تحتفي الإمارات، اليوم، باليوم الدولي للطاقة النظيفة، وقد رسخت مكانتها الرائدة عالمياً في هذا القطاع الحيوي عبر إطلاق العديد من المبادرات والمشاريع التي تعزز قدرة العالم على مواجهة آثار التغيرات المناخية. ويصادف اليوم العالمي للطاقة النظيفة 26 يناير من كل عام، وهو ذكرى تأسيس الوكالة الدولية للطاقة المتجددة «آيرينا» عام 2009، والذي تم اعتماده من قبل الأمم المتحدة بعد أن تم رفع المقترح بشكل مشترك من قبل دولة الإمارات وبنما. استراتيجية الإمارات وبرز خلال العام الماضي اعتماد مجلس الوزراء «مشروع تحديث استراتيجية الإمارات للطاقة 2050» التي تستهدف في مرحلتها الأولى، خفض الانبعاثات للوصول للحياد المناخي في قطاع الكهرباء والمياه بحلول 2050، وإزالة نسبة مساهمة الفحم النظيف لتصبح 0% من مزيج الطاقة، بما يضمن ريادة الدولة، ومن ثم تحقيق مستهدفات الحياد المناخي بحلول 2050. محطة الظفرة وعلى مستوى المشاريع، شهدت الإمارات في نوفمبر الماضي، تدشين محطة الظفرة للطاقة الشمسية الكهروضوئية، التي تبلغ قدرتها الإنتاجية 2 جيجاواط وتعد أكبر محطة طاقة شمسية في موقع واحد على مستوى العالم. ودشنت الإمارات في ديسمبر الماضي أكبر مشروع للطاقة الشمسية المركّزة على مستوى العالم، وذلك ضمن المرحلة الرابعة من «مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية» في دبي. وتعد المرحلة الرابعة من مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية، التي ستصل قدرتها الإنتاجية إلى 950 ميجاوات، أكبر مشروع استثماري يستخدم ثلاث تقنيات مشتركة لإنتاج الطاقة النظيفة تشمل منظومة عاكسات القطع المكافئ بقدرة إجمالية 600 ميجاوات، وبرج الطاقة الشمسية المركزة بقدرة 100 ميجاوات، بالإضافة إلى ألواح شمسية كهروضوئية بقدرة 250 ميجاوات، باستثمارات تصل إلى 15.78 مليار درهم وفق نظام المنتج المُستقِل للطاقة. علامة فارقة ودولياً.. شكلت استضافة الإمارات لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ «COP28»، علامة فارقة في المسار التاريخي للتحول العالمي نحو الطاقة النظيفة. وصادق مؤتمر الأطراف «COP28» على «اتفاق الإمارات» التاريخي للمناخ الذي تضمن الإشارة للمرّة الأولى إلى الانتقال إلى منظومة طاقة خالية من مصادر الوقود التقليدي الذي لا يتم تخفيف انبعاثاته، لتمكين العالم من تحقيق الحياد المناخي بحلول عام 2050. وواصلت الإمارات خلال عام 2023 مسيرتها في دعم وتمكين الدول الشقيقة والصديقة في مجال الطاقة النظيفة، وذلك تماشياً مع نهجها ودورها الريادي في تعزيز جهود مواجهة تداعيات التغير المناخي حول العالم. مبادرة تمويل وأعلنت الإمارات في سبتمبر الماضي عن مبادرة تمويل بقيمة 16.5 مليار درهم لتعزيز قدرات عدد من دول القارة الأفريقية في مجال الطاقة النظيفة. وفي السياق ذاته يواصل صندوق أبوظبي للتنمية، منذ العام 1974، مسيرته في دعم مشاريع الطاقة المتجددة حول العالم، حيث ساهمت جهوده في تمويل أكثر من 75 مشروعاً استراتيجياً في العديد من الدول. وانعكست تلك المشاريع الاستراتيجية في توفير مجتمعات مستدامة للدول المستفيدة، ينعم سكانها بإمدادات آمنة وموثوقة من الطاقة، وعملت تلك المشاريع على تحسين جودة الحياة والوصول إلى بيئة نظيفة خالية من الانبعاثات الكربونية. بدورها تعد شركة أبوظبي لطاقة المستقبل «مصدر» واحدة من أسرع شركات الطاقة المتجددة نمواً في العالم، حيث تنشط في أكثر من 40 دولة موزعة في ست قارات. الاستدامة البيئية وأكد معالي سهيل بن محمد فرج فارس المزروعي، وزير الطاقة والبنية التحتية، أنه في ظل الجهود العالمية المتزايدة نحو تحقيق الاستدامة البيئية، تبرز جهود دولة الإمارات الرائدة عالمياً في مجال الطاقة النظيفة من خلال استراتيجيات مبتكرة واستثمارات ضخمة تعزز موقعها مركزاً عالمياً للطاقة المستدامة. وقال معاليه: إن بدايات توجهات الإمارات للطاقة النظيفة تعود إلى مطلع الألفية الجديدة عبر تطوير مشاريع ضخمة تدعم توجهاتها المستقبلية. مضيفاً أن جهود الإمارات في مجال الطاقة النظيفة تؤكد التزامها بقيادة التحول نحو مستقبل أكثر استدامة مع الحفاظ على مكانتها دولة رائدة على مستوى العالم في مجال الطاقة، فيما تخطط لمواصلة تطوير وتوسيع مشاريع الطاقة النظيفة، ومع استمرارها في تبني وتطوير حلول الطاقة النظيفة، تثبت أنها ليست فقط رائدة في هذا المجال، بل تعتبر أيضاً مثالاً يحتذى به في السعي نحو مستقبل مستدام. دور ريادي وأضاف أن النجاح المبهر والإنجازات التاريخية غير المسبوقة