دخول شحنة وقود أولى إلى غزة بعد ضوء أخضر من إسرائيل

  • 11/18/2023
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

يأتي ذلك فيما يواصل الجيش الإسرائيلي عملياته في القطاع الفلسطيني. أصبح مستشفى الشفاء، الأكبر في القطاع، محورا للعمليّة العسكريّة التي تنفذها إسرائيل وسط اتهامها حماس باستخدام المستشفى مركزا للقيادة، وهو ما تنفيه الحركة. واقتحم الجيش المستشفى فجر الأربعاء. وقالت وزارة الصحة التابعة لحماس إن 24 مريضا توفوا في مجمع الشفاء خلال يومين "لأن المعدات الطبية الحيوية توقفت عن العمل بسبب انقطاع" الكهرباء. تقدّر الأمم المتحدة بأن 2300 شخص ما زالوا في مجمع الشفاء، بينهم مرضى وأفراد طواقم طبية ونازحون. وسبق لمدير المستشفى محمد أبو سلمية أن حذّر من أن الوضع في الشفاء "كارثي". والجمعة، قال رئيس قسم الجراحة في المستشفى مروان أبو سعدة لفرانس برس إن جنودا إسرائيليين اصطحبوه معهم إلى الطبقات السفلية للحصول على معلومات بشأن استخدام المعدات في القسم. وروى "تقدمنا من غرفة لأخرى وكانوا يسألونني عما هي مخصصة له، وفجّروا شحنات ناسفة" في المكان. ونفد الوقود لدى معظم مستشفيات غزة ما يحول دون تشغيل مولداتها. وأتى ذلك بعيد إعلان مستشار الأمن القومي لرئيس الوزراء الإسرائيلي تساحي هنغبي أن مجلس الحرب "وافق بالإجماع على توصية مشتركة للجيش الإسرائيلي والشين بيت (الامن الداخلي) بالامتثال لطلب الولايات المتحدة والسماح بدخول شاحنتين لوقود الديزل يوميا". وذكر المسؤول أن شاحنات الوقود ستمر عبر معبر رفح الحدودي مع مصر من خلال وكالات الأمم المتحدة وصولا إلى المدنيين في جنوب قطاع غزة شرط عدم وصولها إلى حماس. وذكر مسؤول أميركي طلب عدم ذكر اسمه أن اتفاق ادخال الوقود ينص على تسليم ما يصل إلى 140 ألف لتر كل 48 ساعة، منها 20 ألف لتر مخصصة لمولدات الكهرباء للحفاظ على الاتصالات. ومساءً، أعلنت هيئة المعابر في غزة دخول 17 ألف لتر وقود للقطاع لضمان تشغيل شبكة الاتصالات المهمة لتنسيق الشؤون الإنسانية. وكان مفوّض منظّمة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) فيليب لازاريني حذّر من أنّ عمليّات الوكالة في القطاع "توشك على الانهيار". واندلعت الحرب بين إسرائيل وحماس في أعقاب هجوم غير مسبوق شنّته الحركة على جنوب إسرائيل في 7 تشرين الأول/أكتوبر، أدّى إلى مقتل نحو 1200 شخص غالبيّتهم مدنيّون قضوا بمعظمهم في اليوم الأوّل للهجوم، وفق السلطات الإسرائيليّة. وتوعّدت الدولة العبريّة بـ"القضاء" على حماس، وتشنّ حملة قصف جوّي ومدفعي كثيف، وبدأت بعمليّات برّية اعتبارا من 27 تشرين الأول/أكتوبر، ما تسبّب بمقتل أكثر من 12 ألف شخص في قطاع غزّة غالبيّتهم مدنيّون وبينهم خمسة آلاف طفل، وفق أحدث حصيلة أصدرتها حكومة حماس. ودعا مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان فولكر تورك إلى "وقف لإطلاق النار لأسباب إنسانية وحقوقية، وإلى إنهاء القتال". وقال "الأمر لا يتعلق بتوصيل غذاء ومساعدات إنسانية كبيرة على نحو عاجل فحسب، لكن أيضا بإيجاد مساحة للخروج من هذا الرعب". من جهته شدد رئيس منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبرييسوس على أن النظام الصحي