ياسر رشاد - القاهرة - دخلت شحنة وقود أولى إلى "قطاع غزة" بعد ضوء أخضر إسرائيلي، فيما حطت أجنحة الرحمة في دولة الإمارات مُحمّلة بدفعة أولى من أطفال مُصابين من القطاع، ونفد الوقود لدى مُعظم مستشفيات غزة ما يُحوّل دون تشغيل مولداتها، وأعلنت وزارة الصحة التابعة لـ"حماس"، وفاة 24 شخصًا في مجمع الشفاء خلال يومين بسبب انقطاع الكهرباء، بينما يُواصل الاحتلال الإسرائيلي عملياته في القطاع الفلسطيني. وأعلن مدير مستشفى ناصر في خان يونس بوسط قطاع غزة، اليوم السبت، أن 26 شخصًا قُتلوا في قصف استهدف 3 مبانٍ سكنية في المدينة، وقال لوكالة فرانس برس إن "هذه الضربة الجوية التي وقعت في منطقة حمد أدت أيضًا إلى إصابة 23 شخصًا بجروح خطيرة". وأصبح مستشفى الشفاء، الأكبر في القطاع، محورًا للعمليّة التي تنفذها إسرائيل وسط اتهامها حماس باستخدام المستشفى مركزًا للقيادة، وهو ما تنفيه الحركة. وتُقدّر الأمم المتحدة بأن 2300 شخص ما زالوا في مجمع الشفاء، وسبق لمدير المستشفى محمد أبو سلمية أن حذّر من أن الوضع في الشفاء "كارثي". ونفد الوقود لدى معظم مستشفيات غزة ما يحول دون تشغيل مولداتها. وجاء ذلك بعيد إعلان مستشار الأمن القومي لرئيس الوزراء الإسرائيلي تساحي هنغبي أن مجلس الحرب "وافق بالإجماع على توصية مشتركة للجيش الإسرائيلي والشين بيت (الأمن الداخلي) بالامتثال لطلب الولايات المتحدة والسماح بدخول شاحنتين لوقود الديزل يوميا". وذكر المسؤول أن شاحنات الوقود ستمر عبر معبر رفح الحدودي مع مصر من خلال وكالات الأمم المتحدة وصولا إلى المدنيين في جنوب قطاع غزة شرط عدم وصولها إلى حماس. ومساءً، أعلنت هيئة المعابر في غزة دخول 17 ألف لتر وقود للقطاع لضمان تشغيل شبكة الاتصالات المهمة لتنسيق الشؤون الإنسانية. وصلت طائرة أولى تحمل على متنها 15 شخصا من الأطفال وعائلاتهم، في إطار مبادرة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، بعلاج ألف طفل فلسطيني برفقة عائلاتهم من قطاع غزة في مستشفيات دولة الإمارات. وحطت الطائرة القادمة من مطار العريش في جمهورية مصر العربية، في مطار أبوظبي، وعلى متنها أطفال في أمس الحاجة للمساعدة الطبية ممن يعانون من إصابات وحروق شديدة، ومرضى سرطان يحتاجون إلى علاج حثيث. وأكدت مها بركات مساعد وزير الخارجية لشؤون الصحة في دولة الإمارات، أن جميع الطواقم الطبية والصحية والمستشفيات في الدولة على أتم الاستعداد لاستقبال باقي الأطفال وعائلاتهم، وتقديم الرعاية الشاملة والمتكاملة لعلاجهم وتوفير أفضل الخدمات التخصصية، وفقا للمعايير الدولية حتى تماثلهم للشفاء وعودتهم. وأضافت: "سارعت دولة الإمارات منذ بدء الأزمة بتقديم المساعدات والإمدادات الإنسانية العاجلة لقطاع غزة". وتجسد هذه المبادرات نهج دولة الإمارات والتزامها التاريخي في دعم الشعب الفلسطيني والتخفيف من حدة الأزمة الإنسانية التي يواجهها وخاصة من الفئات الأكثر ضعفا وفي مقدمتها الأطفال. لا تزال قضية الرهائن المحتجزين في غزة، وبينهم أجانب، مدار بحث بين عدد من الأطراف، وخطفت حماس نحو 240 رهينة وفق الجيش. وأثار الرئيس الأمريكي جو بايدن مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، الحاجة الملحّة للإفراج عن "جميع الرهائن". وكان بايدن أبدى الأربعاء "تفاؤلا معتدلا" بإمكان توصّل إسرائيل وحماس إلى اتّفاق حول إطلاق قسم من الرهائن. كما جدّد