مقالة خاصة: رائحة الموت تسيطر على قطاع غزة المحاصر وسط استمرار الهجمات الإسرائيلية

  • 11/20/2023
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

بشكل هستيري، صرخ الطبيب الفلسطيني إياد زقوت بأن "رائحة وأنفاس الموت تنتشر في كل متر" من مستشفى كمال عدوان في شمال قطاع غزة بعد دخوله في حالة صدمة شديدة بعد يوم آخر مدمر من هجمات إسرائيل التي لم تتوقف منذ بداية الحرب على القطاع المحاصر. وقال زقوت بغضب غير معهود على الأطباء "إننا في مستشفى المأساة"، بينما كان يحيطه عن يمينه ويساره عدد كبير من الجرحى الذين تدفقوا إلى ساحة الاستقبال الرئيسية من المستشفى عقب استهداف الطائرات الحربية الإسرائيلية لمدرسة الفاخورة التي تديرها وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) في جباليا شمال القطاع يوم الجمعة. وأدى القصف الإسرائيلي إلى قتل ما يزيد عن 200 فلسطيني وإصابة العشرات الآخرين عدد كبير منهم في حال الخطر. هذا اليوم لم يكن سوى مستشفى كمال عدوان هو الذي يستقبل الضحايا من كل مدينة غزة وشمالها بحسب الطبيب زقوت الذي ظل يضرب كفا بكف تعبيرا عن العجز. وقال زقوت لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن الجميع ينتظر الإسعاف الأولي فقط ولا يوجد أي خدمات طبية أخرى يمكن أن نقدمها. وتكدست جثث القتلى بأكفان بيضاء مليئة ببقع الدم في الأرجاء بينما يبدو المشهد كأبشع كابوس للناجين حتى الآن لا سيما الأطفال. وبدى أشقاء الرضيع حمود عودة الذي قتل في الجريمة الجديدة، مجروحين ومصدومين بينما كان والدهم يحمل جثمانه الذي تتساقط منه الدماء ويسير على قدميه كمن يبدو تائها في البحث عن كفن لجسد صغيره. ويقول أحمد عودة، والد الطفل إن صغيره قتل في قصف إسرائيلي على مدرسة الفاخورة للاجئين في مخيم جباليا للاجئين، وانتشله جثة هامدة إلى المستشفى. ولم يضف بشيء، كان بكاء أطفاله الثلاثة سيد الموقف بينما ينزفون دماء من مناطق مختلفة من أجسادهم الشاحبة بالسواد. وتحدث ناجون عن تراكم عشرات الجثث في أعقاب الهجوم، مشيرين إلى أن المدرسة تعرضت للقصف في وقت سابق من هذا الشهر وقتل وجرح فيها العشرات كذلك. وصرح المفوض العام للأونروا فيليب لازاريني في بيان بأنه لا يمكن لقصف المدارس في غزة أن يصبح أمرا اعتياديا، ويجب أن يتوقف الآن. وأضاف لازاريني أنه لا يمكن الانتظار أكثر من ذلك لفرض هدنة إنسانية فورا في قطاع غزة. وفي أماكن أخرى، بشمال غزة، قتل ما لا يقل عن 63 فلسطينيا لدى وصولهم إلى المستشفى الإندونيسي، حسبما أفاد مصدر طبي لـ((شينخوا)). وجاء الهجوم على مخيم جباليا في أعقاب سلسلة من الهجمات القاتلة التي نفذها الجيش الإسرائيلي شمال القطاع، بما في ذلك في بيت لاهيا وبيت حانون ومدينة غزة. ورصدت منظمات حقوقية هجمات إسرائيلية على مدارس الفاخورة في مخيم جباليا و تل الزعتر وأبو حسين في بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة، وقبل ذلك قصف مدرستي الفلاح) والموهوبين في مدينة غزة ما أسفر عن مئات القتلى والجرحى خلال 48 ساعة الماضية. ويضغط الجيش الإسرائيلي على تهجير جميع سكان مدينة غزة وشمالها ويقول إنه سمح بطريق الإخلاء إلى منطقة جنوب وادي غزة. لكنه في الوقت ذاته، شن هجمات مدمرة في مناطق جنوب وادي غزة، التي تم استهدافها منذ أسابيع على الرغم من الأوامر الإسرائيلية المتكررة لفرار مليون فلسطيني في الشمال إلى هناك. وقال الناطق باسم وزارة الصحة في غزة أشرف القدرة إنه حتى في المناطق التي حددها الجيش الإسرائيلي على أنها مناطق آمنة في جنوب وادي غزة تستمر الضربات الجوية القاتلة. وبحسب مسئول في طواقم الإنقاذ تحدث لـ((شينخوا))، فإن ما لا يقل عن 41 شخصًا قتلوا في غارات جوية إسرائيلية على منازل في خان يونس من بينهم أطفال. وفي أماكن أخرى في الجنوب، أدت غارة جوية إسرائيلية على منزل في دير البلح إلى مقتل ستة فلسطينيين، بحسب مسعفين. وأعلن المكتب الإعلامي الحكومي الذي تديره حركة حماس عن أكثر من 18 ألف فلسطيني بين قتيل ومفقود في قطاع غزة جراء هجمات إسرائيل منذ السابع من أكتوبر الماضي. وقال مدير المكتب الإعلامي الحكومي إسماعيل الثوابتة في مؤتمر صحفي في خان يونس إن عدد المفقودين بلغ حتى الآن أكثر من 6000 تمنع إسرائيل الوصول إليهم. وأوضح أن حصيلة عدد القتلى المسجلين رسميا تجاوزت 12300 من بينهم نحو 5 آلاف طفل و3300 امرأة، في وقت بلغ عدد الإصابات أكثر من 30 ألفا معظمهم من الأطفال والنساء. ومع توالي الهجمات يقتل ويجرح المزيد من الفلسطينيين حتى أن الكثير من الناجين يقولون إن الموتى فقط هم من في سلام في غزة. ومنذ السابع من شهر أكتوبر الماضي، تشن إسرائيل عملية عسكرية واسعة النطاق ضد حماس في غزة تحت اسم "السيوف الحديدية"، بعدما شنت الحركة الفلسطينية هجوما غير مسبوق أسمته "طوفان الأقصى" على إسرائيل، أودى بحياة أكثر من 1200 إسرائيلي، بحسب السلطات الإسرائيلية.

مشاركة :