بعد مفاوضات شاقة استمرت أسبوعين في دبي، تبنّى ممثلو نحو 200 دولة في مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ (كوب 28)، أمس، بالتوافق، أول اتفاق دولي بشأن المناخ يدعو إلى «التحوّل» باتجاه التخلي تدريجياً عن الوقود الأحفوري المتهم بالمسؤولية عن الاحترار العالمي. ويدعو الاتفاق، تحديداً، إلى «التحول عن استخدام الوقود الأحفوري في أنظمة الطاقة، بطريقة عادلة ومنظمة ومنصفة... لتحقيق هدف صفر انبعاثات بحلول عام 2050 بما يتماشى مع العلم». ونادى الاتفاق بضرورة زيادة قدرة الطاقة المتجددة على مستوى العالم إلى ثلاثة أمثال بحلول عام 2030، وتسريع الجهود المبذولة للحد من استهلاك الفحم، وتسريع استخدام تقنيات مثل احتجاز الكربون وتخزينه، والتي يمكن أن تحول قطاعاتٍ يصعب إزالة الكربون منها، لتصبح نظيفة. ورحّبت بالاتفاق الرئاسة الإماراتية للمؤتمر، والولايات المتحدة، والاتحاد الأوروبي، وفرنسا، وإسبانيا، وهولندا، والدول العربية، وبقدر أقلّ أستراليا. وكانت الأمم المتحدة، وجزر ساموا التي تحدّثت نيابة عن الدول الجزرية الصغيرة، أكثر اعتدالاً، أما الصين فقد دعت الدول المتقدّمة إلى «أخذ زمام المبادرة» في التحوّل للطاقات النظيفة. كما رحب رئيس الوفد السعودي إلى المؤتمر، المتحدث باسم المجموعة العربية، البراء توفيق، بالاتفاق و«نجاح مخرجاته التي تؤكد تعدد المسارات والنهج بما يتماشى مع ظروف وأولويات كل دولة في سبيل تحقيق التنمية المستدامة». من جانبه، أكد وزير الطاقة السعودي الأمير عبدالعزيز بن سلمان، في مقابلة مع قناة «العربية بزنس»، أن نصوص اتفاق دبي «لا تؤثر على صادراتنا، ولا على مقدرتنا في البيع». وضغطت أكثر من 100 دولة بشدة لإدراج صياغة أقوى حول التخلص من استخدام النفط والغاز والفحم، لكنها واجهت مقاومة قوية من أعضاء «أوبك» بقيادة السعودية، الذين يقولون، إن بمقدور العالم خفض الانبعاثات دون الاستغناء عن مصادر وقود معينة.
مشاركة :