* إن على رجال الأعمال دورا اجتماعيا مهما في مساندة المؤلفين، ودعم الأنشطة الثقافية المختلفة، وقبل ذلك هناك دورٌ كبيرٌ غائب مع الأسف- في هذا الجانب من قبل بنوكنا المحلية وشركاتنا الكبرى . الكتاب.. ذاكرة لا تشيخ، شعار رائع في مضمونه وتصميمه، رافق معرض الرياض الدولي للكتاب لهذا العام، المعرض الذي اختتم أنشطته السبت الماضي، ولكن ذكراه لن تشيخ إذ سيجدد عهده بمحبيه في العام القادم-إن شاء الله- ومن المؤكد أن وزارة الثقافة والإعلام تقوم بعد نهاية المعرض في كل سنة بعملية تقويم شاملة له من كافة الجوانب؛ لتحييد السلبيات، والاستفادة من التجربة في التخطيط للمعرض القادم. كان معالي الدكتور عزام الدخيّل وزير التعليم السابق من أبرز الوجوه في المعرض، حيث وقع كتابه «مع المعلم» في المنصة الرئيسة، وكان إلى جانبه معلمه الأستاذ محمد اليوسف الذي ارتجل كلمة قصيرة في منصة التوقيع، وألقى أبياتًا من الشعر، وطبع الطالب -الوزير- قبلة تقدير على رأس معلمه. لقد ضاقت الساحة المحيطة بالمنصة بالناس، وانتهت الساعة المخصصة للتوقيع، ولم يتح لكثيرين وكثيرات الوصول إلى المؤلف بالرغم من محاولات التنظيم القوية من إدارة المعرض، ورجال الأمن، ورجال هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. يبدو أن معالي الدكتور عزام الدخيّل قد ترك أثرًا كبيرًا لدى الناس خلال عشرة أشهر -هي الفترة التي اعتلى فيها كرسي وزارة التعليم- ونال قبولًا ومحبة لدى المنتسبين إلى قطاعي التعليم العام والعالي، فقد كان حرص الجمهور على الوصول إليه ملموسًا؛ للفوز بتوقيعه على الكتاب، ورغبة كثيرين من التقاط صورة معه أو مجرد الحديث. أهدى إليَّ الشيخ مرضي بن خمَّاش الغامدي أكبر المؤلفين سنًا في المعرض- نسخة من كتابه «دليل ابن خماش للتراث التهامي» في طبعته الثانية، وهو كتاب ضخم وشامل عن تراث تهامة وثقافتها وطبيعتها، ومليء بالصور والشروحات الوافية لها، وكان يحيط به أبناؤه، وكانوا سعداء بمرافقته في المعرض، وقال إنه يقول الشعر، ولكنه يحتفظ بأكثر شعره لنفسه، ويُسمع بعضه أحيانًا للمحيطين به، ولكنه لم يطبع إنتاجه الشعري -العامي- وذكر أن شاعرًا مشهورًا سابقًا له يقال له ابن خمّاش أيضًا، وأنه يحفظ شيئًا من شعره، وكذلك غيره من شعراء تهامة. ضم دليل ابن خمَّاش سبعة أقسام، هي: (العادات والتقاليد، التراث، الزراعة والحرث والنحل، أدوات الصيد والقنص، الطلاء، الطبيعة والحياة الفطرية والأثرية، الأكلات والأسواق الشعبية). لفت نظري في الصفحات الأولى من الكتاب «دليل ابن خمَّاش» وجود صفحة خاصة بشكر الداعمين له في إعداد كتابه من رجال الأعمال، وهم: الشيخ علي المجدوعي –رئيس مجلس إدارة شركة المجدوعي القابضة- والشيخ سعد بن عبد الهادي الغابش، والشيخ الدكتور عبدالله بن أحمد آل علَّاف الغامدي. إن على رجال الأعمال دورا اجتماعيا مهما في مساندة المؤلفين، ودعم الأنشطة الثقافية المختلفة، وقبل ذلك هناك دورٌ كبيرٌ غائب مع الأسف- في هذا الجانب من قبل بنوكنا المحلية وشركاتنا الكبرى، إذ عليهم مسؤولية واجبة في تمويل الأنشطة الثقافية، ودعم المؤلفين، ومساندة الأندية الأدبية في المناطق والمحافظات؛ لتقوم بدورها وتنفذ برامجها دون تعثر. التقيت عن طريق صاحب الخط الجميل الأستاذ خالد السليمان بالأستاذ عبدالعزيز الخراشي حيث تربطهما صداقة متينة رغم فارق العمر بينهما. الخراشي معلم متقاعد منذ أكثر من خمسة عشر عامًا بعد أن أمضى واحدًا وأربعين عامًا في التعليم بدأ العمل معلما في عام 1961م، وما زال يحتفظ بحبه للكتاب، ويحرص على حضور فعاليات المعرض سنويًا، ويحفظ شعر الجواهري عن ظهر قلب، بل هو عاشق فريد لشعره، ويتميز بإلقاء شعري رائع، وذاكرة نشطة، كما يتميز بقدرة رائعة على التواصل. قبل سنوات في إحدى ندوات الجنادرية التقيت بالأستاذ صالح المنصور، أبي نضال كما يُكني نفسه – بحضور الدكتور رشيد الخيون الذي ذكره في كتابه (عمائمُ سود بقصر آل سعود) والتقيت بالمنصور مصادفة هذا العام في الفندق مرة، وأخرى في المعرض، وما زال يحمل ذات الأفكار. ربما لا يكترث السامع عند مناداة اسمه في مكان كمعرض الكتاب، ظنًا منه أن المنادي لا يقصده، ففي الممر الرئيس في المعرض تكرر النداء يبدو أن المنادي سار مسافة خلفي وعندما التفت وجدت الدكتور فارس الهمزاني- الأستاذ في جامعة حائل، والكاتب في صحيفة الشرق- كان أول لقاء بيننا رغم أنه ذكر لي أنه زار الخفجي من قبل. للدكتور فارس كتاب جديد في المعرض بعنوان «سعوزي» ينقل فيه سيرة مبتعث مع الاغتراب والتغيير. وقفة: يحق لكتاب «الشرق» أن يعتبوا على رئاسة تحريرها لتأخرها في تنظيم لقاء لهم؟.
مشاركة :