عهود الرومي: آليات متطورة لقياس السعادة في المجتمع

  • 3/24/2016
  • 00:00
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

لمشاهدة الغرافيك بالحجم الطبيعي اضغط هنا استعرضت معالي عهود بنت خلفان الرومي وزيرة دولة للسعادة خلال حوار السعادة والإيجابية الذي حضره رؤساء ومديرو تحرير الصحف ووسائل الإعلام الوطنية وعدد من رواد ونشطاء شبكات التواصل الاجتماعي بالدولة أبرز ملامح البرنامج الوطني للسعادة والإيجابية والمحاور الأساسية التي يقوم عليها. ونوهت معاليها إلى أن الوزارة بصدد تطوير الأدوات الخاصة بها والتي تتناسب مع خصوصية دولة الإمارات لقياس السعادة بطريقة علمية وبكفاءة عالية. وأضافت: نهدف إلى التعرف إلى ما يسعد كل فئة في المجتمع لنتمكن من تطوير سياسات وبرامج، عن طريق إجراء مسح واستبيان لقياس السعادة على مستوى الدولة، وسنستفيد من شراكاتنا وعلاقاتنا القوية مع الجامعات الوطنية ومراكز الأبحاث العلمية لإجراء مسح دقيق يحدد الجوانب الكفيلة بتحقيق السعادة للناس وأكدت معاليها أن تحقيق السعادة إرث وثقافة في دولة الإمارات منذ تأسيسها ونهج أسسه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي وضع سعادة الوطن والمواطن على رأس أولويات الاتحاد. وقالت معاليها إن دولة الإمارات بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، تتبنى هذا النهج وتعززه عبر العديد من المبادرات والسياسات. أساس حياة وأوضحت أن السعادة باتت موضوعاً علمياً لا مجرد شعار أو توجه، وأن الحكومة تؤسس لتجربة جديدة تتجاوز الأبعاد الفلسفية للسعادة إلى الجانب العلمي، فالسعادة مجال للبحث والدراسة والقياس يستند إلى أدوات علمية، مبينة أن اكبر الجامعات حول العالم وأكثرها عراقة كـ هارفارد تدرس السعادة، ولديها 29 بروفيسور لتدريس السعادة في كلية الطب، ويوجد في موقع أمازون 78 ألف عنوان يتناول موضوع السعادة، و58 محاضرة في TED عن السعادة يشاهدها 100 مليون شخص، إضافة إلى مؤسسات وجهات عالمية تقيس وتقيم مستويات السعادة لدى مختلف الشعوب. خطط وبرامج وذكرت أن الإمارات تحديداً لها خطط وبرامج وسياسات لتتوافق مع هذا المفهوم، وأن الحكومة فيها متضامنة لتقديم السعادة سواء على الصعيد المحلي أو الاتحادي أو الخاص، مبينة أن الحكومة الاتحادية فيها ما يزيد على 50 جهة متنوعة، وتضم أكثر من 90 ألف موظف، وميزانيتها تصل إلى 48.5 مليار درهم، كلها مسخّرة لتحقيق السعادة لمجتمع الإمارات. وأضافت: سألني كثيرون عبر مواقع التواصل الاجتماعي وممن أعرفهم، عن مفهوم سعادة المجتمع، برأيي هي السعادة المستدامة التي تبقى للأجيال القادمة، هي التي يتم النظر إليها عبر حفظ حقوق كل فئات المجتمع من إماراتيين ومقيمين وزوار. البرنامج الوطني وشرحت معالي الرومي البرنامج الوطني للسعادة والإيجابية الذي تتمحور رؤيته حول أن تكون الإمارات اكثر الدول سعادة في العالم، ورسالته: إن تكون السعادة أسلوب حياة والهدف الأسمى للعمل الحكومي في الدولة، ويتضمن سبعة أهداف هي: مواءمة خطط الدولة وبرامجها وسياساتها وتشريعاتها لتحقيق الإيجابية وسعادة المجتمع، وتحفيز الجهات الحكومية والخاصة لإطلاق وتبني المبادرات والمشاريع والسياسات لتحقيق السعادة والإيجابية والتنسيق مع الجهات المعنية لتنفيذها، وترسيخ ثقافة السعادة والإيجابية كأسلوب حياة في الدولة ونشر الوعي بأهميتها، وتطوير مؤشرات لقياس مستوى السعادة في الجهات الحكومية وعلى مستوى الدولة، ومتابعة أداء الدولة في مؤشرات السعادة العالمية، والترويج للدولة وتعزيز سمعتها كمركز عالمي للسعادة والإيجابية. محاور رئيسية كما ينقسم البرنامج إلى ثلاثة محاور رئيسية، الأول: السعادة والإيجابية في العمل الحكومي، ويتناول العديد من المبادرات التي ستقوم بها الحكومة لتعزيز بيئة السعادة والإيجابية والارتقاء بمستوى الخدمات لإسعاد الناس، وتحويل مراكز خدمة المتعاملين إلى مراكز سعادة المتعاملين، وتحويل مسميات موظفي خدمة المتعاملين إلى موظفي إسعاد المتعاملين، وإطلاق ميدالية أبطال السعادة والإيجابية لتكريم موظفي الصف الأمامي، وإصدار دليل سعادة المتعاملين، وقياس سعادة المتعاملين، والثاني: