استيقظت في آخر يوم من السنة وأنا أردد أبياتاً للشاعر الأسباني لوركا: آه..... ياحب ما أقسى أن نتوزع بين رماد الفائت والخوف القادم من أن نجتر اليوميات. غشتني صورة بانورامية سريعة لأحداث العام الماضي بكل مافيها من خذلان، وبؤس، وخيبات كبيرة، ودماء منثورة على الطرقات وأشلاء متطايرة بين الأزقة. لم يكن العالم يوماً مكاناً مثالياً، ولم يسبب هطول عام 2013م نمو زهور النسرين في قفاري السنة، كل المسافات تلاشت ما بين جور وظلم، وكل الجمال توارى تبجيلاً لمن رحلوا عن الدنيا، ولكن لازال الأفق يتسع كثيراً لأمنيات بيضاء، ولازال هناك قلوب مخضرة برفيف الأمل وكأنها مولودة في بستان، ممتلئة بالحب كشجرة توت متوهجة، ولازال الأمل يمر بدورة زمنية داخل أرواحنا، يزهر يحترق يموت ويبعث ثم يزهر مرة أخرى، وهو قريب منا كالأنفاس وبعيد عنا كالمدى..!! *عبور:أرغب العبور إلى الآخرين… من النهر إلى الضفاف… ثم إلى النجوم.. قلت هذه الكلمات بعد أن رأيت بيت شعر للشاعر (ماشادو) كنت أعلقها كعادتي في جدار بغرفتي يحتل كل شخبطات الكون... “عندما تتحدث مع أحد اسأل سؤالك ثم أنصت.” ليت ماشادو يطلع على طبيعتنا العربية في طرح الأسئلة المعلبة والمعدة إجاباتها مسبق، ليته يعلم ان العربي لا يثق بعربي مثله، ويفترض فيه الخيانة وعدم الوفاء، ليته يعلم أننا لازلنا نتقاتل على من يطرح الأسئلة لا على من يجيب، وليته يعلم أننا فقدنا فلسطين لأننا لم نتدرب على قول كلمة (لا) عندما يمس السؤال الأرض، واننا لازلنا نعيش في التاريخ الذي سبب اجتراره كراهيتنا للحاضر، وأننا لازلنا نحكم على الإنسان من خلال (لونه,مولده, عقيدته,مذهبه) وعن كل ما يقزّم الإنسان ويفقده قيمته، أصابنا تبلد حقيقي لقبول واقع مترهل، وأصبح من يتوق للتغيير كمن يبحر على ظهر كفّ القدر، مدعوك بأمنيات يعقدها على سبّابة الفَرح، وثمة اجتماع لخليط من فطنة ومكسب، خسارة، وغباء، وثمة نهاية خبيثة لأحزان مقيدة، وصوت موسيقى لا يقود إلا للفراغ الصامت...!! كش ملك: أمسك ورق اللعب ووزعها على الطاولة أمامه: فتاة.. اثنان.. شاب.. وأربعة.. كان يعرف ان شريكة في اللعب لابد أن يخونه خصوصاً انه يتحاشى النظر في عينيه مباشرة، لكن ما نفع أن تعرف كل الخيانات إن كنت ستبقى صامتا لأن العدالة نائمة؟ *إليِه فِيْ أوَلِ العَامِ: بَعَضُ الغِيَاب يَطِمِسُ جَمَالُ النُصُوصِ، وَتَذَكّر أنْ أوّل صُورَةٍ هيَ التَي ِتبَقَى مَحَفَورَة فِيْ البَال.
مشاركة :