في البداية أنا هنا لأجلك.. لا شك أن هناك أشكالًا للسعادة في حياتنا، ويوم الخميس هو سعادة للجميع ويُقال عنه الونيس، فماذا لو زاده سعادة أيضًا أن يوافق اليوم العالمي للتسامح؟! يُعَد السادس عشر من نوفمبر هو اليوم العالمي للتسامح، والهدف منه هو تعزيز التسامح والاحترام والحوار بين مختلف الثقافات والحضارات والشعوب؛ بدءًا بالفرد وانتهاءً بالمجتمع. وفي فلسفتي الخاصة أستطيع أن أُفتت كلمة (التسامح) إلى كلمات تجتمع أوائل حروفها في تلك الكلمة في معادلة حروف كما يلي: تحرر + سعادة + ألفة + مرح + حوار = تسامح. ولتتأمل كل كلمة وتأثيرها الإيجابي الذي يصنع لك الرفاهية في كل مجالات الحياة. لماذا التسامح؟ أنت تُفيد نفسك وخاصة في القرارات التي تتخذها في حياتك وأهدافك التي تُخطط لها من أجل إنجازها. لو عُدنا إلى تلك المعادلة لاستطعنا أن نُجيب على السؤال، ولأن التسامح يساعدك على التعايش والسرور والألفة؛ فلا تجعله زائفًا أو تستغله من أجل مصلحة معينة؛ لأن ذلك يجعلك تختزل بداخلك طاقة تُشعرك بالألم والغضب والاستياء من كل شيء أمامك. بينما التسامح يعطيك قدرة أكبر على التواصل الجيد مع الآخرين والتفكير الإيجابي. عليك أن تصارح نفسك، وعلى كرسي الاعتراف حاور نفسك واعترف لها بحقيقة مشاعرك، وبناءً على تلك المشاعر خطِّط لسلوكياتك وتصرفاتك. واعلم أن تلك التصرفات هي دليل على تفريغ تلك المشاعر المختزنة بداخلك، وأنت على كرسي الاعتراف عاهد نفسك على أن التسامح سيكون طريقك إلى رغد العيش. وكلما فكرتَ كثيرًا في مبدأ التسامح أسهمتَ في مقاومة مشاعرك السلبية. قد تعيش دوامة التفكير في التسامح وتأخذ وقتًا، ولكن تذكَّر أن تلك الدوامة التي تعيشها ما هي إلا فترة تعقيم سيكون ناتجها سهولة التخلص من أي عوالق وشوائب ممكنة، وستكون حتمًا هي بداية التغيير. علينا أن ندعو أنفسنا أولًا ثم ندعو الجميع إلى التسامح، ولنتعلم كيف ندير مشاعرنا ونسيطر عليها، ونشعر بأننا نستحق أن نكون شيئًا يُبهِر العالم. من هم الأشخاص الذين أُريد التسامح معهم؟ هذا الأمر يتوقف عليك أنت فقط عندما تقرر أنك سوف تُلزم نفسك بالتسامح وتعترف بالفوائد العظيمة لهذا التسامح (عودوا إلى معادلة التسامح). ومضة: التسامح الحقيقي هو أن تستشعر السعادة وتُعقم مشاعرك من جرثومة الغضب والألم والحزن. اعترفوا واستشعروا وتلذذوا بالحياة، فهي رحلة وسوف نصل إلى نهاية مطافها.
مشاركة :