هل ستفلح الضغوط التي أعلنت عنها الولايات المتحدة الأميركية ودول الترويكا الأوروبية في إقناع الحركات المسلحة السودانية الرافضة لخارطة الطريق التي قدمتها الوساطة الأفريقية لإنهاء الحرب بمناطق دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق بعد أن قبلتها الحكومة ووقعت عليها على انفراد..؟ هذا هو السؤال الأكثر جدلاً في الشارع السياسي السوداني هذه الأيام بعد تمترس الحركات المتمردة وحزب الأمة القومي الذي يتزعمه رئيس وزراء السودان السابق الصادق المهدي في مواقفهم خلال اللقاء التشاوري الاستراتيجي الذي عقد بالعاصمة الأثيوبية أديس أبابا الأسبوع المنصرم. ويبدو أن موقف الحكومة أوصد الباب أمام الجميع بتوقيعها غير المشروط على خارطة الطريق رغم تحفظاتها على بعض بنودها حسب ما أدلى به رئيس وفدها التفاوضي مساعد الرئيس إبراهيم محمود حامد، وفي ذات الوقت أحرج الأطراف الدولية الداعمة للمتمردين ما جعلها تبادر إلى إعلان عزمها ممارسة ضغوط مكثفة من أجل قبولهم بالوثيقة، بحسب قول القائم بأعمال السفارة الأميركية في الخرطوم خلال زيارة قام بها إلى مقر الأمانة العامة للحوار الوطني بالخرطوم. توقعات وتوقع القيادي بحزب المؤتمر الوطني الحاكم الفاضل حاج سليمان بأن تفلح الضغوط الدولية والإقليمية في إقناع الحركات الرافضة للتوقيع، بل يرى في حديثه لـالبيان أن تلك الضغوط بإمكانها إجبار الحركات على الحوار والتفاوض باعتبار أن تلك الدول منها ما هو داعم أساسي للحركات المتمردة . وفي المقابل قال الأمين العام للحركة الشعبية ـ شمال، ياسر عرمان إن المعارضة لن تستجيب لأي ضغوطات من مجلس السلم الأفريقي أو مجلس الأمن الدولي، بشأن التوقيع على خارطة الطريق التي وصفها بعديمة الجدوى ولا قيمة لها، وقلل عرمان في تصريح له من توقيع الحكومة على خارطة الطريق بأديس أبابا، وقال إن ما تم التوقيع عليه هو وثيقة لا قيمة لها. أما عضو آلية الحوار الوطني المعروفة اختصارا بـ7+7 بشارة جمعة فيشير إلى أن هناك حالة استياء من قبل الأطراف الدولية تجاه مواقف الحركات المتمردة وحزب الأمة الأخيرة، وأضاف لـالبيان: لمست خلال لقاءات جمعتني بالعديد من الأطراف الدولية استياءً واستهجاناً لتصرفات المعارضة التي لم توقع على خارطة الطريق،. أسف أبدى القيادي البارز بحزب الأمة المعارض مبارك الفاضل المهدي أسفه لعدم توقيع ممثلي حزبه على خارطة الطريق، باعتبار أنهم تراجعوا عن دور الحزب الريادي، وذهبوا خلف قوى ذات طبيعة مختلفة وحسابات مختلفة رغم أن ما جاء في خارطة الطريق ينسجم تماماً مع رؤية ومواقف الحزب
مشاركة :