التباين حول الوقود الأحفوري سيد الموقف في كوب 28 | | صحيفة العرب

  • 12/6/2023
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

تتباين مواقف الدول المشاركة في قمة المناخ بين مؤيد للتخلص من الوقود الأحفوري ومن لا يريد ذكره على الإطلاق، فالنسخة الأخيرة من مسودة النص النهائي للمؤتمر التي نُشرت الثلاثاء تترك كافة الخيارات مطروحة، ما ينذر بمفاوضات صعبة. وتطلق مسودة ما يمكن أن يكون الاتفاق النهائي لكوب28 والتي نشرتها هيئة المناخ التابعة للأمم المتحدة مفاوضات حول القضية الحاسمة في القمة، وهي ما إذا كانت الدول ستتفق على إنهاء استخدام الوقود الأحفوري أو ستسعى جاهدة للإبقاء على دور لهذا الوقود. وقال هارجيت سينغ، من الشبكة الدولية للعمل المناخي، إن الخيارات المفتوحة في النص “تعني أن المفاوضات ستكون مكثفة”. وهذه النسخة الثانية من النص، والتي تمثل أساسا للمفاوضات التي تُختم رسميا الثلاثاء المقبل، تتناول في 24 صفحة الخيارات المختلفة التي طرحتها حوالي مئتا دولة تتفاوض في المؤتمر المقام حاليا في دبي. ومن بين الاحتمالات المذكورة في النص بشأن النفط والغاز والفحم الدعوة إلى “الخروج المنظم والعادل من الوقود الأحفوري”. هارجيت سينغ: الخيارات المفتوحة تعني أن المفاوضات ستكون مكثفة هارجيت سينغ: الخيارات المفتوحة تعني أن المفاوضات ستكون مكثفة وهناك خيار آخر يتمثل في الدعوة إلى تسريع الجهود الرامية إلى الاستغناء عن الوقود الأحفوري من دون استخدام أجهزة احتجاز الانبعاثات والحد بسرعة من استخدامه لتحقيق الحياد الكربوني في أنظمة الطاقة بحلول منتصف القرن أو في تلك الفترة تقريبا. والاحتمال الثالث هو عدم التطرق إلى الأمر على الإطلاق، وهو خيار تدعمه بعض الدول و”من بينها السعودية والصين” اللتان “لا تريدان أي شيء يتطرق إلى أي قطاع، لاسيما بالنسبة للطاقة والوقود الأحفوري”، وفق ما قاله مراقب لوكالة فرانس برس. وتعطي تصريحات وزير الطاقة السعودي الأمير عبدالعزيز بن سلمان مؤشرا إضافيا يدل على التباينات الكبيرة بشأن التصدي للتغيّر المناخي، مع سعي مفاوضين من دول العالم للتوصل إلى اتفاق. وقال الأمير عبدالعزيز قبل يوم على صدور المسودة إن بلاده “لن توافق على الخفض التدريجي للوقود الاحفوري”، معبرا بذلك عن تمسك الأطراف التقليدية بمواقفها. وأضاف في مقابلة مع وكالة بلومبرغ “بالتأكيد لا… وأؤكد لكم ألا أحد، وأتحدث هنا عن الحكومات، يؤمن بذلك”. وتابع “أود أن أطرح هذا التحدي على كل أولئك الذين يقولون علنا إن علينا ‘خفض استخدام الوقود الأحفوري تدريجيا’، سأعطيكم أسماءهم وأرقامهم، واتصلوا بهم واسألوهم كيف سيفعلون ذلك”. ويُفترض أن يتضمن النص الرئيسي الذي يجري التفاوض بشأنه أول “تقييم عالمي” لاتفاقية باريس للمناخ لعام 2015. وقالت لورانس توبيانا، التي صاغت اتفاق باريس التاريخي، لوكالة فرانس برس “ليس لدينا أي وضوح في الرؤية حول التوازن في الاتفاق من خلال النصوص المقترحة”. وأضاف “لا يمكننا أن نرى نقطة التوازن لأن كل شيء مطروح على الطاولة”. وأوضحت أنه من ناحية، يبدو أمرا طبيعيا في هذه المرحلة من المفاوضات، لكنه ينذر بأنها ستكون صعبة خصوصا “لأننا نتحدث عن المشكلة الكبرى المتمثلة في الوقود الأحفوري وبطريقة مباشرة تماما”. وللتأكيد على أهمية هذا المحور، سجل ما لا يقل عن 2400 مندوب من جماعات الضغط المعنية بالوقود الأحفوري لحضور القمة هذا العام، وفقا لتحليل بيانات التسجيل في الأمم المتحدة الذي نشره تحالف كيك بيج بوليوترز الدولي لمجموعات ناشطي المناخ. وأكد التحالف أن عدد الحضور من جماعات الضغط فاق عدد المندوبين البالغ 1609 من الدول العشر الأكثر عرضة لأضرار تغير المناخ مجتمعة. الأمير عبدالعزيز بن سلمان: أؤكد لكم أنه لا حكومة تؤيد خفض إنتاج الوقود الأحفوري الأمير عبدالعزيز بن سلمان: أؤكد لكم أنه لا حكومة تؤيد خفض إنتاج الوقود الأحفوري وأظهرت بيانات لمنصة نت زيرو تراكر لرصد الانبعاثات أن 69 دولة منتجة للنفط والغاز بشكل رئيسي في العالم لا تعتزم وقف التنقيب عن هذا النوع من