قالت الأمم المتحدة اليوم (الثلاثاء) إنها رصدت نزوحا قياسيا للفلسطينيين إلى مدينة رفح أقصى جنوب قطاع غزة هربا من هجمات إسرائيل واستجابة لأوامر الإخلاء. وذكر بيان لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة (أوتشا) أن عشرات الآلاف من النازحين وصلوا خلال الـ 48 ساعة الماضية إلى رفح من مناطق في جميع أنحاء محافظة خان يونس المجاورة. وأضاف البيان أنه بالنظر إلى أن الملاجئ في مدينة رفح تجاوزت طاقتها الاستيعابية بكثير، فقد استقر معظم النازحين الوافدين حديثا في الشوارع، وفي المساحات الفارغة في جميع أنحاء المدينة، حيث أقاموا الخيام والملاجئ المؤقتة. ومنذ أربعة أيام، نشر الجيش الإسرائيلي خريطة لمناطق إخلاء سكان قطاع غزة خلال المراحل المقبلة من الحرب. وتقسم الخريطة أرض القطاع إلى مناطق وأحياء معروفة من أجل السماح لسكان غزة بالتوجه والانتقال من أماكن معينة في حال طلب منهم القيام بذلك حفاظًا على سلامتهم، بحسب ما قال الجيش. وفي اليومين التاليين، تم تحديد مناطق مختلفة، تشمل نحو 28% من قطاع غزة، للإخلاء. وبالإضافة إلى المنطقة الواقعة داخل مدينة خان يونس، فإن أكبر منطقة مخصصة للإخلاء تشمل التجمعات الواقعة شرق خان يونس، القرارة وخزاعة وعبسان وبني سهيلة التي أُمر سكانها بالتحرك جنوبا إلى رفح. وكانت هذه المناطق، التي تشكل 19% من قطاع غزة (69 كيلومترا مربعا)، موطنا لنحو 352 ألف شخص قبل بدء الحرب الإسرائيلية. كما أمر الجيش الإسرائيلي بإخلاء الأجزاء الشرقية من مدينة غزة (الشجاعية والزيتون والبلدة القديمة) وجباليا شمال غزة، وأصدر تعليمات للسكان بالتحرك نحو المناطق الغربية من غزة. وتشكل هذه المناطق نحو 6% من مساحة قطاع غزة، وقبل الأعمال العدائية، كانت هذه المناطق موطنا لنحو 415 ألف شخص، تم إجلاء العديد منهم بالفعل، ولا يزال حجم ونطاق تحركات السكان بعد هذه الأوامر غير واضح. وبشكل عام، تشير التقديرات إلى أن نحو 1.8 مليون شخص في غزة، أو ما يقرب من 80 في المائة من السكان، هم من النازحين داخليا. وتم تسجيل ما يقرب من 1.1 مليون نازح في 156 منشأة تابعة لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) في جميع أنحاء غزة، منهم نحو 86% (958 ألفا) مسجلين في 99 ملجأ للوكالة في الجنوب. ويقدر أن 191 ألف نازح آخر يقيمون في 124 مدرسة عامة ومستشفى، وكذلك في أماكن أخرى مثل قاعات الزفاف والمكاتب والمراكز المجتمعية، فيما تستضيف العائلات الباقي. وبسبب الاكتظاظ وسوء الظروف الصحية في ملاجئ الأونروا في الجنوب، فقد حدثت زيادات كبيرة في بعض الأمراض والحالات المعدية مثل الإسهال والتهابات الجهاز التنفسي الحادة والتهابات الجلد والحالات المرتبطة بالنظافة مثل القمل. كما أن هناك تقارير أولية عن تفشي الأمراض، بما في ذلك التهاب الكبد الوبائي، بحسب الأمم المتحدة. واستؤنف القتال بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) الجمعة، بعد وقف إطلاق نار استمر سبعة أيام. وقالت مصادر أمنية فلسطينية اليوم، إن هجمات إسرائيل تركزت على مناطق وسط وجنوب قطاع غزة، مخلفة ما لا يقل عن 70 قتيلا ومئات الجرحى. وذكرت المصادر لوكالة أنباء ((شينخوا)) أن مدينة خان يونس شهدت الليلة الماضية وفجر اليوم هجمات جوية ومدفعية "مكثفة وغير مسبوقة" منذ بدء حرب إسرائيل على قطاع غزة في السابع من أكتوبر الماضي. وأوضحت المصادر أن الهجمات تزامنت مع اشتباكات ميدانية بين القوات الإسرائيلية ومسلحين فلسطينيين شرق وشمال خان يونس، وسط حديث عن تقدم مستمر للآليات العسكرية للجيش. وبحسب المصادر، فإن الآليات العسكرية للجيش الإسرائيلي تحاول التقدم باتجاه الأطراف الغربية لمدينة خان يونس لفصلها عن محافظة وسط قطاع غزة وفرض السيطرة على محيطها. وأكد مصدر طبي في مستشفى ناصر الحكومي في خان يونس لـ ((شينخوا)) نقل قرابة 40 قتيلا وعشرات الجرحى جراء غارات إسرائيلية على المدينة منذ ساعات الليلة الماضية وحتى الآن. وذكر المصدر أن عشرات الإصابات نقلت إلى مستشفى ناصر إثر قصف إسرائيلي استهدف مدرسة تؤوي نازحين شرق خان يونس. كما تحدثت مصادر أمنية وطبية عن سقوط قتلى وجرحى جراء سلسلة هجمات جوية ومدفعية إسرائيلية على مناطق متفرقة من قطاع غزة. في هذه الأثناء، قال مدير عام وزارة الصحة في غزة منير البرش إن الجيش الإسرائيلي يحاصر مستشفى كمال عدوان في شمال القطاع بالدبابات والآليات العسكرية. وذكر البرش أن التيار الكهربائي انقطع بالكامل عن مستشفى كمال عدوان الذي يضم أكثر من 7 آلاف نازح، في وقت لا تزال فيه 4 مستشفيات فقط تعمل شمال غزة، مشيرا الى أن نحو 55 سيارة إسعاف خرجت من الخدمة. وكان جهاز الدفاع المدني الفلسطيني في غزة أعلن عن توقف عمله في مدينة غزة وشمالها بفعل خروج كل مركباته عن الخدمة بسبب القصف الإسرائيلي والاستهداف المتكرر لعناصر الجهاز وآلياته. وبحسب وزارة الصحة في غزة، ارتفعت حصيلة القتلى الفلسطينيين إلى 15899، والمصابين إلى أكثر من 42 ألفا، مشيرة إلى أن 70% من الضحايا هم من الأطفال والنساء. ومنذ السابع من أكتوبر الماضي، تشن إسرائيل حربا واسعة النطاق ضد حماس في غزة تحت اسم "السيوف الحديدية" بعد أن شنت الحركة الفلسطينية هجوما غير مسبوق على جنوب إسرائيل أسمته "طوفان الأقصى" على إسرائيل، أودى بحياة أكثر من 1200 إسرائيلي، وفق السلطات الإسرائيلية.■