يجذبك ذاك المشهد، الذي يلتحم فيه الشباب مع المسرح، ليطوقوه بحبهم وشغفهم، تاركين العنان لإبداعاتهم لتنهمر على خشبته كالمطر، ولمشاعرهم فرصة النهل من معينه الصادق المتخم عن آخره بإبداعات لا تشبه غيرها. البيان رصدت مجموعة من الشباب، اندفعوا نحو المسرح بكل حب، يتجولون بين كبار المسرحيين الموجودين في أيام الشارقة المسرحية 26، ليتعلموا من هذا، ويغترفوا المعرفة من ذاك، يتألق بعضهم على الخشبة، ويراقب البعض الآخر مبدعي أبو الفنون بكل شغف، ليتفقوا جميعهم على أن المسرح متنفسهم ومساحة الصدق الكبرى في حياتهم. متنفس بدأ الممثل المسرحي الشاب عبد الله المهيري، من فرقة مسرح دبي الشعبي، خطواته مع المسرح، منذ كان في الرابعة عشر من عمره، وعنه قال: أعشق المسرح منذ صغري، وأجده متنفساً لي، وأشعر على خشبته أنني طائر محلق في السماء. وأشار المهيري إلى أن نسبة كبيرة من الشباب لا تهتم بالمسرح، مرجعاً أسباب ذلك إلى قلة الاهتمام الإعلامي به، ومطالباً الجهات المختصة بتوصيله إلى فئة الشباب، وقال: هناك قصور في فهم المسرح لدى الشباب الذين يربطونه بالتهريج، ولذا، من الضروري أن تقوم الجهات المختصة بنشر وعي أكبر حول المسرح، وتوصيله بصورته الحقيقية إلى الجمهور. قضايا من مسرح الجامعة، انطلق الممثل المسرحي نبيل المازمي، في مشواره الفني، مشيراً إلى أن حب المسرح جذبه منذ اللحظة الأولى، وأن الجامعة صقلت حب المسرح لديه، حتى تطورت هوايته مع الوقت. وأشار المازمي، الذي شارك بعرض شكسبير منتقماً، إلى أنه لا يبحث عن الأجر أو الشهرة من وراء انضمامه للمسرح، وقال: المسرح أكبر من أي شيء آخر، فعلى خشبته أعبر أنا والشباب عن قضايانا الشخصية، وقضايا المجتمع وبعض الفئات فيه، وقد أسست مع رفاقي فرقتنا المسرحية في الجامعة، ونعلم ما يمكن أن نحصل عليه من ورائه. ولفت المازمي إلى أن المسرح يلقى اهتماماً كبيراً في الإمارات، مشيراً إلى تعدد المهرجانات فيها، وهو أمر يحسب لها. صدق صدق المسرح جذبني نحوه، هكذا بدأ الممثل المسرحي الشاب أنس عبد الله محمود، من فرقة مسرح الشارقة الوطني، حديثه، لافتاً إلى أن أبو الفنون هو العالم الذي يجد فيه نفسه، وقال: لم أجد أصدق من المسرح، فاتجهت نحوه بكل شغف، غير باحث عن مال ولا شهرة، إذ يكفيني الغنى الفكري والمعرفي والإنساني الذي أحصل عليه وأنا على الخشبة. وذكر أنس، الذي يشارك في عرض قضية ظل الحمار في الأيام، أن المسرح يمنحه فرصة التعبير عن أي معاناة يصعب التعبير عنها في الحياة، وقال: منحني المسرح الثقة بالنفس، وجعلني أكتشف ذاتي من الداخل، وأكثف البحث عن إجابات للتساؤلات المستمرة التي أطرحها على نفسي. وطالب أنس، الشباب بالتقرب من المسرح، والتعرف إليه وإلى حقيقته، لافتاً إلى أنهم سينجذبون إلى عوالمه بعد التعرف إليه عن قرب. عبَّر الشاب معاذ سلطان عن حبه للمسرح، لافتاً إلى تقديمه لبعض الأدوار في الجامعة، وقال: المسرح رائع بكل ما فيه، وبما يمنحه للممثل من مساحات للتعبير عن نفسه وإمكاناته، وعلى خشبته أجد نفسي، وأتحدث بكل مشاعري عما أريد التعبير عنه. وأشار إلى شغفه بالخشبة، مشدداً على التركيز على القضايا التي يناقشها المسرح، ومطالباً الإعلام بتسليط الضوء على أبو الفنون، وتوصيله لأكبر شريحة من الجمهور. شهرة وأضواء منذ صغره، والمسرح رفيقه المقرب، هذا ما أكده الشاب محمد علي، الذي شارك ببعض العروض في مسرح الطفل وغيرها، لافتاً إلى أن التمثيل موهبته التي تجسدت بأجمل صورها على خشبة المسرح، وقال: وجدت نفسي أتجه تلقائياً إلى المسرح، وأعشق متابعة العروض المسرحية، وأشعر بإحساس عميق تجاه الخشبة، إذ أتنفس وأنا أقف عليها، ولا أبحث من وراء المسرح لا عن المال ولا عن الشهرة، فالمسرح أكبر من الشهرة والأضواء.
مشاركة :