيتنا المشتركة»، وحضرها عدد كبير من الشخصيات العربية والعالمية البارزة، والقادة الدينين من مختلف دول العالم. قمة وبحثت القمة كل الموضوعات المتعلقة بتفعيل دور التحالف العالمي للتسامح، لكي تتحول أفكاره إلى مبادرات وبرامج يمكن للأمم والشعوب الاستفادة منها لتطوير علاقات قائمة على الحوار والتعايش وقبول الآخر والإيمان بالتنوع كقيمة مضافة لثراء المجتمعات. كما ركزت القمة التي شارك بها ممثلون عن الفاتيكان والأزهر الشريف على 4 موضوعات رئيسية هي، الإيمان والتنوع والسلام والكوكب، حيث ناقشت القمة عدداً من المشروعات المتعلقة بهذه المحاور الـ4 وطرق تنفيذها. وحجزت الإمارات موقعها ضمن قائمة الدول الـ20 الكبار على مستوى العالم في مؤشرات التنافسية العالمية الخاصة بالتسامح والتعايش، وذلك بفضل مسيرتها الحافلة بالإنجازات في مجال تدعيم التسامح ونشر قيم التعايش محلياً وعالمياً، حيث أنشأت في عام 2013 مركز «هداية» الدولي للتميز في مكافحة التطرف العنيف. وهو أول مؤسسة بحثية تطبيقية مستقلة داعمة للحوار والبحث والتدريب لمكافحة التطرف، كما أسست في يوليو 2014 مجلس حكماء المسلمين، وهو هيئة دولية مستقلة تهدف إلى تعزيز السلم في العالم الإسلامي. مرسوم وأصدرت الإمارات في يوليو 2015 مرسوماً بقانون بشأن مكافحة التمييز والكراهية، يهدف إلى إثراء التسامح العالمي ومواجهة مظاهر التمييز والعنصرية أياً كانت طبيعتها، واستحدثت في فبراير 2016 وزارة للتسامح للمرة الأولى في العالم أصبح مسماها وفقاً للتعديل الوزاري في يوليو 2020 وزارة التسامح والتعايش، بينما اعتمد مجلس الوزراء في 8 يونيو 2016، البرنامج الوطني للتسامح. وفي 21 يونيو 2017 أصدرت الإمارات قانون تأسيس المعهد الدولي للتسامح، كما تم تأسيس المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة عام 2018، الذي يعمل على تعزيز قيم الاعتدال والحوار والتسامح والانتماء للوطن ونشرها، مع نبذ التعصب الديني وكراهية الآخر. وخصصت الإمارات عام 2019 عاماً للتسامح، وهو العام الذي شهد اللقاء التاريخي بين فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، رئيس مجلس حكماء المسلمين. وقداسة البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية، في أبوظبي، الذي صدرت عنه وثيقة الأخوة الإنسانية من أجل السلام العالمي والعيش المشترك، التي وضعت إطاراً لدستور عالمي جديد يرسم خريطة طريق للبشرية نحو عالم متسامح، كما دشنت على أرضها بيت العائلة الإبراهيمية الذي يجسد حالة التعايش السلمي وواقع التآخي الإنساني الذي تعيشه مختلف الأعراق والجنسيات من العقائد والأديان المتعددة في دولة الإمارات. وترجمت الإمارات نهجها الداعم لنشر قيم التسامح والسلام بإطلاق مجموعة من الجوائز العالمية التي تحتفي بجهود الأفراد والكيانات التي تصب في مصلحة تعزيز التعايش السلمي، وفي هذا الإطار تبرز جائزة زايد للأخوة الإنسانية، وجائزة محمد بن راشد للتسامح، وجائزة محمد بن راشد آل مكتوم للسلام العالمي، وجائزة الإمارات العالمية لشعراء السلام. مهرجان وإلى ذلك وفي إطار آخر تنطلق صباح اليوم الأنشطة الفكرية والجلسات النقاشية التي تنظمها وزارة التسامح والتعايش ضمن فعاليات المهرجان الوطني للتسامح بأرض المعارض بأبوظبي، برعاية معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح والتعايش، في إطار احتفاء الإمارات العربية المتحدة باليوم العالمي للتسامح، وبمشاركة عدد من القيادات الفكرية المحلية والدولية البارزة، والتي تركز على دور التسامح المجتمعي والتسامح المؤسسي في تعزيز مستقبل مستدام، إضافة إلى استعراض أنشطة وبرامج ومبادرات وزارة التسامح والتعايش في هذا المجال. وأكدت عفراء الصابري المدير العام بوزارة التسامح والتعايش، أن الاهتمام بتعزيز قيم التعايش والتسامح لدى كل فئات المجتمع ولا سيما الأجيال الجديدة، يعد واحداً من أبرز المهام الرئيسية للوزار. ، مشيرة إلى حرص معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان على تفعيل أطر التعاون بين وزارة التسامح والتعايش وكل المؤسسات الإماراتية والعالمية، لتعزيز قيم التسامح والتعايش لدى كل فئات المجتمع من مختلف الجنسيات. وغرس القيم الأصيلة في نفوس وعقول الأجيال الجديدة، مؤكدة أن انطلاق الفعاليات الفكرية والجلسات المفتوحة للمهرجان الوطني للتسامح هي خطوة مهمة في هذا الاتجاه. وأضافت الصابري أن حرص عدد من قيادات المؤسسات المحلية والدولية على المشاركة بجلسات المهرجان، ولا سيما الجلستين الرئيسيتين وهما: «التسامح المجتمعي من أجل مستقبل مستدام»، و«التسامح المؤسسي ودوره في تعزيز مستقبل مستدام»، لهو أكبر دليل على ثقة الجميع في رؤية الإمارات للتسامح والتعايش والأخوة الإنسانية، ونبل مقصدها في تعزيز التسامح والتعايش والسلام في ربوع العالم، كما أنه مؤشر حقيقي على نجاح المهرجان الوطني للتسامح في تحقيق غايته السامية، مؤكدة أن البعد الفكري للمهرجان أمر حيوي للغاية لأنه يبرز التجربة الإماراتية في التسامح أمام العالم. تابعوا أخبار الإمارات من البيان عبر غوغل نيوز Email فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
مشاركة :