"محور المقاومة" بزعامة إيران يواجه اختبارا صعبا | | صحيفة العرب

  • 11/16/2023
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

قال ثلاثة مسؤولين كبار إن المرشد الأعلى لإيران وجه رسالة واضحة لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس عندما التقيا في طهران في أوائل نوفمبر، قائلا إن حماس لم تبلغ إيران بهجوم السابع من أكتوبر على إسرائيل ومن ثم فإن الجمهورية الإسلامية لن تدخل الحرب نيابة عنها. وأوضح آية الله علي خامنئي لإسماعيل هنية أن إيران، التي تدعم حماس منذ فترة طويلة، ستواصل تقديم دعمها السياسي والمعنوي للحركة لكن دون التدخل بشكل مباشر، حسبما أفاد المسؤولون، وهم من إيران وحماس ومطلعون على المناقشات وطلبوا عدم الكشف عن هوياتهم حتى يتسنى لهم التحدث بحرية. وذكر مسؤول من حماس لرويترز أن الزعيم الأعلى الإيراني حث هنية على إسكات تلك الأصوات في الحركة الفلسطينية التي تدعو علنا إيران وذراعها اللبنانية حزب الله إلى الانضمام إلى المعركة ضد إسرائيل بكامل قوتهما. وأكدت ثلاثة مصادر قريبة من حزب الله أن الجماعة فوجئت أيضا بالهجوم الذي شنته حماس الشهر الماضي والذي أسفر عن مقتل 1200 إسرائيلي، وأن مقاتلي الحزب لم يكونوا في حالة تأهب حتى في القرى القريبة من الحدود والتي شكلت الخطوط الأمامية في حربها مع إسرائيل عام 2006 وكان لا بد من استدعائهم بسرعة. وقال قيادي في حزب الله “لقد استيقظنا على الحرب”. علي خامنئي حث إسماعيل هنية على إسكات الأصوات التي تدعو علنا إيران وذراعها حزب الله إلى الانضمام إلى معركة غزة وتمثل الأزمة المتفاقمة المرة الأولى التي يحشد فيها ما يسمى بمحور المقاومة، وهو تحالف عسكري شكلته إيران على مدى أربعة عقود لمواجهة إسرائيل والولايات المتحدة في الشرق الأوسط، على جبهات متعددة في نفس الوقت. ويخوض حزب الله أعنف اشتباكات مع إسرائيل منذ ما يقرب من 20 عاما. واستهدفت فصائل مسلحة مدعومة من إيران القوات الأميركية في العراق وسوريا. كما أطلق الحوثيون في اليمن صواريخ وطائرات مسيّرة على إسرائيل. ويمثل الصراع أيضا اختبارا لقدرات التحالف الإقليمي الذي يضم الحكومة السورية وحزب الله وحماس وجماعات مسلحة أخرى من العراق إلى اليمن، وسط اختلاف الأولويات والتحديات فيما بينها. وقال مهند الحاج علي، الخبير في شؤون حزب الله في مركز كارنيجي الشرق الأوسط في بيروت، إن هجوم حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر ترك شركاءها في محور المقاومة أمام خيارات صعبة في مواجهة خصم يتمتع بقوة عسكرية متفوقة بكثير. وأضاف “عندما توقظ الدب بمثل هذا الهجوم، فمن الصعب جدا على حلفائك أن يتخذوا نفس موقفك”. الصراع يمثل اختبارا لقدرات التحالف الإقليمي الذي يضم الحكومة السورية وحزب الله وحماس وجماعات مسلحة أخرى من العراق إلى اليمن وتقاتل حماس التي تسيطر على قطاع غزة من أجل البقاء في مواجهة انتقام إسرائيل، التي تعهدت بالقضاء على الحركة وشنت هجوما على القطاع الصغير أدى إلى مقتل أكثر من 11 ألف فلسطيني. وفي السابع من أكتوبر، دعا قائد الجناح العسكري لحركة حماس محمد الضيف حلفاء محور المقاومة إلى الانضمام إلى النضال. وقال في رسالة صوتية “يا إخواننا