تتميز مصممة الأزياء العمانية أمل الحوسني بأسلوبها الفريد في استخدام الألوان والرسوم على عباياتها، وبدأ أسلوبها يلقى رواجاً كبيراً بين الفتيات العمانيات اللواتي تردن الابتعاد قليلاً عن الطابع النمطي والجدي الذي تضفيه العباية السوداء ولتعبرن من خلال الألوان عن إحساسهن المفعم بالحياة والمرح، عن أسلوب المصممة أمل الحوسني ورؤيتها لفن التصميم كان لنا هذا الحوار: } كيف كانت بداياتك مع التصميم؟ لماذا اخترت هذا المجال؟ - رحلتي مع التصميم بدأت منذ الصغر حيث كنت أهتم بتصميم ملابسي بنفسي وأجد متعة كبيرة في ممارسة الخياطة، وذلك جعلني أكتشف أنني أحب هذا المجال ولدي موهبة متميزة فيه، ومع الوقت بدأت أفكر بالطريق الذي يجب أن أتبعه لأنمي هذه الموهبة وأصقلها، وقررت الاتجاه للجانب الأكاديمي وقمت بدراسة تصميم الأزياء وحصلت على الدبلوم مع مرتبة الشرف ثم توقفت لفترة بسبب ظروف خاصة، وحالياً أكمل دراستي للحصول على البكالوريوس في تصميم الأزياء، نظرتي لأي موهبة هو أنها يجب أن تصقل بالدراسة التي تطورها وتضعها على الطريق الصحيح، فيما العكس غير صحيح لأن الدراسة لا تبني شخصاً موهوباً بالضرورة. } حدثينا عن أسلوبك في تصميم العبايات، ما الذي يلهمك؟ - يعتمد أسلوبي في التصميم على تحقيق معادلة مهمة وهي الجمع بين البساطة والأناقة، وأرى أن نجاح المصمم في تقديم تصاميم غريبة وبسيطة بنفس الوقت ما يجعله يتميز عن غيره، أعتقد أن الموضة اليوم تميل أكثر نحو البساطة في كل شيء والتركيز على نواح أخرى لإضفاء مزيد من البهجة والتألق على التصاميم كالألوان والنقوش مثلاً، في تصاميمي تلهمني الطبيعة إلى حد كبير وهي حاضرة في كل قطعة من خلال الرسوم والنقوش والصور التي أستخدمها، أنا أقدم للمرأة مظهراً مشرقاً ومتألقاً يوحي بالتفاؤل والثقة، وطبعاً الأقمشة المفضلة لي والتي تساعدني في تقديم أفكاري هي الحراير. } لديك أسلوب مميز وجريء تعتمدين فيه على طباعة الصور على الأقمشة، حدثينا عن ذلك، وما هي الصور التي تختارينها؟ - رغبتي في التميز عن بقية المصممات جعلتني أبحث عن أسلوب مختلف يصبح مثل هويتي التسويقية، وكوني أحب الطبيعة ومتفائلة دوماً بها فإنني قررت أن أستخدم أسلوب الطباعة على الأقمشة لتقديمها بشكل جذاب ومبهر، اختياري للصور دقيق يجب أن تكون الصور مميزة وجذابة وتقدم معنى معيناً، استفدت من هواية التصوير وذلك عن طريقة طباعة الصور التي أقوم بتصويرها واستخدامها على قماش العباية كمرحلة أولى، أما الخطوة المقبلة فستكون باختياري لمجموعة من هواة التصوير في الخليج وإضافة صورهم على الأقمشة والتصاميم الخاصة بي كنوع من التشجيع لهم. ربما تكون المرأة العمانية اليوم أكثر جرأة في اختيار ملابسها وتحديداً العباية فبعد أن كانت سوداء بالكامل بتنا اليوم نرى كثيرات من العمانيات ترتدين العباية الملونة بشكل كامل، المرأة اليوم وتحديداً الشابات الصغيرات يملن بشكل واضح إلى الألوان المشرقة والزاهية، ولكن رغم ذلك تظل العباية السوداء ذات طابع خاص ومفضلة من الجميع. } ما الخامات الإضافية التي تستخدمينها في تصاميمك وهل تعتقدين أن الموضة الآن تركز على الأقمشة أكثر من الإكسسوارات؟ - بالفعل تميل الموضة اليوم إلى التركيز بصورة أكبر على الأقمشة الملونة، والمفضلة لدي والتي تسهل علي تقديم أفكاري الحرير إلى جانب أنني أستخدم بالطبع خامات أخرى مثل الدانتيل والتول لإضافة رونق على العباية، أما بالنسبة للإكسسوارات فاستخدامها اليوم بات بسيطاً وبطريقة مدروسة، أميل لاستخدام الأحزمة في معظم تصاميمي وهذا ما يميزني أيضاً عن غيري. } مع كثرة المصممات اليوم والتنافس القوي فيما بينهن بات الترويج مهمة صعبة أكثر من السابق، كيف تقدمين تصاميمك للناس؟ - طبعاً أحرص على التواجد في عدة مناسبات للترويج عن تصاميمي وتقديمها للناس حيث سبقت لي المشاركة في معرضين محللين هما معرض بازار الأم والطفل خلال شهر مارس/آذار الماضي، وأقمت كذلك معرضاً في الكلية العلمية للتصميم لأعرف عن نفسي للطالبات وأقدم تصاميمي لهن. وأستعد حالياً للمشاركة في معرض العروس الذي سيقام في دبي خلال شهر رمضان في وافي سنتر. } ما النصائح التي تقدمينها للفتاة الشابة عند اختيارها للعباية؟ - باعتقادي لم تعد المرأة اليوم بحاجة للنصيحة لتتعلم كيف تختار أزياءها، لأنها وببساطة وصلت إلى مستوى من التطور في اختيارها لنوع الخامة والألوان والقصات المناسبة لها وكل ذلك بسبب تعلقها بالموضة وحرصها على مواكبة الجديد دائماً، إلى جانب أن الحياة اليوم أصبحت أسهل وكل شيء أصبح متاحاً عبر وسائل التواصل الاجتماعية. } بلغت من النجاح مستوى جيداً، ما مواصفات المصممة الناجحة برأيك؟ - أحمد الله على توفيقه لي والنجاح الذي حصدته وأعتقد أن النجاح يعتمد على إصرار المصمم على أن يكون له مستقبل جيد من خلال سعيه المستمر للتعلم وامتلاك المهارات التقنية في التصميم إضافة على أنه يجب أن يكون ملماً بخطوط الموضة ليس فقط محلياً وإنما عالمياً، والتعرف إلى الحضارات الأخرى وأسلوبها في الأزياء، لأن الثقافة العامة تمنح المصمم أفقاً أوسع وفهماً ومقدرة على الابتكار المستمر والمتجدد في هذا المجال. أتمنى أن يرافقني النجاح بصورة مستمرة و أن يصبح لي يوماً خط أزياء معروف ينقل اسمي وعملي والجهد الذي أقوم به إلى خارج حدود الوطن.
مشاركة :