تُعد المتاحف الخاصة بمنطقة نجران من أهم الأماكن الثقافية التي تحافظ على التراث والفنون وتعرضها للجمهور، وتجعل الزائر يشعر بالاندماج مع الأعمال الفنية والمقتنيات التراثية ويعيش تجربة فريدة وممتعة ضمن إطار ثقافي ومعرفي يستعيد من خلاله حقبة زمنية لتاريخ وحضارات المنطقة وحياة الأجداد قديماً. وأسهم المهتمين بالآثار والتراث في نجران عبر متاحفهم الخاصة في الحفاظ على الموروث الثقافي والتراثي للمنطقة، كما وفروا الفرص للزوار لاستكشاف التاريخ والثقافة المحلية من خلال ما يعرض من قطع ومعروضات تراثية هامة في تلك المتاحف تعود إلى العصور القديمة والحديثة، لتكون ذاكرة حيَّة تربط الحاضر بالماضي، ومنبرًا من منابر الوعي التي تثقف جيل اليوم بتاريخ بلادهم ومجتمعهم وحضارتهم الكبيرة التي امتدت لقرون، علاوة على أنها وجهة حضارية وسياحية لزائري منطقة نجران، والمهتمين بالتاريخ والتراث وطلاب وطالبات المدارس والجامعات. ويبرز متحف "الفيصل" الخاص بمدينة نجران لمالكه سعيد بن فرج آل بشر، الذي يحتوي على مجموعة واسعة من القطع الأثرية والتراثية التي تعود إلى العصور القديمة والحديثة، ويتيح للزوار استكشاف تاريخ المنطقة وتعرف على ثقافتها من خلال ما يقدمه من معروضات تراثية للمنطقة ولتاريخ الدولة السعودية. وأوضح آل بشر، أنه عمل على أنشاء المتحف منذُ أكثر من 45 سنة ماضية من خلال جمع القطع التراثية والأثرية التي تشتهر بها المنطقة، إلى جانب مجموعة من القطع والأدوات التراثية الشعبية التي تمثل طريقة الحياة التقليدية والعادات الشعبية القديمة في نجران، إضافة إلى عرض العديد من الصور والمقتنيات التي تحكي مراحل الدول السعودية الثالثة. من جانبه أكّد مالك "متحف وقرية نجران التراثية"، ناصر مبارك الصقور حرصه على إنشاء القرية الطينية وفق التراث العمراني الذي تتميز به نجران، كما وفر بها الأدوات وآلات التي كانت تستخدم في الزراعة قديماً، كما حرص على توفير الأزياء التقليدية المحلية القديمة، مبيناً أن القرية تستقبل الوفود الطلابية والزوار من خارج المنطقة للتعرف واستكشاف تاريخ وحضارة نجران القديمة. وتحتضن منطقة نجران 5 متاحف خاصة تابعة لهيئة المتاحف وتشمل متحف "بن سويد" في محافظة حبونا بمركز الحرشف، ومتحف وحصن "الرحاب" في محافظة بدر الجنوب بمركز الرحاب، ومتحف وقرية نجران بحي دحضة، ومتحف "نوادر التراث" بحي أبا السعود، و "متحف تراث الأخدود" بحي الشرفة، التي تتنوع مقتنيات التراثية والأثرية بين جمع وحفظ القطع النادرة، والمحافظة عليها ضمن بيئة مناسبة من التلف والتدهور، كما تعمل على تعزيز الوعي الثقافي بين الجمهور، من خلال جهودها في الحفاظ على القطع التراثية وتوثيق تاريخ وموروث المنطقة، بما يسهم في بناء جسور للتواصل بين الماضي والحاضر وإثراء المشهد الثقافي والتراثي المجتمعي.
مشاركة :