دعا عدد من المواطنين بمنطقة الباحة الجهات المعنية الى حصر الابار المكشوفة ومراقبتها والتي تنتشر في العديد من القرى، والتي يصل عددها قرابة 1700 بئر غير مسوّرة وذلك لما لها من اثار سلبية تهدد المارة. ويقول المواطن عبدالله الغامدي ان وجود مثل هذه الحفريات أو الآبار الارتوازية على مسافة قريبة جدًا من الطريق -لا تبعد أكثر من ثلاثة أمتار-، يهدد حياة المارة، وخصوصًا في حال وقع حادث للسيارة أو تعطلت، على اعتبار أن هذه الآبار قريبة جدًا ومغطاة بطريقة بدائية قد لا تحقق الأمان للناس، وأوضح المواطن سعيد الزهراني أن وجود مثل هذه الآبار له مخاطر جمة، مستغربًا من تجاهل الجهات المعنية لها ولخطورتها، سواء كان ذلك بالتعامل معها بطريقة جيدة من خلال ردمها، أو إجبار صاحبها على تغطيتها بطريقة آمنة، مضيفًا أنه في السابق كان وجود «الردميات» الترابية يغطي ظهور هذه البئر، رغم أنه لا يقي من خطورتها، وباتت البئر مكشوفة خطرا يهدد الجميع مطالبًا بإيجاد حل سريع لهذه المشكلة، حتى لا نجد أنفسنا مع مأساة أخرى جديدة. طمس الابار وقال المواطنون محمد الزهراني وسعيد الزهراني وعبدالله علي إن جميع القرى في منطقة الباحة تنتشر فيها الآبار المكشوفة بشكل مخيف، مشيرين إلى وقوع العديد من حوادث السقوط والغرق فيها، وقالوا: لم يعد غريبًا أن نسمع خبرًا عن سقوط أشخاص في هذه الآبار، لإهمال أصحابها والجهات المعنية التي لم تكلف أصحابها تغطيتها وعمل سور لها ودفن الجاف منها. وقال عبدالله الزهراني إن مخاطر هذه الآبار تزداد عندما يخيم الضباب على المنطقة ويقل مستوى الرؤية في الأودية، أما علي عبدالله وياسر أحمد فأكدا أن الكشف عن الآبار هو أول عمل يقومون به إذا ما رغبوا التنزه في الأودية، حتى لا تصيبهم فاجعة بسقوط أحد الأطفال أو العائلة فيها، وأشاروا إلى ضرورة تشكيل لجنة من عدة جهات لحصر هذه الآبار وتكليف أصحابها بتغطيتها بشكل عاجل. ويقول صالح العمري ان الآبار الارتوازية في كل مكان، وبما أن أكثر من المحتاجين لها هم ملاك المزارع التي تقع في نطاق السكن والسكان فإن تلك الآبار أضحت تشكل خطرًا داهمًا خصوصًا إذا ما تركت مكشوفة على سطح الأرض من دون غطاء، ويزداد خطرها عندما تحفر بالقرب من المنازل والأماكن السكنية الأخرى. ويشير علي الحسني الى ان هناك ابارا كثيرة اهملت واندثرت وتحولت إلى خطر محدق على السكان، خصوصًا وأن غالبيتها حفرت منذ عشرات السنين بطرق بدائية تفتقد لأبسط مقومات السلامة. ومع مرور الأيام أصبحت الآبار التي حفرت قديمًا شيئا منسيًا وانطمست معالمها عن سطح الأرض ولم يعد يعرف أصحابها مواقعها، ولعل حادثة «طفل المندق» فتحت الباب على مصراعيه حول مدى خطر تلك «المطقات» (الآبار الارتوازية). ودعت إدارة الدفاع المدني بالباحة عرفاء القرى إلى حصر جميع الآبار غير المسورة والمكشوفة في حدود القرى وتكليف أصحابها بتسويرها وتغطيتها حفاظًا على سلامة الأرواح، وتحميلهم كامل المسؤولية لما ينتج عنها، وطالبت بتعهد من أصحاب تلك الآبار بذلك وتسليمه لإدارة الدفاع المدني بالباحة. وكشف الدفاع المدني في منطقة الباحة عن وجود 1700 بئر غير مسوّرة تشكل خطورة على المواطنين في جميع المحافظات فيما لا يزيد عدد الآبار المسورة في مدينة الباحة على 110 آبار، ويوجد في محافظة بلجرشي 1200 بئر غير مسوّرة، و270 في القرى، و129 في المندق. على نفس الصعيد أغلقت بلدية محافظة غامد الزناد بمنطقة الباحة عدد من الآبار المكشوفة وغير المستفاد منها وذلك عقب جولات نفذتها البلدية، على مدى اليومين الماضيين، لحصر الآبار الارتوازية المستفاد منها وغير المستفاد منها، للعمل على إغلاقها من خلال إحكام فوهتها بقطعة حديدية ووضع «لحام حديدي»، بصفة مؤقتة لحين يتم تنفيذ عملية طمر الآبار غير المستفاد منها لاحقاً. واوضح رئيس بلدية غامد الزناد، إبراهيم الشهراني ان البلدية كانت قد اتفقت مع أحد المقاولين لحفر عدة آبار ارتوازية لخدمة الحدائق العامة وتوفير ما تحتاج إليه من مياه للسُقيا، وتمت الاستفادة من بعضها التي وجد بها الماء، كما كلفت البلدية المقاول بإغلاق غير المستفاد منها آنذاك. المزيد من الصور :
مشاركة :