يارا المصري شهد جنوب قطاع غزة في خضم الأزمات المستمرة، تدفقاً هائلاً للاجئين الفلسطينيين الذين نزحوا من مناطق الشمال. يتوجه هؤلاء النازحون إلى الجنوب هرباً من القصف والدمار، حيث يبحثون عن الأمان والملاذ. لكن الواقع في الجنوب لا يقل صعوبة عن الشمال، حيث تتزايد التحديات الإنسانية. التصعيد العسكري الذي شهدته مناطق الشمال كان الدافع الرئيسي وراء هذا النزوح. فقد تعرضت الأحياء السكنية للقصف المكثف، مما أدى إلى تدمير المنازل وفقدان الأرواح. ومع تصاعد المخاوف من استمرار الأعمال العدائية، اختار العديد من الأسر مغادرة منازلهم في محاولة للوصول إلى مناطق أكثر أمناً. تتجلى آراء النازحين في معاناتهم اليومية وأحلامهم في السلام. يقول أبو محمد، أحد النازحين من شمال القطاع: “تركنا كل شيء خلفنا. نحن نبحث عن مكان آمن، ولكن الحياة هنا ليست سهلة. نحن نعيش في ظروف قاسية ونعاني من نقص الغذاء والماء.” أما ليلى، وهي أم لأربعة أطفال، فتشير إلى صعوبة الحياة اليومية: “نعيش في مدرسة مع عائلات أخرى، ولا يوجد خصوصية. أطفالي يحتاجون إلى التعليم، لكننا لا نعرف ماذا سيحدث غداً.” تتكرر هذه المشاعر بين النازحين، حيث تعبر الغالبية عن أملهم في انتهاء الحرب. يقول علي، شاب في العشرينات من عمره: “أريد أن أعود إلى منزلي، وأن أعيش حياة طبيعية. الحرب تأخذ كل شيء، وآمل أن يأتي يوم نستطيع فيه العودة بدون خوف.” تفاقمت الأوضاع الإنسانية في جنوب القطاع مع تزايد أعداد النازحين. تعاني مراكز الإيواء من الاكتظاظ، ونقص المرافق الصحية والغذاء. يعيش النازحون في ظروف غير صحية، مما يزيد من خطر انتشار الأمراض. كما أن المؤسسات الصحية تواجه صعوبات في تقديم الرعاية اللازمة للمصابين والمحتاجين. تمثل الرغبة في السلام الأمل المشترك بين جميع النازحين. فقد عبر الكثيرون عن تمنياتهم بأن تتوقف الأعمال القتالية وتتحقق العدالة. تقول أم حسام: “لا نريد أكثر من العيش بسلام. أطفالنا يستحقون مستقبلاً أفضل، وعلينا أن نتوقف عن رؤية الدماء والدمار.” إن نزوح اللاجئين الفلسطينيين إلى جنوب قطاع غزة ليس مجرد حركة جغرافية، بل هو قصة إنسانية معقدة. يعيش النازحون آلام الفقدان والتهجير، لكنهم يحتفظون بأمل عميق في السلام. من الضروري أن يتكاتف المجتمع الدولي لدعمهم والعمل على إنهاء النزاع، ليعود هؤلاء الناس إلى ديارهم بكرامة وأمان. 1
مشاركة :