السعادة والإيجابية كأسلوب حياة، ويتناول تعزيز السعادة والإيجابية في المجتمع عبر إطلاق العديد من المبادرات المجتمعية، وتحفيز السعادة المؤسسية في القطاع الخاص، وإطلاق جائزة أسعد بيئة عمل لمؤسسات القطاع الخاص في الدولة، وإطلاق تصنيف مؤسسات القطاع الخاص في الدولة بحسب مستوى السعادة، والثالث: قياس السعادة والإيجابية عبر إطلاق مؤشرات لقياس التقدم في السعادة والإيجابية، وتنفيذ مسوحات خصوصاً، وتصميم مؤشرات، وإعداد تقرير سنوي للسعادة، وعمل مسح عبر وسائل التواصل الاجتماعي. كما أشارت معاليها إلى أن محور قياس السعادة والإيجابية سيقيس لدى الأطفال، الخدمات الصحية، والاستقرار السكني، والوالدين، وبالنسبة للمراهقين سيقيس، التعليم، والأصدقاء، والرياضة، وبالنسبة للشباب، فرص العمل، والخدمات الصحية، والاستقرار السكني، والزواج، ولكبار السن: خدمات التقاعد. وأضافت: ركزنا في المرحلة الأولى على الحكومة لأنها المكلفة بتهيئة البيئة المناسبة لإنجاح جهود تحقيق السعادة والإيجابية في المجتمع، موضحة أن معظم المبادرات الخاصة بالحكومة من اجل تكريس البرامج والسياسات الإيجابية في الحكومة الاتحادية، نظراً لأهمية بيئة العمل، إذ إن الدراسات العالمية تشير إلى ان الموظف السعيد يقدم ضعف انتاجه، ويشعر بالطاقة والحيوية 6 مرات اكثر من غير السعيد، ويستغل ثلث اجازاته المرضية فقط، ويركز بنسبة 80% على عمله، فيما ان الموظف غير السعيد يركز على عمله بنسبة 40% فقط، وتخسر مؤسسته بسببه 100 يوم عمل أي ما يقارب ثلاثة شهور ونصف الشهر. وبينت انه على الرغم من هذه الأرقام المهمة الا ان 12% فقط من الشركات والمؤسسات حول العالم تهتم ببيئة العمل، و 90% من الموظفين أو الراغبين في العمل يبحثون في المقابل عن بيئة العمل، حتى وان كان الراتب مرتفع وبيئة العمل غير مناسبة فإن الموظف يفضل البيئة على الراتب، مؤكدة انه لهذا السبب اهتمت الدولة ببيئة العمل ووضعت نموذجاً للسعادة والإيجابية في الحكومة الاتحادية. وزيرة السعادة: إعلامنا خير داعم في تشكيل الوعي المجتمعي أكدت معالي عهود بنت خلفان الرومي، وزيرة دولة للسعادة، خلال حوار السعادة والإيجابية الذي حضره رؤساء ومديرو تحرير الصحف، الدور المحوري لوسائل الإعلام والإعلاميين في نشر ثقافة ومفهوم السعادة لدى المجتمع بكل فئاته، فيما طالبها الإعلاميون الحاضرون ببرنامج خاص لهم عن السعادة، ووعدت بدورها بتنفيذه، وقالت: نعوّل كثيراً على دور الشركاء في مختلف القطاعات المجتمعية والخاصة لمشاركتنا بدور فاعل في هذا المجال، ونحن على يقين بأن إعلامنا الوطني سيكون خير داعم ومساند لنا في جهود تشكيل الوعي المجتمعي في موضوع السعادة وكيف نكون سعداء، وفي التعريف بمبادرات وجهود الحكومة في هذا المجال، ونؤكد أهمية التعاون مع الشركاء في مختلف القطاعات ومع الإعلام في نشر المعلومات والبيانات الخاصة بالسعادة. مواقف وذكرت معالي الرومي، خلال المؤتمر الصحافي، مواقف عدة تعرضت لها، كانت عبارة عن مطالب الناس لها بتحقيق سعادتهم، من بينها مطلب لفئة من الشباب بإلغاء الرادارات على الشوارع والطرقات، مؤكدةً بابتسامة عريضة أن السعادة يتعين أن تكون للجميع، لا لفئة على حساب أخرى، بحيث تسعد هذه الفئة فيما تتضرر أخرى بسبب السرعة. مطلب آخر من الطلاب، وهو إلغاء المدارس، وهو ما أثار ضحك الحضور، حيث أكدت الرومي من جديد أن مفهوم السعادة هو الاستدامة، فبعد 25 سنة من الآن سيجد هؤلاء الطلاب أنفسهم تعساء لعدم حصولهم على شهادة تؤهلهم لحياة أفضل. عدد من الصحافيين ذكروا أنهم أكثر الناس تعاسة لتعاملهم اليومي مع الأخبار والحوادث، ونظراً إلى طبيعة العمل المنهكة للصحافة أيضاً، وطالبوا الوزيرة ببرنامج للسعادة خاص بهم، ووعدتهم بتحقيقه قريباً. موقف آخر شعرت فيه الوزيرة بالسعادة التي توفرها الدولة وتقدمها عبر خدماتها لأبنائها، وذلك عند قرب موعد سفرها لأحد الدول الأوروبية لحضور مؤتمر مهم، وكانت فيزا الشنغن الخاصة بها منتهية، مبينةً أن الأمر كله لم يستغرق أكثر من دقائق عدة في المطار، وموجهةً الشكر والتقدير إلى الدولة، وإلى سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي.

مشاركة :