لبنى الحمروني فنانة تبحث عن ذاتها في 'قلق'

  • 11/16/2023
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

الفن فكرة الشغف والحلم حيث يمضي الكائن إلى ذاته بحثا عن الآخر الكامن فيه وفق تقصد للجمال والجوهر والمهم بكثير من رغبات الدواخل وما به تسعد الكينونة وهي ترى في العناصر والأشياء والوجوه حالات شتى يجمع بينها هذا النشيد... نشيد الفن والألوان مثل أطفال بذاكرة ملونة.. هي فنانة تبحث عن ذاتها في كثير من القول بالنظر والبحث والقلق الذي يفضي إلى بعض ما بها من حلم هو صديق منذ طفولتها حيث ترى العالم محتاج إلى علبة تلوين لذلك هي تسعى في حبها للفن ودروبه إلى تحويل الكائنات والأمكنة إلى علبة تلوين يلهو بها الإنسان بعيدا عن خراب الأحوال وهول الحروب حيث السلام والفرح والأمل وهي رسالة الفن من أزمنة الإنسان القديمة. لبنى الحمروني فنانة تشبعت منذ صغرها بحب شديد للرسم والتلوين وكان لها أن مضت في هذا المجال لا تلوي على غير القول برسم ما تتخيره من مشاهد ووجوه ومواضيع متعددة حيث الأنثى في تجليات لونية على القماشة وفي لوحات أخرى تبرز في تماهيها مع الخط العربي وحروفه الساحرة وكأن اللوحة مجال رقص وحوار ملون محفوف بالخطوط والكلمات.. تنوعت أنشطتها ومشاركاتها المتعددة في تونس وخارجها وكان أن ميزت بحضورها مؤخرا اللقاء الثقافي والفني بفضاء "الرواق" بسوسة الجوهرة حيث كانت مشاركتها الفنية التشكيلية ببعض اللوحات ضمن حضور واسع لعدد من الفنانين والفنانات في معرض متنوع بعنوان "قلق" حيث كانت لوحاتها معبرة عن نهجها الجمالي الذي أرادته لبنى الحمروني من سنوات ومضت وفقه لا تلوي على غير القول بالفن والرسم والتلوين مجالات فرح وحب ولقاء وإبداع... انطلقت تجربة الفنانة التشكيلية لبنى الحمروني مع الفن التشكيلي بإحساس وشعور داخلي هو عشق الفن فكانت البداية نتاج الموهبة الفطرية التي تراكمت بتلقي أبجديات الفن من أساتذة أكاديميين والمشاركة في ورشات تدريبية على الرسم والخط العربي والاحتكاك بفنانين والمشاركة في الملتقيات والمعارض الفنية حيث ترى أن "الفنان يجب عليه صقل موهبته ليكون مبدعا ويصنع نفسه بنفسه" وهكذا دخلت عالم الاحتراف ليصبح الفن عندها الجزء المهم في حياتها، فهي لا تميل إلى موضوع معين أو أسلوب واحد ففي كل مرة تجرب نمطا جديدا وقد استلهمت أعمالها من الملامح البشرية خاصة المرأة والطبيعة وفي بعض الأحيان تحملها أبعادا ثقافية عربية من خلال الخط العربي واعتمدت على الملمس والشكل واللون حتى تستطيع التعبير عن مشاعرها تجاه كل ما تعيشه من أحداث في حياتها... وعن توظيفها للخط العربي فهي تعتبره مصدر إلهام وإشارة للأصالة والاعتزاز بالتراث والهوية العربية، كما أن مرونة الخط العربي تضفي إحساسا بصريا ونفسيا رائقا وعميقا وإيقاعا جميلا وهي تقول "في اللوحة حلمي بأن أرفع شعار البهجة والحب والجمال والسلام لأني أرى أن الناس تحتاج إلى ذلك طوال الوقت.. أنا أعد لمعرضي الشخصي برواق بالعاصمة قريبا لي حلم ببعث ورشة فنية للابتكار والإبداع...". هكذا هي لعبة الفن الجميلة التي غامرت ضمنها وفيها وبها الفنانة لبنى حيث التلوين والإحالة على ما في دواخلها من أحاسيس وأحلام وفق تنوع أعمالها الفنية وثيماتها لتبرز كما ترى ذات الفنانة في مختلف المشاركات ضمن المعارض الفنية والتظاهرات الثقافية التشكيلية في تونس وخارجها. وعن هذه التجربة التي تخوضها فنا وإبداعا تقول الفنانة التشكيلية لبنى الحمروني "أنا أصيلة مدينة صفاقس ومقيمة بسوسة مستوى التعليمي السابعة آداب وحاصلة على تكوين في الإعلامية والتصرف، حاصلة على بطاقة حرفية للرسم والتزويق على جميع المحامل من الديوان الوطني للصناعات التقليدية بسوسة، لدي بطاقة عضوية في اتحاد الفنانين التشكيلين بتونس، فنانة عصامية موهوبة بخبرة تتجاوز عشر سنوات، أتقن مختلف أنواع الرسم، مختصة في الرسم بالألوان المائية والزيتية، قمت بصقل موهبتي عبر المشاركة في العديد من الورشات والمعارض، حاصلة على العديد من الجوائز والتكريمات أهمها مشاركة في دار الأبرا المصرية لملتقى المبدعين الدولي التاسع عشر 2018 حاصلة فيها على جائزة أحسن خمسة فنانين متميزين، ومشاركة في ملتقى بصمات الفنانين التشكيلين العرب 16 بقاعة الأهرام مع وحيد البلقاسمي رحمه الله، ومشاركات عديدة بمتاحف وطنية وبفضاءات بالمهدية وسوسة وتونس والمنستير مع العصاميات  ضمن ملتقاهن". وتضيف "بدأ ولع الرسم معي منذ الطفولة، فهو بالنسبة لي مهم جدا في حياتي ورسالة هادفة وهو المتنفس الوحيد الذي أستطيع من خلاله أن أعبر عن كل ما  يخالجني من مشاعر وأحاسيس وأفكار لتصل للمتلقي بطريقة ورؤية فنية جميلة...". تجربة وفسحة مع الفن التشكيلي في تنوع من التعاطي معه حلما وإنجازا وتشوفا نحو الأفضل حيث الفن بأسواره العالية والإبداع بشديد الدأب والعزم والرغبات تجاهه ولا يملك عند الكائن الشغوف بالفن إلا أن يمضي في المغامرة بكثير من النظر والبحث والأمل.

مشاركة :