أكدت استشاري طب الأعصاب والتصلب المتعدد والأمراض العصبية المناعية المركزية بجامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل، الدكتورة فوزية الشمراني أن التصلب المتعدد هو مرض عصبي مناعي مجهول السبب يصيب الشباب في الفئة العمرية ما بين١٨-٤٥ عامًا، وهو ثاني أهم سبب للإعاقة في هذا العمر بعد الحوادث المرورية. وأشارت الدكتورة الشمراني إلى أن هذا المرض سمي صامتًا لأنه يظهر بأعراض خفية لا يمكن رؤيتها من الغير، مثل التنميل أو تغبيش الإبصار، وطبيب الأعصاب المختص هو من يقوم بتشخيص وعلاج هذا المرض. وقالت الشمراني إن المرض الباهظ في سعره العلاجي، حيث تعد أدوية التصلب المتعدد من أغلى الأدوية سعرًا في الأمراض العصبية كافة، إذا لم يكن في الأمراض العضوية كلها، حيث قد تصل تكلفة بعض الأدوية إلى ما يقارب 43 ألف دولار، أي ما يعادل حوالي ١٦٠ ألف ريال في السنة، مثل عقار المافنكلاد. أو مثل عقار الإيكولوزوماب، الذي يستخدم في علاج متلازمة ديفك يصل إلى ٦٥٠ ألف دولار في السنة، أي ما يقارب مليونين ونصف في السنة. وأضافت: بالرغم من عدم وجود علاج شافٍ للمرض إلى هذه اللحظة إلا أن هناك أدوية لتعديل مسار المرض-لعلاج الانتكاسات أو الهجمات- للتخفيف من حدة الأعراض المصاحبة لمرض علاج التصلب المتعدد لا يقتصر فقط على طبيب الأعصاب وجرعات الأدوية بل إن طبيب الأعصاب يعمل جنباً إلى جنب مع الجوانب الأساسية الأخرى للرعاية، كالعلاج الطبيعي، العلاج الوظيفي، العلاج النفسي، والتغذية المتوازنة، تساعد هذه الأدوية المرضى على التعامل مع المرض وتحسين نوعية حياتهم، وهي لا تقل أهمية عن جرعات الأدوية، كما أن التهيئة للمريض نفسه وأفراد عائلته هو أمر مهم ويعتبر دورًا أساسيًا يقوم به الطبيب والأخصائي الاجتماعي والنفسي. وأردفت أن مجموعة متنوعة من العلاجات البديلة أو التكميلية أو كليهما قد تساعد في السيطرة على الأعراض، والتي منها الإرهاق وألم العضلات، حيث إن بعض الأنشطة مثل التمرين والتأمل واليوغا والعلاج الطبيعي واتباع نظام غذائي صحي، والعلاج بالإبر الصينية وأساليب الاسترخاء قد تساعد على تعزيز السلامة العقلية والجسدية بشكل عام، إلا أن هناك القليل من الدراسات التي تدعم استخدامهم في التحكم في أعراض التصلُّب المتعدِّد. ونصحت الشمراني أي مريض بالتصلب المتعدد بمجموعة من الأمور التي قد تساعد في مجملها على تحسين جودة حياته، وهي المحافظة على الأنشطة اليومية العادية بقدر الاستطاعة، والتواصَلْ مع مجموعة الدعم للمريض أو لأفراد الأسرة، ومناقشة مشاعره ومخاوفه بشأن التعايش مع مرض التصلب المتعدد مع الطبيب أو المستشار.
مشاركة :