نقل اليهود إلى فلسطين بين «موسى» و «بساط الريح» - 1

  • 3/25/2016
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

في خضم أحداث الشرق الأوسط المتشابكة والكثيفة وبين دخان قاصفات التحالف العربي والاحتراب الداخلي في اليمن تفاجئنا إسرائيل بالإعلان عن إتمام عملية سرية ومعقدة أسمتها (بساط الريح) كان الهدف المحدد لها هو نقل اليهود اليمنيين الراغبين في الهجرة من اليمن إلى الأراضي المحتلة. المهمة التي قامت بها الوكالة اليهودية لإسرائيل وهي وكالة شبه حكومية، توصف بأنها مهمة تاريخية مستمرة بدأت منذ 1949م أي انه استغرق تنفيذها 67 سنة دون كلل أو ملل، وتم بموجب الفصل الختامي الأخير من هذه العملية الذي أعلن عنها هذا الأسبوع نقل 19 يهودياً يمنياً. منذ عقود والشرق الأوسط يدخل تدريجياً في خضم التطرف الديني، والتشظي المذهبي، والاحتراب الطائفي دون أن يعي الساسة المتخاصمون في المنطقة خطر المارد المدمر للحضارات إذا ما تجسد على ارض الواقع. وتدريجياً تحولت مكتسبات المواطنة البكر التي اكتسبتها الأوطان العربية في مرحلة ما بعد الاستعمار إلى هشيم تذروه الرياح حتى وصل إلى ما نراه حالياً من صعود الجماعات الإسلامية المتشددة واستيلائها على مقدرات دول بل وإعلانها عن دولها الأصولية الشوفينية. البعض من تلك الجماعات أعلن عن دولته، و البعض الآخر يرتهن دولته لسياساته. كل ذلك أدى لأن يفقد الشرق الأوسط الغني بالحضارات والثقافات جزءا مهما من أوجهه الحضارية ومكونا أساسيا في ثقافاته فالتشدد الديني الذي يقتل شريك القبلة باسم الله، من باب أولى ألا يتوانى عن السبي والقتل والاغتصاب للمكونات الأخرى. اضطر المسيحيون الشرق أوسطيون في خضم تلك الأجواء المتوحشة للهجرة إلى أوروبا. وأتاحت تلك الأجواء للكيان الصهيوني إركاب ما تبقى من يهود اليمن (بساط الريح) إلى (موطنهم إسرائيل) كما قالت الوكالة اليهودية. وبما أن الحديث هنا يخص اليهود فكلنا نعلم إسهامات اليهود العرب في الفن والأدب ضمن إطار الحضارة العربية من الدولة العباسية حتى أوائل القرن العشرين حين كانت الدولة القطرية العربية تشكل ضمانة لحماية تلك الأقليات. لكن عملية بساط الريح التي أوضحت القناة الإسرائيلية الثانية أن التنسيق الأميركي-الإسرائيلي أفضى إلى إيجاد معبر آمن تم من خلاله نقل اليهود إلى الطائرة الإسرائيلية، التي كانت بانتظارهم في دولة ثالثة لم تحدد هويتها والتي ذكرت صحيفة هآرتس أنها تمت عبر أربع دول، ليست الأولى أو الأكبر حجماً في سلسة عمليات نقل اليهود إلى الأراضي المحتلة. كانت العملية (موسى) التي حدثت في منتصف ثمانينيات القرن العشرين 1984م تقريباً هي العملية الأضخم حيث تم نقل الآلاف من يهود أثيوبيا (الفلاشا) إلى فلسطين عبر دولة عربية مجاورة. وبينما ترك للموساد حينها ادعاء البطولة المطلقة في إنجاز تلك العملية إلا أن الاستخبارات الأمريكية كان لها دور محوري في تلك العملية. ما هي ملابسات (العملية موسى) وخطواتها التي اتسمت بالسرية التامة والكتمان؟. في المقالات القادمة سأتناول ما يمكن أن يلقي بعض الضوء على تلك العملية الغامضة.

مشاركة :