التخلي عن الوقود الأحفوري طموح مناخي يواجه انقسام سياسي

  • 12/1/2023
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

دبي - نُشرت نسخة أولية من مشروع اتفاق سيناقشه مفاوضو نحو مئتَي دولة خلال مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ (كوب28)، ينص على أنه ينبغي على العالم أن يخفّض استخدام الوقود الأحفوري أو أن يتخلى عنه. وجاء في مسودّة النص التي أعدّتها بريطانيا وسنغافورة وستُستخدم كأساس للمحادثات بهدف تبنيها في نهاية المؤتمر المقررة في 12 كانون الأول/ديسمبر، أن على الدول التحضير "لخفض/التخلي عن الوقود الأحفوري". وسيشكل التوافق على كلمة "خفض" أو مصطلح "التخلي" الأكثر طموحًا، تحديًا أساسيًا للدول. وهذا النصّ الأساسي الذي قد يكون بمثابة الوثيقة النهائية التي سيتمّ اعتماده في ختام المؤتمر، هو في الواقع "تقييم عالمي" لاتفاق باريس للمناخ المبرم عام 2015 والذي ينصّ على حصر الاحترار المناخي بدرجتين مئويتين مقارنة بفترة ما قبل الثورة الصناعية. وجاء مؤتمر المناخ كوب 28الذي افتتح أعماله في 30 نوفمبر/تشرين الثاني 2023 في دبي في هذا الإطار، ليعزّز ضرورة التزام الدول "بالتخلي الفعلي عن الوقود الأحفوري لتجنب الكارثة المناخية" كما جاء على لسان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الذي شدّد على إدراج نصٍّ في البيان الختامي للمؤتمر يتضمّن التخلي عن الوقود الأحفوري ولو بشكل تدريجي. ويتوقع أن يشهد المؤتمر الذي يمتدّ على أسبوعين، معركة حول هذا الموضوع. وخلص تقرير فني نشرته الأمم المتحدة في أيلول/سبتمبر الماضي، كما كان متوقعًا إلى أن الجهود المناخية المبذولة حاليًا غير كافية لتحقيق هدف اتفاق باريس. وينبغي أن يكون هناك قرار سياسي خلال كوب28، إذ إن المجتمع الدولي لا يزال منقسمًا حول مواضيع عديدة، بدءًا من مستقبل الوقود الأحفوري. ولاحظت الأمم المتحدة مطلع تشرين الأول/أكتوبر استمرار "التباين في وجهات النظر" حول سبل تحقيق أهداف اتفاق 2015 التاريخي. ويقترح النصّ الذي نُشر الجمعة بشكل أكثر تحديدًا، خفض استخدام الفحم أو التخلي عنه أو ببساطة التخلي عن أي مشروع جديد يستخدم هذه الطاقة الملوثة جدًا. ورحّب مراقبون الجمعة بذكر خفض استخدام الوقود الأحفوري أو التخلي عنه. ورأت لولا فاليجو، مديرة برنامج المناخ لدى معهد التنمية المستدامة والعلاقات الدولية وهو مركز دراسات فرنسي، أن النص "أكثر طموحًا من أي شيء طُرح على الطاولة خلال كوب27، لذا فإن مجرد إدراجه ضمن الخيارات يُعد خطوة كبيرة إلى الأمام". واعتبرت فريدريكي رودر، من منظمة "غلوبال سيتيز"  غير الحكومية، أن "التقييم العالمي يجب أن يدعو بوضوح إلى التخلي عن كل أنواع الوقود الأحفوري وليس خفض استخدامها". ودعا رئيس كوب28 الإماراتي سلطان الجابر الذي يشغل أيضًا منصب رئيس شركة "أدنوك" النفطية الحكومية العملاقة، الخميس إلى إدراج "دور الوقود الأحفوري" في الاتفاق النهائي الذي سيصدر عن المؤتمر. وعلى رغم الإجماع العلمي القديم على أنّ حرق الوقود الأحفوري هو المحرّك الرئيسي لأزمة المناخ، لم يكن ثمة إجماع سياسي على تسميته في قرارات الأمم المتحدة المتعلّقة بالمناخ حتى وقت قريب للغاية.  وفي قمّة المناخ لعام 2021 في غلاسكو الاسكتلندية، توصلت الدول إلى اتفاق مهمّ للخفض التدريجي لتوليد الطاقة بالفحم، وقد سعت مجموعة مكونة من نحو 80 دولة إلى توسيع نطاق ذلك ليشمل النفط والغاز، في شرم الشيخ العام الماضي، ولكن تمّت عرقلتها. ويريد الاتحاد الأوروبي تعيين بعض الحدود الواضحة بشأن استخدام الإصلاحات التقنية. وقال أحد مفاوضي الاتحاد الأوروبي لموقع "كلايمت هوم" إنّ "التوقعات المبالغ فيها من احتجاز الكربون وتخزينه لا ينبغي أن تكون ذريعة لتأخير العمل المناخي الآن، لن تقدّم ما نحتاج إليه قبل عام 2030. وعلى المدى الطويل، سنحتاج إليه في القطاعات التي يصعب تخفيفها، ولكننا بحاجة إلى رؤية ما هو ممكن". ومن المواضيع الرئيسية الأخرى التي ستطرح خلال المؤتمر تطوير مصادر الطاقة المتجددة حيث أشار الأمين العام للأمم المتحدة إلى أنه من الضروري زيادة مصادر الطاقة المتجددة ثلاث مرات على المستوى العالمي وليس فقط من خلال التزامات طوعية لبعض الدول. وكمثال على ذلك تطرّق إلى موضوع الاستثمار بالطاقة الشمسية في القارة الإفريقية الذي لا يتجاوز 2 بالمئة من الاستثمارات في حين أنها تمتلك 60 بالمئة من القدرات الشمسية.  وأكد غوتيريش أن هدف حصر الاحترار ب 1.5 درجة مئوية "لم يمت، بل هو حيّ" قائلاً إنه "لدينا الإمكانات والتقنيات والقدرات والأموال، والأمر يتعلق فقط بتوجيهها في الاتجاه الصحيح". وختم بالقول " إن الشيء الوحيد الذي ما زال مفقوداً هو الإرادة السياسية. ومن هنا تأتي أهمية كوب28 الذي يذكّرنا أننا ما زلنا نسير في الاتجاه الخاطئ".  

مشاركة :