ليلى سليماني: قوة السينما المغربية تكمن في مخرجيها الشباب | | صحيفة العرب

  • 12/1/2023
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

تؤكد الكاتبة المغربية - الفرنسية ليلى سليماني، عضو لجنة تحكيم الدورة العشرين للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش، أن قوة السينما المغربية تكمن في الجيل الجديد من مخرجيها الشباب المتشبعين بالخصوصية المغربية والمنفتحين على العالم. وتقول سليماني في حوار معها “أعتقد أن السينما المغربية باتت تحتل مكانة متزايدة الأهمية، لأن قوتها الكبرى اليوم تكمن في هذا الجيل الشاب من المخرجين المغاربة، وفي نفس الوقت العالميين، الذين يروون قصة مكان ويخاطبون الجميع في الوقت نفسه”. السينما والأدب اقتباس رواية "أغنية هادئة" في السينما كان تجربة غريبة للكاتبة أن تشاهد قصتها وتجد أنها لم تعد ملكها توضح سليماني أن أي شخص وأيا كانت جنسيته، يشاهد اليوم فيلما مغربيا، سيحس وكأن القصة تخاطبه، وهذه هي قوتنا الكبيرة، مبرزة أنها على يقين بأنه خلال السنوات العشر المقبلة، سيواصل الإنتاج السينمائي الوطني تطوره، ولم لا ينافس الأفلام الفرنسية والأميركية والإنجليزية؟ وباعتبارها كاتبة وعضوا في لجنة تحكيم هذه الدورة من المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، أعربت سليماني عن سعادتها لكونها ستتمكن من مشاهدة أفلام مختلفة تسلط الضوء على جودة عمل المخرجين ورؤيتهم الفريدة في ما يتعلق بمواضيع متنوعة. وتسعى التظاهرات السينمائية المغربية والمشرفون عليها في الآونة الأخيرة إلى تقريب الكتاب من السينمائيين من أجل تحفيز تعاون مثمر بين هذين العالمين الفنيينن، وخلق جسور بين العالمين الفنيين المتكاملين خاصة مع وجود تجارب أدبية هامة على مستوى العالم ومخرجين مغاربة تمكنوا من بلوغ أهم المنصات الدولية. وينادي العديد من النقاد المغاربة بضرورة التعاون بين السينمائيين والأدباء والروائيين المغاربة، الذي من شأنه تعزيز الإنتاج السينمائي الوطني، نظرا إلى ثراء الأعمال الأدبية المغربية التي تستحق أن يتم عرضها على الشاشة الكبيرة، وتجاوز التحديات الكامنة في الاقتباس السينمائي للأعمال الأدبية المغربية. جائزة الغونكور الفرنسية فاتحة أبواب المجد الأدبي أمام ليلى سليماني جائزة الغونكور الفرنسية فاتحة أبواب المجد الأدبي أمام ليلى سليماني وقد توجت رواية سليماني “أغنية هادئة” بجائزة الغونكور الفرنسية العريقة سنة 2016 فاتحة أبواب المجد الأدبي أمام الروائية وكاشفة لموهبة أدبية يمكن اقتباس أعمالها في عالم السينما، إذ تتناول الرواية قضية النساء العاملات والمربيات، وهي واحدة من قضايا العصر الراهن والتي هي نتاج توغل الرأسمالية وفرض آلياتها التسويقية على نمط الحياة، فصارت المجتمعات استهلاكية وشخصياتها منزوعة العاطفة. والرواية أشبه بجرس إنذار بعدما طغت الحياة السّريعة والمتجردة من المشاعر، فآفة هذا العصر أن كل الأطفال مهملون “بينما يجري الآباء خلف طموحاتهم”، كما تدق جرس الإنذار على حالة التغريب التي يسعى إليها المهاجرون، والرغبة