في غزة "على وشك الانهيار"، معتبرا أن "حجم الرد الإسرائيلي يصبح غير مبرر أكثر فأكثر". إطلاق "جميع الرهائن" لا تزال قضية الرهائن المحتجزين في غزة، وبينهم أجانب، مدار بحث بين عدد من الأطراف. وخطفت حماس نحو 240 رهينة وفق الجيش. وأثار الرئيس الأميركي جو بايدن مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، الحاجة الملحّة للإفراج عن "جميع الرهائن". وأوضح البيت الأبيض أنّ بايدن والشيخ تميم بحثا خلال اتصال هاتفي في "الحاجة الملحّة لإطلاق سراح جميع الرهائن الذين تحتجزهم حماس بلا أيّ تأخير". وكان بايدن أبدى الأربعاء "تفاؤلا معتدلا" بإمكان توصّل إسرائيل وحماس إلى اتّفاق حول إطلاق قسم من الرهائن. وتقود قطر وساطة بين الطرفين في هذا المجال، لم تحقق بعد نتائج. كما جدّد منسّق الشؤون الإنسانيّة في الأمم المتحدة مارتن غريفيث الدعوة إلى إطلاق جميع الرهائن في غزّة بلا شروط. وكانت السلطات الإسرائيليّة ربطت بين مستشفى الشفاء والبحث عن الرهائن. وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو لشبكة "سي بي إس" الأميركيّة "لدينا مؤشّرات قويّة على أنّ الرهائن كانوا محتجزين في مستشفى الشفاء، وهذا أحد الأسباب التي دفعتنا لدخوله. لكن إذا كانوا هنا، فقد نُقلوا إلى مكان آخر". وأعلن الجيش الإسرائيلي الجمعة أنه عثر في مبنى محاذٍ للمستشفى على جثّة الجندية نوعاه مارسيانو (19 عاما) التي كانت رهينة لدى حماس وسبق وأعلن مقتلها الثلاثاء. وكانت حماس نشرت الاثنين صورة لمارسيانو تُظهرها ميتة، مشيرة إلى أنّها قُتلت في قصف إسرائيلي. وخطفت مارسيانو من قاعدة ناحل عوز العسكريّة قرب قطاع غزّة في اليوم الأوّل لهجوم حماس على جنوب إسرائيل. وهي جثّة ثاني رهينة يعلن الجيش العثور عليها في قطاع غزّة في أقلّ من 24 ساعة، إذ أعلن مساء الخميس أنه عثر قرب مستشفى الشفاء أيضا على جثّة الرهينة يهوديت فايس البالغة 65 عاما، متّهما حماس بـ"اغتيالها". من جهته، قال أبو عبيدة، المتحدّث باسم كتائب عزّ الدين القسّام، الجناح العسكري لحماس، إنّ الحركة عرضت "إتمام صفقة تبادل منذ بداية المعركة لحلّ هذه القضيّة الإنسانيّة". وأضاف متوجّها إلى الرأي العام الإسرائيلي "حاولنا ونكافح للحفاظ على حياة أسراكم، فنجحنا أحيانا ولم ننجح في أحيان أخرى بفعل القصف الهمجي لجيشكم"، متابعا "يبدو أنّ قيادتكم قرّرت أن تجعل مصير أسراكم الفقدان والضياع... أو القتل... أو النسيان والإهمال". "لا نطلب المستحيل" نزح أكثر من 1,65 مليون شخص داخل القطاع الذي يعدّ 2,4 مليون نسمة منذ اندلاع الحرب، خصوصا بعدما أنذر الجيش الإسرائيلي سكّان شمال غزّة بضرورة النزوح إلى جنوب القطاع. إلا أنّ الفلسطينيّين لا زالوا يواجهون القصف المتواصل حتّى خلال النزوح. فجر الجمعة، كان مخيّم النصيرات وسط القطاع هدفا لقصف نفّذه سلاح الجوّ الإسرائيلي، وأدّى إلى تدمير سبعة منازل ومبانٍ سكنيّة وإلى مقتل 18 شخصا بينهم ثلاثة أطفال، وفق مسؤولين صحّيين. اختبرت ندى أبو حية القصف للمرّة الثالثة وهي لم تتجاوز الثامنة من عمرها. وأوضحت لفرانس برس "كنّا في بيت سيدي (جدّي) بغزّة، وقصفوا البيت. بعدها جئنا إلى دير البلح، ضربونا في الدير. بعدها جئنا إلى