الفنان عبدالله السعدي يمثل دولة الإمارات في الدورة الـ60 من المعرض الدولي للفنون في بينالي البندقية. وعن هذه المشاركة قال في حوار لـ«الاتحاد»: أتشرف بتمثيل دولة الإمارات في هذا المحفل الدولي، وهذه المهمة الوطنية ترافقها مسؤولية أكبر، وأنا ممتن وسعيد بهذه الفرصة التي ستتيح لي التعبير عن رؤيتي الإبداعية وممارساتي الفنية بجانب نخبة من أبرز وأشهر الفنانين القادمين من جميع أنحاء العالم. ولاشك أن بينالي البندقية يعد بمثابة ملتقى عالمي بارز يجتمع فيه العديد من الفنانين والمبدعين من شتى المجالات الفنية والتخصصات الإبداعية في كل نسخة من معرضه الفني الدولي، الذي ينعقد مرة كل عامين، لمشاركة آرائهم وأفكارهم الملهمة، وكذلك المساهمة في إثراء الحوار الفني العالمي. وعلى الصعيد الوطني، فإن المشاركة في هذا الحدث الدولي، بالتعاون مع القيّم الفني طارق أبوالفتوح من خلال الجناح الوطني لدولة الإمارات، هي فرصة عظيمة ستسمح لنا بتسليط الضوء على قصة محلية جديدة تلهم الحضور والمشاركين، ولسردها أهمية كبيرة ضمن الحوارات العامة في بينالي البندقية. ولا أخفيكم مدى سعادتي وفخري بكوني أحد أعضاء فريق العمل الذي يمثل دولة الإمارات في هذه التظاهرة الفنية، باعتبارها حدثاً بارزاً ومتميزاً على خريطة الفنون الدولية. مشهد ثقافي حيوي وعن العوامل التي رافقت نهضة الفنون التشكيلية في الإمارات وارتقت بها حتى وصلت إلى هذا المستوى من التطور، وأصبحت في صدارة المشهد الفني في العالم، قال الفنان السعدي: يعزى نمو المشهد الفني المعاصر وتطوره في دولة الإمارات إلى جملة من العوامل الرئيسية، بما فيها التزام الدولة ببناء مشهد ثقافي حيوي ونشط عبر التعاون مع مؤسسات ومبادرات وطنية مثل الجناح الوطني لدولة الإمارات وغيره من المؤسسات الرائدة الأخرى، التي تدعم بشكل عام المشهد الفني المتنامي. فهذه المؤسسات تمنح الفنانين منصة بارزة لتقديم أعمالهم الفنية وتفعيل دورهم في تمثيل الإمارات، كما أنها تعد بمثابة جسر يربط بين المجتمع الفني المحلي ونظيره الدولي. وفضلاً عن ذلك، يعتبر التراث الثقافي الغني لدولة الإمارات، جنباً إلى جنب مع بيئتها الحضرية والعصرية، مصدراً لإلهام العديد من الفنانين والمبدعين، وهو ما يحثهم دوماً على استكشاف الموضوعات والقصص المحلية التي تمزج بين التقاليد والحداثة، وقد ساهم ذلك في تعزيز مكانة الإمارات كوجهة بارزة على خريطة الفنون الدولية. الفنانون الرواد والشباب وبالسؤال عن مدى التواصل بين الرواد والشباب في مجال الفن، وما هي النتائج الإيجابية التي انعكست على التجربة التشكيلية في الإمارات بفعل ذلك التواصل، أجاب الفنان السعدي بقوله: يمثل التواصل بين رواد الفنون وجيل الشباب حافزاً قوياً لنمو وتوسع المشهد الفني، فهو يشكل جسراً حيوياً يردم الفجوة القائمة بين الأجيال الفنية المختلفة، كما يفتح أفقاً أوسع لتبادل الآراء والأفكار الجديدة. وهذه الجهود والمساعي قادت الإمارات إلى نتائج إيجابية ورائعة للغاية، إذ يستشرف الفنانون من أبناء جيل الشباب رؤاهم وأفكارهم تحت إشراف وتوجيهات أساتذتهم ومرشديهم. وعلى الجانب الآخر، يستفيد أيضاً رواد الفنون من الحماسة الكبيرة والأفكار المبتكرة التي تحملها هذه المواهب الناشئة. وبالفعل، يسهم هذا التعاون الثنائي في حفز نمو المشهد الفني والثقافي، مما يرسي بيئة فنية حيوية ومتنوعة تلبي تطلعات الجمهور من مختلف الأعمار. رعاية ودعم وعن رعاية مؤسسة سلامة بنت حمدان آل نهيان للفن والثقافة، وتهيئة الفرص للشباب من خلال إيفادهم لإغناء وتعميق تجاربهم الفنية، إلى جانب الفوائد التي أضافتها هذه الرعاية للحركة الفنية الشبابية، قال الفنان عبدالله السعدي: لاشك أن الدعم المقدم من مؤسسة سلامة بنت حمدان آل نهيان للمشهد الفني والثقافي، ولاسيما من خلال برامجها ومبادراتها المخصصة لدعم الفنانين الناشئين، قد ساهم بشكل كبير في إثراء الحركة الفنية الشبابية بدولة الإمارات. دعم الفنانين الشباب وقال السعدي: نجحت مؤسسة سلامة بنت حمدان آل نهيان للفن والثقافة، من خلال خلق الفرص الواعدة وتوفير الأدوات والموارد اللازمة، في تمكين الفنانين الشباب من إطلاق العنان لقدراتهم الإبداعية وصقل مهاراتهم الفنية. ولا يقتصر دور المؤسسة على دعم الشباب والفنانين الناشئين فحسب، بل يمتد أيضاً ليشمل الجهود والمساعي المبذولة في صياغة مستقبل المشهد الفني المحلي ورفد مسيرة توسّع الحركة الثقافية إلى جانب تعزيز الطاقات الإبداعية وبناء جيل واعد من المبتكرين والمبدعين.
مشاركة :