في المقاومة الإسلامية في لبنان وإيران واليمن والعراق وسوريا هذا هو اليوم الذي تلتحم فيه مقاومتكم مع أهلكم في فلسطين”. وبدا الإحباط في تصريحات علنية بعد ذلك لقادة حماس، ومن بينهم خالد مشعل الذي شكر حزب الله في مقابلة تلفزيونية يوم السادس عشر من أكتوبر، وقال “حزب الله قام مشكورا بخطوات لكن تقديري أن المعركة تتطلب أكثر، وما يجري لا بأس به لكنه غير كاف”. ويرى ستة مسؤولين على دراية مباشرة بتفكير طهران ورفضوا الكشف عن أسمائهم بسبب حساسية الأمر أن إيران زعيمة التحالف لن تتدخل بشكل مباشر في الصراع ما لم تتعرض هي نفسها لهجوم من إسرائيل أو الولايات المتحدة. وقال المسؤولون إنه بدلا من ذلك يخطط حكام إيران لمواصلة استخدام محور المقاومة من الحلفاء المسلحين، بما في ذلك حزب الله، لشن هجمات بالصواريخ والطائرات المسيّرة على أهداف إسرائيلية وأميركية في أنحاء الشرق الأوسط. حزب الله يدرك أن لبنان لا يستطيع تحمل حرب أخرى مع إسرائيل وأضافوا أن هذه الإستراتيجية تهدف إلى إظهار التضامن مع حماس في غزة وإرهاق القوات الإسرائيلية دون الدخول في مواجهة مباشرة مع إسرائيل يمكن أن تستقطب الولايات المتحدة. وقال دنيس روس، الدبلوماسي الأميركي الكبير السابق المتخصص في شؤون الشرق الأوسط والذي يعمل الآن في معهد أبحاث واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، “هذه هي طريقتهم في الردع… طريقة تقول ‘انظروا، طالما لم تهاجمونا فستبقى الأمور على هذا الوضع. ولكن إذا هاجمتمونا سيتغير كل شيء"”. وقالت إيران مرارا إن جميع أعضاء المحور يتخذون قراراتهم بشكل مستقل. وتبادل حزب الله، أقوى شريك في محور المقاومة، والذي يضم 100 ألف مقاتل إطلاق النار مع القوات الإسرائيلية عبر الحدود بشكل يومي تقريبا منذ أن دخلت حماس في حرب مع إسرائيل، وأسفر ذلك عن مقتل أكثر من 70 من عناصر حزب الله. ومع ذلك تجنب حزب الله مثل إيران الداعمة له المواجهة الكاملة. وقالت مصادر مطلعة على تفكير حزب الله إن الحزب جعل هجماته محسوبة بطريقة أبقت العنف محدودا إلى حد كبير في شريط ضيق من الأراضي على الحدود، حتى مع تصعيد تلك الضربات في الأيام القليلة الماضية. Thumbnail وقال أحد المصادر إن حماس تريد من حزب الله أن يشن ضربات أعمق داخل إسرائيل بترسانته الهائلة من الصواريخ، لكن حزب الله يعتقد أن هذا سيدفع إسرائيل إلى تدمير لبنان دون وقف هجومها على غزة. ويدرك حزب الله، وهو أيضا حركة سياسية منخرطة في شؤون الحكومة اللبنانية، أن لبنان لا يستطيع تحمل حرب أخرى مع إسرائيل، بعد أكثر من أربع سنوات من الأزمة المالية التي أدت إلى تفاقم الفقر وأضعفت المؤسسات الحاكمة في البلاد. واستغرق لبنان سنوات لإعادة البناء بعد حرب عام 2006 التي قصفت خلالها إسرائيل جنوب البلاد الذي يسيطر عليه حزب الله ودمرت مساحات واسعة من معقله في الضاحية الجنوبية للعاصمة بيروت. وقال الأمين العام للجماعة حسن نصرالله في خطاب ألقاه في الثالث من نوفمبر إن حماس أبقت هجومها على إسرائيل سرا عن حلفائها، وهذا ما ضمن نجاحها ولم “يزعج أحدا” في محور المقاومة. وأضاف أن هجمات حزب الله على الحدود الإسرائيلية لم يسبق لها مثيل وكانت بمثابة “معركة حقيقية”.

مشاركة :