'فراشة' صوفيا الخياري تحوم حول الذاكرة

  • 12/5/2023
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

الرباط- تعتبر المخرجة المغربية صوفيا الخياري فارسةً مضيئة من مدينة الدار البيضاء، حيث تبرز كأحد الأصوات المميزة في عالم صناعة أفلام التحريك ورسخت صوفيا خبراتها الفنية بشكل استثنائي في عاصمة الفن والرونق الثقافي بباريس، حيث أكملت تعليمها الراقي في ميادين التجارة والاقتصاد وإدارة الثقافة. وحازت المخرجة الشابة احترام وإعجاب الجميع بمهاراتها الفائقة في فن التحريك، وقد أسهمت بشكل كبير في تطوير هذا الفن، فهي حاصلة على شهادة الماجستير في أفلام التحريك السينمائي من الكلية الملكية للفنون في الضواحي الأنيقة للعاصمة البريطانية لندن. ويتجلى إبداع صوفيا الخياري بجلاء في فيلمها "خيال الفراشات" الذي لاقى إعجابًا واسعًا في عروض المهرجانات الدولية، وحصد الفيلم جوائز عديدة، منها اعتراف خاص من مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير في فئة أفلام التحريك، ومشاركته في الدورة الـ47 لمهرجان تورونتو السينمائي الدولي وكذلك المشاركة في المحفل الرفيع لمهرجان السينما والتلفزيون في واغادوغو (فيسباكو). ولم يكن حضور فيلمها بمهرجان طنجة للفيلم الوطني في دورته الأخيرة سوى خطوة لاحتضانه وسط تألق المشهد السينمائي المغربي. سنخوض في هذا الحوار الفريد رحلة مع صوفيا الخياري نحو كواليس تصوير "خيال الفراشات"، لنتعمق في عقلية هذه الفنانة الموهوبة ورؤيتها الإبداعية. ممكن أن تشاركينا بقليل عن مصدر الإلهام الذي دفعكِ إلى إخراج هذا الفيلم واختيار هذا الموضوع؟ كنتُ أرغب قبل كل شيء في أن يكون الفيلم معبرًا بطريقة شعرية عن الإحساس "السؤدد" فهذه الكلمة تعبر عن شعور لازمني دائما وهو أكثر من الحنين أو ما يُسمى بالغربة، وهذا المزيج بين الفرح بالذكريات والصعوبة التي تكمن في غيابها. وبطريقة طبيعية حضرت لدي تصورات ذهنية حول هذا الموضوع من خلال الفراشة العابرة التي تجسد الذاكرة. كيف وجدتِ التحديات التي واجهتِها خلال عملكِ على هذا الفيلم الذي يركز على الألوان؟ هو فيلم طموح تطلب تكاليف إنتاج ضخمة من أجل إنجازه، فكل صورة في الفيلم أُنْجِزَت يدويًا باستخدام الحبر والألوان المائية، مما استلزم إنجاز ما يقارب 4000 رسم. هل يمكنكِ توضيح الرمزية والرسالة التي حاولتِ نقلها من خلال تصوير المرأة الحزينة ومراقبتها للفراشات؟ يعتمد فهم الفيلم أساسًا على الإحساس، وأحب أن يكون لدى أي مشاهد تفسيرها الخاص المبني على الشعرية والأشكال والألوان. ونتابع في العمل امرأة يغمرها الشعور بالحنين الممتزج بين ما هو حلو ومر، التي تبحث عن ذكريات حب مجسدة عن طريق الفراشة البعيدة عن المتناول. ما هو مستوى  التفاعل والاستجابة الذين حصلتِ عليهما من الجمهور خلال عرض الفيلم في المهرجانات الدولية؟ تلقيت صدى إيجابيًا من الجمهور، كما شعرت أن لدى البعض تأثرًا بكل بساطة دون التمكن من وضع كلمات دقيقة على المعنى، وهذا كان هو المراد فعلا. هل كانت هناك ردود فعل محددة من الجمهور أو النقاد تميزت بتقدير خاص أو تأثير إيجابي؟ هناك من أخبرني أنه شعر بالقشعريرة خلال العرض، وكذلك من قال أمام الكاميرا أنه يتفهم ويستحسن اختيار الألوان في الفيلم، وهذا أمر مثير للاهتمام بالنسبة لي، ولا سيما المقاربة التي اعتمدتها. كيف وجدتِ تجربة المشاركة في فقرة البانوراما بالمهرجان الوطني للفيلم بطنجة في دورته 23؟ من المهم جداً أن يقترح مهرجان طنجة مثلا ضمن برنامجه الأفلام المصورة، وفي الوقت نفسه أفلام التحريك لأن هذا يمكن من خلق التنوع والإغناء السينمائي، وهذا الاختيار يحدث لأول مرة. هل تعتزمين العمل على مشاريع سينمائية أخرى في المستقبل تكتشفين فيها مواضيع مماثلة أم تعملين على مشاريع مختلفة تمامًا؟ أنا الآن في طور كتابة فيلم جديد في سياق مختلف تماماً، أحب أن أتنوع دائماً في أعمالي لأنني أحاول أن أتجدد باستمرار. و"خيال الفراشات" يعتبر الرابع من بين أفلامي القصيرة، وحقق نجاحًا على النطاق العالمي حيث اُخْتِير سبعين مرة، خاصة في المهرجانات الرئيسة مثل مهرجان لوكارنو ومهرجان تورونتو ومهرجان سينما التحريك آنسي في فرنسا. أما بالنسبة إلى أفلامي الثلاثة الأولى، فقد أُنْتِجَت خلال مساري الدراسي في "الفنون التشكيلية وسينما التحريك"، حيث حصلت على درجة الماجستير في المعهد الملكي للفنون في لندن. وهذه الأفلام هي: -2015: "حبيب بشرتك" -2017: "أيام" -2018: "الجسد اللامتسام" وفيلم "أيام" حقق نجاحًا في المغرب، ويتميز بأداء صوتي رائع للفنانة القديرة أمينة رشيد، ويمكن العثور على جميع أفلامي على موقعي الإلكتروني وكذلك على منصات أخرى، بالإضافة إلى كوني مخرجة أفلام، أنا أيضًا فنانة تشكيلية وأعرض أعمالي في معارض الفنون وألقي دروس في الفنون والمشاركة في إنتاج أعمالي. كمخرجة وفنانة، كيف ترين دور السينما وفنون التحريك في تسليط الضوء على قضايا المرأة والعواطف؟ أعتقد أن السينما بدأت تأخذ اتجاهًا جديدًا من خلال تسليط الضوء على الأفلام التي أنتجتها النساء أو التي أخرجها الفنانون من بلدان الجنوب، ومن المهم الان أن نحكي للعالم قصصنا ونقدم خبراتنا ومساراتنا. هل هناك أي نصائح ترغبين في مشاركتها مع الشباب الطموحين الذين يتطلعون إلى دخول مجال الإخراج وفنون التحريك في السينما؟ هذا الميدان يتطلب الشغف قبل كل شيء، فإذا لم يكن هناك شغف، سيكون من الصعب الانخراط في عملية إنتاج فيلم تحريك كبير، ولكن إذا كان هناك شغف، فإن الأبواب يمكن أن تنفتح بفضل العمل الجاد.

مشاركة :