تعثر مفاوضات «جنيف» وكيري يبحث مصير الأسد بروسيا

  • 3/24/2016
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

عواصم (وكالات) تعثرت مفاوضات جنيف بين وفد الحكومة السورية ووفد الهيئة العليا للمعارضة، في ظل تمسك الطرفين بمواقفهما المتباعدة، مما دفع بالمبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا إلى طلب المعونة من واشنطن وموسكو، التي وصلها وزير الخارجية الأميركي جون كيري الذي يعتزم بحث مصير الرئيس السوري بشار الأسد مع القيادة الروسية، وكيفية دفع المفاوضات المتعثرة. وقالت مصادر غربية إن دي ميستورا طلب المعونة من موسكو وواشنطن إزاء تعثر مفاوضات جنيف، والمسألة لا تتعلق بطلبات لهذا الطرف أو ذاك، بل بغياب تام للثقة بين طرفي المفاوضات، ورغبة كل منهما في تطويع طاولة المفاوضات لمصلحته بالكامل، من دون اعتبار لمعطيات الواقع السياسي والميداني في سوريا، أو معطيات الواقع الإقليمي والدولي.وأوضحت أن المعارضة، تريد مفاوضات تنتهي فورا إلى تغيير سياسي واضح، وشبه كامل في بنية منظومة الحكم، مستندة في ذلك إلى نصوص في قرارات الأمم المتحدة، ومواثيق التفاهم الدولية. والأمر نفسه بالنسبة إلى دمشق، التي تتمسك هي بالمقابل بفقرات، نصت عليها قرارات الأمم المتحدة، ومواثيق التفاهمات الدولية. وأضافت أن المشكلة الأولى هي الانتقال السياسي، التي تعد أم القضايا بحسب الأمم المتحدة، على أساس أن جوهر الأزمة السورية سياسي بالدرجة الأولى، حتى وإن اتخذ الصراع أبعادا إقليمية ودولية. غير أنه من دون حل للمشكلة السياسية الداخلية فلا مجال لحل الأزمة برمتها.وذكرت المصادر أن المعارضة تريد البدء وفقا لخريطة الطريق، التي تشدد على مرحلة انتقالية مدتها 18 شهرا، تبدأ بتشكيل حكم ذي مصداقية وغير طائفي، ثم كتابة دستور جديد يليه إجراء انتخابات، على أن يترك مصير الرئيس بشار الأسد إلى مرحلة لاحقة غير معروفة.لكنها تطالب الدخول في مفاوضات الانتقال السياسي، لأن «جنيف-3»، عقد لأجل هذا الهدف، أي من أجل الاتفاق خلال فترة زمنية مدتها 6 أشهر على تفاصيل المرحلة الانتقالية، ومنها شكل الحكم.وقالت المصادر إن مطالبة المعارضة برحيل بشار الأسد في بداية المرحلة الانتقالية عقد الأمر، لأنه يخالف المواثيق الدولية، ومطالب معظم الدول الغربية الفاعلة في الساحة الدولية، التي قبلت ببقاء الأسد خلال المرحلة الانتقالية، حيث لا وجود لنص يدعو إلى رحيله سواء في بداية المرحلة الانتقالية أم في نهايتها. وأضافت أن وفد الحكومة لا يريد في الأساس التفاوض على المرحلة الانتقالية، التي هي جوهر القضايا بحسب دي ميستورا، ويريد العودة للمربع الأول: أولوية محاربة الإرهاب، دون مراعاة للتطورات الحاصلة، وأهمها الانسحاب العسكري الروسي لإعطاء دفعة للتسوية السياسية. وقالت المصادر إن دمشق تريد تطويع المفاوضات لمصلحتها، وتصريح مندوب سوريا الدائم في الأمم المتحدة بشار الجعفري بعد لقائه دي ميستورا أمس لا لبس فيه، حين قال «ركزنا على قضية تهمنا وتهم العالم أجمع، وهي مكافحة الإرهاب، وشرحنا أنه يشمل إرهاب الأفراد والتنظيمات والكيانات، وتحدثنا عن مخاطر قيام دول بدعم الإرهاب تحت مسميات عدة، ومسألة الأسد لاعلاقة لها بالمفاوضات، وإجراء انتخابات مجلس الشعب مسألة سيادية وتصرف ديمقراطي، يتطلبه الحفاظ على مؤسسات الدولة». لكن دي ميستورا رد عليه قائلا «سألت الجعفري حول رؤيته للمرحلة الانتقالية، فكان جوابه أنه من المبكر الحديث عنها، لا توجد خطط بديلة للمفاوضات الجارية في جنيف، الانتقال السياسي هو القضية الأساسية، لا شك في ذلك، لدى جميع أعضاء مجلس الأمن، وقد أبلغت الجعفري بضرورة أن نكون واقعيين». وأمام هذا الوضع، يبدو أن المفاوضات تسير نحو نفق مظلم مما قد يؤدي إلى تفجير الواقع الميداني وإلغاء الهدنة، وفقا لدي ميستورا، حين قال إن الهدنة الهشة ما زالت صامدة، لكن عدم تحقيق تقدم سياسي سيؤثر سلبا عليها. ... المزيد

مشاركة :