ابوظبي - سيف اليزيد - شعبان بلال (غزة، القاهرة) تعمقت الأزمة الإنسانية في قطاع غزة مع استمرار القصف الإسرائيلي المكثف وسقوط مئات القتلى والجرحى، وسط تحذيرات من أن استمرار القصف قد يدفع مليون لاجئ نحو مصر، فيما توالت الدعوات لاستمرار إدخال المساعدات الإغاثية للقطاع.وحذر مفوض عام وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا» فيليب لازاريني، أمس، من أن الهجوم الإسرائيلي على جنوب قطاع غزة قد يدفع مليون لاجئ إلى الحدود المصرية.وأضاف المسؤول الأممي في رسالة نشرتها الوكالة الأممية عبر منصة «إكس»: «إذا كان هناك قتال، فمن المرجح أن يرغب سكان غزة في الفرار إلى المناطق الجنوبية، وإلى ما وراء الحدود».كما حذر من أن «الهجوم الإسرائيلي على جنوبي غزة قد يدفع مليون لاجئ إلى الحدود المصرية».بدورها، قالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة «اليونيسف» في رسالة نشرتها عبر حسابها الرسمي بمنصة «إكس»، أمس، «نواصل دعوتنا إلى وقف إطلاق النار لأسباب إنسانية، والسماح بوصول المساعدات دون قيود إلى أنحاء قطاع غزة».وفي رسالة منفصلة، قالت المديرة التنفيذية لمنظمة «اليونيسف» كاثرين راسل إن «أطفال غزة يحتاجون إلى وقف إطلاق نار إنساني دائم».وأضافت راسل: «لا ينبغي أن يكون الأمر على هذا النحو، لمدة 7 أيام، كان هناك بصيص من الأمل للأطفال وسط هذا الكابوس المروع في غزة».وفي السياق، قال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، إن شحن الإمدادات الأساسية إلى غزة يجب أن يستأنف بشكل عاجل.وأوضح في منشور على حسابه بمنصة «إكس»، أنه «يجب استئناف تسليم الإمدادات الأساسية إلى غزة بشكل عاجل وإعادتها إلى المستويات التي تم التوصل إليها خلال وقف إطلاق النار الأخير على الأقل، ولكن هناك حاجة إلى أكثر من ذلك بكثير».وشدد غيبريسوس على أن المدنيين في غزة بحاجة إلى الحماية، والغذاء، والمياه النظيفة، والمأوى، والصرف الصحي، والدواء.وأشار أن المصابين يحتاجون إلى رعاية منقذة للحياة، ويحتاج العاملون في مجال الرعاية الصحية إلى الحماية والإمدادات لتقديم الخدمة.وأردف: «كما حذرنا مراراً وتكراراً، فإن الاكتظاظ الناجم عن النزوح الجماعي للسكان والظروف المعيشية غير الآمنة يزيدان خطر الإصابة بالأمراض».وأكد مدير عام منظمة الصحة العالمية ضرورة إنهاء العنف وإطلاق سراح المحتجزين المتبقين وإنهاء الحصار على غزة.ولليوم الثاني على التوالي، شن الجيش الإسرائيلي قصفاً عنيفاً على غزة بعد انتهاء هدنة استمرت 7 أيام، أدت إلى مقتل وإصابة مئات المدنيين، حيث تركز على جنوب القطاع.يأتي ذلك في وقت تتزايد فيه الأزمةُ الإنسانية في القطاع الذي بات مُدمرا بفعل القصف، بينما تتعالى الأصواتُ الدولية المطالِبة بالعودة إلى طاولة التفاوض، عبر الوسطاء لتمديد الهدنة وإيصالِ المساعدات.وقالت مصادر أمنية مصرية ومصادر من الهلال الأحمر، إن أولى شاحنات المساعدات، منذ انهيار الهدنة في غزة، دخلت من الجانب المصري من معبر رفح أمس. وأضافت المصادر أن شاحنتي وقود و50 شاحنة مساعدات مرت من الجانب المصري، متجهة إلى معبر «العوجة» الإسرائيلي للتفتيش.سياسياً، قال ملك الأردن عبد الله الثاني بن الحسين، أمس، إن التصعيد الإسرائيلي في الضفة الغربية قد يؤدي إلى خروج الوضع عن السيطرة.كما قال رئيس الوزراء الياباني كيشيدا فوميو إنه يأمل تهدئة التوتر في غزة في أقرب وقت، مشيراً إلى أن زيادة المساعدات أمر حيوي لتحسين الوضع الإنساني في غزة.بدورها، قالت نائبة الرئيس الأميركي كمالا هاريس، إنه يجب احترام القانون الإنساني الدولي في حرب غزة، مشيرةً إلى أن عدد الضحايا من الفلسطينيين كبير جداً.
مشاركة :