النصيرات". وتابعت "في كلّ مكان ضرب وقصف (...) ستّي ماتت، وأمي ماتت. سيدي استشهد، وعمّي يحيى استشهد. قصفوا بيتنا، الدار التي في جوارنا دمّروها بالقصف، وكلّهم ماتوا". في ظلّ الحصار الإسرائيلي على القطاع منذ بدء الحرب، لا يجد الآلاف مأوى. كما أنّ هناك أزمة إنسانيّة كبيرة ونقصا حادا في الغذاء وانقطاعا لمياه الشرب. في هذا الصدد، جدّد غريفيث الجمعة الدعوة إلى "وقف إنساني لإطلاق النار" للسماح بإيصال المساعدات. وقال أمام الجمعيّة العامة للأمم المتحدة "سمّوه ما شئتم، لكنّ الطلب بسيط من وجهة نظر إنسانيّة. أوقفوا القتال للسماح للمدنيّين بالتحرّك بأمان". وتابع "نحن لا نطلب المستحيل"، مضيفا "نطالب باتّخاذ إجراءات أساسيّة لازمة لتلبية الاحتياجات الأساسيّة للسكّان المدنيّين ووقف مسار هذه الأزمة". من جهته، طالب رئيس السلطة الفلسطينيّة محمود عبّاس خلال استقباله مسؤول السياسة الخارجيّة في الاتّحاد الأوروبّي جوزيب بوريل الجمعة بـ"الضغط على سلطات الاحتلال الإسرائيلي لوقف عدوانها المتواصل على الشعب الفلسطيني، وتسريع إدخال المساعدات الإنسانيّة إلى قطاع غزّة". مع ارتفاع عدد الضحايا، طلبت خمس دول موقّعة على معاهدة إنشاء المحكمة الجنائيّة الدوليّة إجراء تحقيق بشأن "الوضع في دولة فلسطين"، حسبما أعلن المدّعي العام للمحكمة كريم خان، مؤكّداً أنّ مكتبه كان قد فتح تحقيقاً في الوضع. والتقى خان الجمعة عائلات ضحايا إسرائيليّين تدفع باتّجاه إصدار المحكمة مذكّرات توقيف دوليّة بحقّ قادة في حماس، وفق ما أكّد محاميها. مواجهات في الضفة وتتواصل المواجهات اليوميّة والعمليّات العسكريّة الإسرائيليّة في الضفّة الغربيّة المحتلّة. وقُتل خمسة أشخاص وأصيب آخران في قصف استهدف مخيم بلاطة للاجئين في نابلس بالضفة الغربية المحتلة حسبما أعلن الهلال الأحمر الفلسطيني الجمعة. وذكرت إدارة المخيم أن ضربة جوية أصابت مبنى يضم مقرا لحركة فتح. ولم يؤكد الجيش الإسرائيلي على الفور حصول هذه الضربة. وقُتل الجمعة أيضا سبعة فلسطينيّين برصاص القوّات الإسرائيليّة في جنين والخليل، حسب الجيش الإسرائيلي ووزارة الصحّة الفلسطينيّة. وأعلن الجيش الإسرائيلي الجمعة أنّه قتل "خمسة إرهابيّين على الأقلّ" في جنين، فيما أعلنت حماس مقتل ثلاثة من مقاتليها. وقالت وزارة الصحّة إنّ القتلى الثلاثة هم "الشهيد بهاء جمال لحلوح (23 عاما) والشهيد محمد جمال فلو (28 عاما) والشهيد محمد عزمي الحسنية (34 عاما)". كما نقلت وزارة الصحّة عن الهيئة العامة للشؤون المدنيّة "استشهاد محمد كامل عوني أبو ميزر وعبد الرحمن طلال أبو سنينة برصاص الاحتلال صباح الجمعة عند مدخل مدينة الخليل الشمالي". في الضفّة الغربيّة التي تحتلّها إسرائيل منذ 1967، قتل أكثر من 190 فلسطينيا في مواجهات مع قوّات إسرائيليّة أو مستوطنين منذ 7 تشرين الأوّل/أكتوبر، وفق وزارة الصحّة في رام الله. وأعلن حزب الله الجمعة شنّ هجمات على عدد من المواقع وتجمّعات لجنود في الجانب الإسرائيلي من الحدود، مؤكدا أنه استعمل في إحداها "محلقتَين انقضاضيّتَين هجوميّتَين". وأعلن الجيش الإسرائيلي في بيان قصف "بنى تحتيّة" و"مراكز قيادة عملياتيّة" لحزب الله باستخدام مروحيّات ومقاتلات.

مشاركة :