الوقود، رغم أن العديد منها تعهدت بالوصول إلى صافي انبعاثات صفرية. وأكدت المنصة في دراسة أن النتائج التي توصلت إليها كشفت الفجوة بين الأهداف التي حددتها البلدان لتجنب المستويات الكارثية لتغير المناخ وخططها الحقيقية لمواصلة إنتاج الطاقة التي ينبعث منها ثاني أكسيد الكربون. وقالت ناتاشا لوتز، المشاركة في البحث من جامعة أكسفورد، إن هذا الانتشار لطموح “صافي انبعاثات صفرية” دون الالتزام بالتخلص التدريجي من الوقود الأحفوري يسلط الضوء على الحاجة إلى كيانات لتحديد كيفية تحقيق هذه الأهداف. وخلصت الدراسة إلى أن ثلاثة منتجين صغار فقط، وهم الدنمارك وإسبانيا وفرنسا، وضعوا خططا لوقف التنقيب. كما أن الدنمارك وإسبانيا هما الدولتان الوحيدتان من بين منتجي الغاز اللتان تعتزمان الوقف التدريجي للإنتاج. وحذر خبراء مشروع الكربون العالمي من أنه “بات حتميا” أن يتجاوز العالم عتبة 1.5 درجة مئوية من الاحترار على نحو “مستمر”، وهناك احتمال بنسبة 50 في المئة لأن يحدث ذلك في غضون سبع سنوات فقط. ووفقا لدراسة مرجعية، توقع الخبراء أن تصل انبعاثات الكربون الناتجة عن استخدام الفحم والغاز والنفط للتدفئة أو الإضاءة أو القيادة إلى مستوى قياسي جديد في 2023. وقال توماس هارمي جوزيف، من الشبكة الأميركية غير الحكومية، لوكالة فرانس برس “ليست لدي أي ثقة في المؤتمر إذا واصلت الأمم المتحدة السماح لقطاع الوقود الأحفوري” بقيادة المناقشات. وذكرت منظمة متعقب العمل المناخي في تقرير إنه “رغم وعودها لم تفعل الحكومات ما يكفي للحد من الاحترار المتوقع في المستقبل، مع تحول البعض بدلا من ذلك إلى حلول زائفة مثل احتجاز الكربون وتخزينه لإدامة اعتماد العالم على الوقود الأحفوري”. وأوضحت أن الالتزامات المناخية التي تعهدت بها بلدان العالم تؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة الأرض بمقدار 2.5 درجة مئوية بحلول نهاية القرن. وأكدت أن ذلك يعكس الالتزامات الرسمية في “المساهمات المتخذة على المستوى الوطني” بحلول عام 2030. لورانس توبيانا: ليس لدينا أي وضوح في الرؤية حول التوازن في الاتفاق لورانس توبيانا: ليس لدينا أي وضوح في الرؤية حول التوازن في الاتفاق ويشير التقرير، على سبيل المثال، إلى أن الإمارات، عززت التزاماتها لكنها “لن تتمكن من تحقيقها من خلال سياساتها الحالية”، لافتا خصوصا إلى 150 مليار دولار من الاستثمارات المقررة في مشاريع النفط والغاز. ومع ذلك تشكل قارة أفريقيا محور اهتمام للسعودية والإمارات التي تعهّدت في سبتمبر باستثمارات بالطاقة النظيفة في القارة بقيمة 4.5 مليار دولار. وقال رئيس مجلس إدارة شركة النفط السعودية العملاقة أرامكو ياسر الرميان في المؤتمر إنه “لا يمكن الذهاب إلى بلدان غير متقدّمة أو نامية والطلب منها اتّخاذ التدابير نفسها في ما يتعلّق بعملية التحوّل”. وأوضح أنه سمع وزيرا أفريقيا يقول “لكي نحقق نموا، علينا في بادئ الأمر أن نصدر انبعاثات كربونية، ومن ثم القضاء على هذه الانبعاثات”. وشدّد على أن الأمر يستدعي مقاربة “أقل مثالية وأكثر عملية”. وفي المفاوضات الرئيسية لمؤتمر كوب28 دافع الرؤساء التنفيذيون لعدد من شركات الطاقة الكبرى عن استخدام النفط والغاز، وسعوا إلى تسليط الضوء على اعتمادات صديقة للمناخ مثل خفض انبعاثات غاز الميثان المسببة للاحتباس الحراري. وقال جان بول براتس، الرئيس التنفيذي لشركة النفط البرازيلية الحكومية بتروبراس، “نحن مسؤولون كبار ويمكننا أن نتخذ خطوات كبيرة. يمكننا تحقيق نتائج وسيتعين علينا الإعلان عنها قريبا جدا”. وأضاف أن “التحول في قطاع الطاقة لن يكون ممكنا إلا إذا كان هناك انتقال عادل”. أما باتريك بويان، الرئيس التنفيذي لشركة توتال أنيرجيز، فقال إن التحول بعيدا عن النفط والغاز سيستغرق وقتا طويلا “لذلك نحن بحاجة بلا شك إلى إنتاج النفط والغاز بطريقة مختلفة عن طريق خفض الانبعاثات. ويمكننا أن نفعل ذلك، إذ إن لدينا التكنولوجيا”. وأضاف “بالطبع هذا له تكلفة، لكنه جزء من الترخيص الذي نحصل عليه للعمل، يمكنني القول، في المستقبل”.

مشاركة :