اقترح العلماء في جامعة الجنوب الفيدرالية الروسية، استخدام جزيئات الزنك النانوية كأسمدة دقيقة لتخصيب النباتات. وحسب العلماء فإن ذلك سيزيد من القيمة الغذائية للمنتجات وسيحمي صحة الناس من المشاكل المرتبطة بنقص هذا العنصر الكيميائي الأساسي في جسم الإنسان. ونُشرت نتائج الدراسة بهذا الشأن في مجلة Frontiers in Bioscience-Landmark. وكما أشار علماء الجامعة فإن الزنك يلعب دورا حيويا هاما في جسم الإنسان، وهو ثاني أكثر العناصر الكيميائية الدقيقة وفرة وأهمية بعد الحديد. يمكن أن يتجلى نقصه في انخفاض المناعة وتساقط الشعر والتهاب الجلد واضطرابات النوم وعدد من الأعراض الأخرى التي تقلل من نوعية الحياة. واقترح الباحثون في الجامعة الفيدرالية طريقة لإثراء محاصيل الخضروات والحبوب بالزنك باستخدام الجسيمات النانوية، وهي طريقة تقضي باستخدام المواد النانوية لزيادة إنتاجية البذور والنمو المبكر للنبات. وتم تطبيق جزيئات الزنك النانوية الحجم على البذور. ولم يكن لذلك تأثير إيجابي على إنبات البذور فحسب، بل وأدى إلى زيادة قابلية لهضم الزنك من الأطعمة النباتية. وقالت تاتيانا مينكينا، رئيسة قسم علوم التربة وتقييم موارد الأرض بجامعة الجنوب الفيدرالية إن حوالي 30٪ فقط من الزنك الموجود فيها يمتص من الطعام. وفي الوقت نفسه، يتم امتصاص الزنك من الأطعمة النباتية بشكل أسوأ منه من الأطعمة الحيوانية". وأضافت أنه من أجل زيادة كفاءة تغذية النبات بالزنك استخدمت طريقة ورقية للتغذية خارج الجذور، أي الرش المباشر للمحاليل المغذية على أوراق النبات. وفي هذه الحالة يتم توصيل العناصر الغذائية مباشرة إلى جهاز الأوعية في النبات، مما يضمن امتصاصها السريع. وقد أثبت العلماء أن إدخال جزيئات الزنك النانوية الحجم إلى التربة يؤدي إلى زيادة كبيرة في محتوى هذا العنصر الكيميائي الدقيق في المحاصيل المختلفة. وبالتالي، فإن نسبة تركيز الزنك في الأرز البني أعلى بنسبة 13.5-39.4% منها في النباتات التي لم تتم معالجتها. وأظهرت النتائج أيضا أن الزنك النانوي زاد إلى حد بعيد من التوافر الحيوي للمغذيات الدقيقة في المحاصيل المحصودة، مما يعني أنه يمكن للبشر امتصاصه بشكل أفضل. وأوضحت مينكينا قائلة إن "نتائج الدراسة لا تُظهر الإمكانات العالية لتكنولوجيا النانو في الزراعة فحسب بل وتقدم حلا واعدا لمشكلة الصحة العالمية، ويفتح بحثنا فرصا جديدة لتطوير استراتيجيات مستدامة وفعالة لمكافحة نقص المغذيات على نطاق عالمي". وتتمثل المهام اللاحقة لفريق البحث في توسيع نطاق الدراسة ونقلها من المختبر الخاضع للرقابة إلى الظروف الميدانية. المصدر: نوفوستي تابعوا RT على
مشاركة :