في الذوبان في المجتمعات الجديدة حتى ولو كان بالتحايل. وبخصوص اقتباس روايتها “أغنية هادئة” في السينما، تعلق سليماني بالقول إنها كانت تجربة غريبة جدا، “لأنك في الوقت الذي تشاهد قصتك على الشاشة، تجد أنها لم تعد ملكا لك، حيث وظفها شخص آخر، واختار لها ممثلين وديكورا. ذلك يضيف بعدا آخر لعملي، وأن أرى كتابي ‘يعيش حياته’ أمر جميل للغاية”. لا تعتبر سليماني أن هناك فاصلا بين الأدب والسينما، “إنهما عالمان مترابطان منذ وجود السينما، فالمخرجون كانوا دائما على مقربة من الروائيين، والروائيون قريبون من السينما. وكل طرف منهما معجب بأداء الآخر”. وتضيف “إننا نتشارك العمل نفسه وهو سرد القصص، وإثارة مشاعر الأشخاص، وخلق الشخصيات، وتخيل الأماكن، وإحياء الماضي. وأظن أن الهواجس نفسها تسكننا في أعماقنا، البعض يملك كاميرا، والبعض الآخر قلما، لكن هناك أرضية مشتركة بينهما”. حضور المرأة موهبة أدبية في عالم السينما موهبة أدبية في عالم السينما يرى سينمائيون وكتاب مغاربة وعرب أنه رغم ما طرأ من تطوّر على السينما المغربية، تبقى صورة المرأة فيها نمطية تعكس الأفكار السائدة عنها في هذه المجتمعات حيث يراها البعض جنسا ضعيفا مغلوبا على أمره أو شريرة خائنة مثيرة للشهوة وغيرها من صور مكررة، وهو ما تحاول العديد من السينمائيات المغربيات تجاوزه بنجاح من خلال تقديم رؤى مغايرة للمرأة المغربية وواقعها. وفي معرض حديثها عن مكانة المرأة في السينما، تقول سليماني إن مكانة النساء أصبحت بارزة في هذا المجال بالمغرب. ومن ضمن من يمكن ذكر أسمائهن من جيل المخرجات الشابات، تضيف، هناك مريم بنمبارك وصوفيا علوي وليلى المراكشي، وكذلك المخرجة المغربية أسماء المدير التي عرضت فيلما في إطار المسابقة الرسمية للمهرجان. وتخلص سليماني إلى أن “النساء حاضرات بقوة ولهن كلمتهن، جميعهن شجاعات وأنا فخورة جدا بكوني جزءا من هذا الجيل من النساء المغربيات”. ويذكر أن المهرجان الدولي للفيلم بمراكش يقدم في دورته العشرين، التي افتتحت فعالياتها في الرابع والعشرين من نوفمبر وتتواصل إلى الثاني من ديسمبر، باقة مختارة من الأفلام السينمائية العالمية، تضم 75 فيلما تنتمي إلى 36 دولة، بالإضافة إلى اختيار 25 مشروعا وفيلما للمشاركة في الدورة السادسة لورشات الأطلس، بالتوازي مع الدورة العشرين للمهرجان. ويشار إلى أن الكاتبة ليلى سليماني صحافية وكاتبة فرنسية – مغربية من مواليد 1981 بالرباط. تخرجت من معهد الدراسات السياسية بباريس، وعملت سـنة 2008 بمجلة “جون أفريك”، إذ عالجت سلسلة من المواضيع ذات صلة بشمال أفريقيا. وبعد رواية أولى “في حديقة الغول” 2014، وضعت الكاتبة المغربية المقيمة في باريس قدمها على درب الكتابة السردية، لتنشر رواية ثانية عنوانها “أغنية هادئة” حازت إعجاب النقاد والقراء على حد سواء، ووصلت إلى القوائم القصيرة للجوائز الفرنسية الكبرى، وأهمها غونكور التي منحتها جائزتها لعام سنة 2016، كما نالت الجائزة الكبرى للقارئات. وهي العربية الثالثة التي تفوز بها بعد المغربي الطاهر بن جلون واللبناني أمين معلوف.

مشاركة :