منسّق الشؤون الإنسانيّة في الأمم المتحدة مارتن غريفيث الدعوة إلى إطلاق جميع الرهائن في غزّة بلا شروط. وكانت السلطات الإسرائيليّة ربطت بين مستشفى الشفاء والبحث عن الرهائن. وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو لشبكة "سي بي إس" الأميركيّة "لدينا مؤشّرات قويّة على أنّ الرهائن كانوا محتجزين في مستشفى الشفاء، وهذا أحد الأسباب التي دفعتنا لدخوله. لكن إذا كانوا هنا، فقد نُقلوا إلى مكان آخر". وأعلن الجيش الإسرائيلي الجمعة أنه عثر في مبنى محاذٍ للمستشفى على جثّة الجندية نوعاه مارسيانو (19 عاما) التي كانت رهينة لدى حماس وسبق وأعلن مقتلها الثلاثاء. من جهته، قال أبو عبيدة، المتحدّث باسم كتائب عزّ الدين القسّام، الجناح العسكري لحماس، إنّ الحركة عرضت "إتمام صفقة تبادل منذ بداية المعركة لحلّ هذه القضيّة الإنسانيّة". نزح أكثر من 1,65 مليون شخص داخل القطاع الذي يعدّ 2,4 مليون نسمة منذ اندلاع الحرب، خصوصا بعدما أنذر الجيش الإسرائيلي سكّان شمال غزّة بضرورة النزوح إلى جنوب القطاع. إلا أنّ الفلسطينيّين لا زالوا يواجهون القصف المتواصل حتّى خلال النزوح. وفجر الجمعة، كان مخيّم النصيرات وسط القطاع هدفا لقصف نفّذه سلاح الجوّ الإسرائيلي، وأدّى إلى تدمير سبعة منازل ومبانٍ سكنيّة وإلى مقتل 18 شخصا بينهم ثلاثة أطفال، وفق مسؤولين صحّيين. وفي ظلّ الحصار الإسرائيلي على القطاع منذ بدء الحرب، لا يجد الآلاف مأوى. كما أنّ هناك أزمة إنسانيّة كبيرة ونقصا حادا في الغذاء وانقطاعا لمياه الشرب. وفي هذا الصدد، جدّدت الأمم المتحدة الجمعة الدعوة إلى "وقف إنساني لإطلاق النار" للسماح بإيصال المساعدات. من جهته، طالب رئيس السلطة الفلسطينيّة محمود عبّاس خلال استقباله مسؤول السياسة الخارجيّة في الاتّحاد الأوروبّي جوزيب بوريل الجمعة بـ"الضغط" على إسرائيل لوقف الحرب وتسريع إدخال المساعدات الإنسانيّة إلى قطاع غزّة". ومع ارتفاع عدد الضحايا، طلبت خمس دول موقّعة على معاهدة إنشاء المحكمة الجنائيّة الدوليّة إجراء تحقيق بشأن "الوضع في دولة فلسطين"، حسبما أعلن المدّعي العام للمحكمة كريم خان، مؤكّداً أنّ مكتبه كان قد فتح تحقيقاً في الوضع. تتواصل المواجهات اليوميّة والعمليّات العسكريّة الإسرائيليّة في الضفّة الغربيّة، حيث قُتل خمسة أشخاص وأصيب آخران في قصف استهدف مخيم بلاطة للاجئين في نابلس، حسبما أعلن الهلال الأحمر الفلسطيني الجمعة. وذكرت إدارة المخيم أن ضربة جوية أصابت مبنى يضم مقرا لحركة فتح. ولم يؤكد الجيش الإسرائيلي على الفور حصول هذه الضربة. وقُتل الجمعة أيضا سبعة فلسطينيّين برصاص القوّات الإسرائيليّة في جنين والخليل، حسب الجيش الإسرائيلي ووزارة الصحّة الفلسطينيّة. وأعلن الجيش الإسرائيلي الجمعة أنّه قتل "خمسة إرهابيّين على الأقلّ" في جنين، فيما أعلنت حماس مقتل ثلاثة من مقاتليها. وأعلن حزب الله الجمعة شنّ هجمات على عدد من المواقع وتجمّعات لجنود في الجانب الإسرائيلي من الحدود، مؤكدا أنه استعمل في إحداها "محلقتَين انقضاضيّتَين هجوميّتَين". وأعلن الجيش الإسرائيلي في بيان قصف "بنى تحتيّة" و"مراكز قيادة عملياتيّة" لحزب الله باستخدام مروحيّات ومقاتلات. أعلنت "قوات الاحتلال الإسرائيلي"، أنها هاجمت عشرات الأهداف في قطاع غزة إضافة لمواقع إطلاق صواريخ وإنتاج أسلحة، حسبما أفادت صُحف دولية، اليوم السبت.
مشاركة :