الذي حققه مؤتمر الأطراف «COP28»، يعكس الدور الريادي الإماراتي في قيادة مستقبل التحول نحو الطاقة النظيفة، وامتلاكها تجربة متميزة في التحول إلى نظم طاقة نظيفة. وأن الإمارات ستواصل العمل الجاد للوفاء بالتزامها المتمثل بمضاعفة مساهمة الطاقة المتجددة 3 أضعاف بحلول 2030، وأنها حددت أهدافاً طموحة للعقود المقبلة في إطار التزاماتها المناخية، حيث قامت مؤخراً بتحديث استراتيجية الإمارات للطاقة 2050. وقالت معالي الدكتورة آمنة بنت عبدالله الضحاك، وزيرة التغير المناخي والبيئة، إن إطلاق هذا اليوم الدولي يؤكد على ضرورة تعزيز حلول الطاقة النظيفة والعادلة والمرنة كعنصر محوري في جهودنا للتصدي للتغير المناخي. وأوضحت أن التحديات الكبيرة التي يفرضها تغير المناخ تتطلب اتخاذ إجراءات جريئة وحاسمة. حيث تقود دولة الإمارات جهود المجتمع الدولي في تطوير ونشر حلول الطاقة المتجددة. وأضافت: في دولة الإمارات نمضي قدماً في تنفيذ تعهدات العمل المناخي، حيث نقف في طليعة التحول نحو الطاقة النظيفة، وهو ما يتجلى واضحاً في استراتيجيتنا الوطنية للطاقة 2050 التي تهدف إلى مضاعفة مساهمة الطاقة المتجددة في مزيج الطاقة الوطني ثلاث مرات بحلول عام 2030، كما نتخذ خطوات جريئة لخفض الانبعاثات. نقطة تحول وقال معالي سعيد محمد الطاير، العضو المنتدب الرئيس التنفيذي لهيئة كهرباء ومياه دبي: إن اعتماد اليوم الدولي للطاقة النظيفة، خطوة مهمة تؤكد أن دول العالم تسعى إلى تبني حلول مبتكرة لتسريع التحول نحو الاعتماد على مصادر الطاقة النظيفة والمتجددة. حيث تعد دولة الإمارات، التي شاركت في تقديم مشروع القرار مع دولة بنما، من الدول الرائدة في تبني حلول الطاقة النظيفة، وتقود الجهود العالمية في قطاع الطاقة المتجددة والنظيفة بفضل رؤية وتوجيهات القيادة الرشيدة. وأضاف: يعد «اتفاق الإمارات» الذي أقره ممثلو 197 دولة إضافة إلى الاتحاد الأوروبي خلال «COP28» الذي استضافته دولة الإمارات في مدينة إكسبو دبي، نقطة تحول استثنائية في مسيرة العمل المناخي الدولي، حيث يتضمن تعهدات قوية من الدول الأطراف باتخاذ إجراءات فورية وطموحة للحد من انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري. مشاريع رائدة وأضاف معالي الطاير: في هيئة كهرباء ومياه دبي، نفخر بالإنجازات التي حققناها في مجال الطاقة النظيفة، من خلال العديد من المشاريع الرائدة من أبرزها مجمّع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية، أكبر مجمع للطاقة الشمسية في موقع واحد على مستوى العالم باستخدام نموذج المنتج المستقل للطاقة، ومشروع المحطة الكهرومائية بتقنية الطاقة المائية المخزنة التي تنفذه الهيئة في حتا وستصل قدرتها الإنتاجية إلى 250 ميجاوات وتعد الأولى من نوعها في منطقة الخليج العربي. ومشروع تجريبي لإنتاج الهيدروجين الأخضر تم تنفيذه في مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية، ويعد الأول من نوعه في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لإنتاج الهيدروجين الأخضر باستخدام الطاقة الشمسية، وتخزينه ثم إعادة تحويله إلى طاقة كهربائية بالإضافة للاستخدامات الأخرى في قطاعي النقل والصناعة. رؤية واعية وقال أحمد بن شعفار، الرئيس التنفيذي لمؤسسة الإمارات لأنظمة التبريد المركزي «إمباور»، إن دولة الإمارات وبتوجيهات قيادتها الرشيدة تبذل اهتماماً وحرصاً لتنويع مصادر الطاقة تأسيساً على رؤية واعية بأهمية الطاقة المتجددة في تحقيق التوازن بين التنمية والبيئة، للحفاظ على حق الأجيال القادمة في العيش في بيئة نظيفة وصحية وآمنة. موضحاً أن العلاقة بين الطاقة النظيفة والتنمية الاجتماعية والاقتصادية والاستدامة البيئية هي مسألة بالغة الأهمية في معالجة القضايا التي تواجهها المجتمعات الضعيفة في كافة أنحاء العالم.وأكد أن إمباور تجتهد في سياساتها للارتقاء بكفاءة استخدام الطاقة في عمليات الإنتاج والتوزيع والاستهلاك، ما جعلها قادرة على تحقيق وفورات في الطاقة الكهربائية بمليارات الدراهم. لافتاً إلى مواصلة المؤسسة في الاستثمار في الجوانب البحثية والتطويرية وكل ما يتصل بتوفير الطاقة التي تعد العمود الفقري في عمليات تبريد المناطق، إذ لا تدخر جهداً في ابتكار وتوظيف أحدث التقنيات المعاصرة بهدف المساهمة الفاعلة في دعم الاستراتيجية الوطنية للحفاظ على الطاقة وترسيخ أسس التحول إلى الاقتصاد الأخضر. تابعوا أخبار الإمارات من البيان عبر غوغل نيوز Email فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
مشاركة :